الثلاثاء 18 يونيو 2019 / 14:38

وكالة الإمارات للفضاء تنضم إلى مبادرة المرصد الفضائي الدولي للمناخ

انضمت وكالة الإمارات للفضاء، إلى جانب عدد من وكالات الفضاء العالمية بحضور الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إلى مبادرة المرصد الفضائي الدولي للمناخ، وذلك لتحديد أطر التعاون وتبادل المعلومات والبيانات حول التغير المناخي بين هذه الدول، وتوسيع استخدام تقنيات الفضاء للحد من تأثيرات التغيّر المناخي.

جاء ذلك خلال حفل رسمي أقيم على هامش فعاليات معرض باريس للطيران الذي يقام في مطار لوبورجيه في العاصمة الفرنسية باريس، خلال الفترة ما بين 17 حتى 23 يونيو (حزيران) الجاري، ووقع على وثيقة الانضمام ممثلاً عن وكالة الإمارات للفضاء وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، بحضور مدير عام الوكالة الدكتور المهندس محمد ناصر الأحبابي، وعدد من مسؤولي الوكالة.

وثيقة الانضمام
وتنص الوثيقة على تزويد الأطراف المعنية بكافة البيانات المطلوبة من مختلف المصادر مثل الأقمار الصناعية، والبيانات الميدانية، لمراقبة وتتبع ورصد آثار التغيّر المناخي، عن طريق إنشاء منصات إقليمية ومحلية تسمح لكافة الأطراف بالوصول إلى البيانات والمعلومات التي يتم جمعها بعد اخضاعها للتدقيق والاختبار لمعرفة التأثيرات المحتملة، هذا إلى جانب توفير الدعم والتعاون لإيجاد الحلول المناسبة لهذه التأثيرات.

وبهذا الصدد، قال وزير دولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسي، إن "دعم دولة الإمارات ممثلة بوكالة الإمارات للفضاء يأتي لتأسيس المرصد الفضائي الدولي للمناخ والتعاون مع مختلف الأطراف المعنية لتحقيق مستهدفاته ونجاح مبادراته ومشاريعه الهامة، ضمن جهودها الرامية للوفاء بالتزاماتها الأممية نحو مواجهة التحديات المناخية، وذلك إدراكاً بأهمية الاستجابة لهذه التحديات لتأثيرها السلبي على كوكب الأرض والبنية التحتية والبشر".

تحديات البيئة
وأضاف: "يتطلب إيجاد حلولٍ فعالة للتحديات البيئية والمناخية تظافر الجهود الدولية واستغلال قدراتها العلمية والتقنية، وتلعب دولة الإمارات دوراً هاماً في هذا الإطار من خلال المشاركة الفاعلة في مختلف الوكالات والمنظمات الدولية عبر اتفاقيات والتزامات محددة، والتي يأتي آخرها انضمامنا إلى المرصد الفضائي الدولي للمناخ الذي سيحدد إطار العمل والتعاون المشترك خلال الفترة المقبلة".

وتعليقاً على التوقيع قال وزير التغير المناخي والبيئة الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، إن "دولة الإمارات في إطار مساهماتها الوطنية المحددة بموجب توقيعها على اتفاق باريس للمناخ، وجهودها ودورها الرائد عالمياً في العمل من أجل المناخ، تعمل على توظيف كافة التقنيات الحديثة المتاحة وتعزيز تعاونها الدولي للحد من تداعيات التغير المناخي والتكيف معها، ويعد توقيع المبادئ المشترك خطوة جديدة فعالة ضمن مسيرة الدولة وإنجازاتها على الساحة العالمية في هذا المجال".

وأضاف: "يأتي التوقيع في وقت تستضيف العاصمة الإماراتية أبوظبي نهاية يونيو (حزيران) الجاري اجتماع أبوظبي للمناخ والذي يمثل الخطوة التحضيرية لقمة الأمم المتحدة للمناخ المزمع عقدها في نيويورك سبتمبر (أيلول) المقبل، مما يؤكد على كون الإمارات أحد أهم الداعمين والعاملين في مجال المناخ عالمياً".

وأوضح أن تأسيس المرصد الفضائي الدولي للمناخ وتعاون الدولة مع مختلف الأطراف المعنية لتوفير قاعدة بيانات غنية مدعومة بأحدث التقنيات من دوره تعزيز قدرة المجتمع الدولي على مواجهة التحديات التي يفرضها التغير المناخي وتحويلها إلى فرص واعدة اقتصاديا واجتماعياً.

القطاع الفضائي

ومن جانبه، قال مدير عام وكالة الإمارات للفضاء محمد ناصر الأحبابي: "سعت وكالة الإمارات للفضاء منذ تأسيسها إلى العمل مع مختلف الأطراف الدولية للوصول إلى أطر تعاون فيما بينها على عدد من المشاريع المشتركة التي تستهدف بشكل رئيسي خدمة البشرية وتعزيز رفاهيتها، وذلك من خلال تعزيز مساهمة القطاع الفضائي في مواجهة التحديات التي تواجه البشرية على عدد من الأصعدة، خاصة البيئية والاقتصادية والاجتماعية منها".

ونوه الأحبابي إلى أن العديد من الأقمار الصناعية التي طورتها وأطلقتها دولة الإمارات إلى الفضاء الخارجي تعمل بشكل رئيسي لأغراض مراقبة الأرض والتغيرات المناخية والبيئة والتي تشمل متابعة الظواهر مثل المد الأحمر والتغيرات في التربة والمحاصيل الزراعية، وتأتي جميعها لخدمة الجهود الوطنية والإقليمية والعالمية لدراسة هذه التغيرات وإيجاد حلول فعالة لتحدياتها".

ويذكر أن وكالة الإمارات للفضاء شاركت خلال شهر فبراير (شباط) الماضي في الاجتماع الخاص بتأسيس المرصد الذي عقد في العاصمة الفرنسية باريس بحضور وكالات الفضاء العالمية، حيث شهد بحث إطار العمل الخاص بالمبادرة وكيفية تطبيقها لرسم ملامح المرصد وتحديد أهدافه وأدواته ليتمكن من رفد صانعي القرار بالمعلومات المطلوبة لاتخاذ إجراءات فعالة من شأنها الحد من الأضرار الكبيرة الناجمة عن التغيرات المناخية.

وجرى تطوير المرصد بمبادرة من وكالة الفضاء الفرنسية، ويهدف إلى تزويد الدول المعنية والمجتمع العلمي العالمي بكافة البيانات الفضائية المطلوبة لمراقبة البيئة والمناخ على سطح كوكب الأرض، حيث حظي بدعم وكالة الإمارات للفضاء، وكافة الوكالات الفضائية الأوروبية، فضلاً عن دول أخرى مثل الصين والهند وروسيا والمكسيك والمغرب وغيرها.