الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الأربعاء 19 يونيو 2019 / 11:33

ما أبرز القضايا المرجحة لتصادم واشنطن وأنقرة؟

رأى وزير الخارجية التركي الأسبق يشار ياكيش، أنّ أنقرة وواشنطن تتجهان بثبات على مسار تصادمي. كان هنالك عدد من المسائل الخلافية بين الحليفين في حلف شمال الأطلسي، حيث أنّ بعضها عبارة عن نزاعات راكدة. وفي مقاله ضمن صحيفة "ذي اراب نيوز" السعودية ركز ياكيش على ثلاث قضايا حارقة.

على ترامب اختيار خمسة من أصل 12 عقوبة على الأقل كي يفرضها على تركيا وفقاً للقانون

بدأ الكاتب بصراع المصالح المطول بين الولايات المتحدة وتركيا في سوريا. لدى الدولتين مصالح قومية في سوريا متفقة أحياناً ومختلفة أحياناً أخرى. إلى حد معين، تتفق الدولتان على وجوب ألا يكون هنالك دور للرئيس السوري بشار الأسد في مستقبل سوريا، لكنّ الولايات المتحدة تعتقد أن لا بديل أفضل للأسد في الوقت الحالي. بينما تصر تركيا على عدم التعاون مع دمشق على الرغم من توافق مصالحهما حول القضية الكردية. من ناحية ثانية، تعارض تركيا بشدة تسليح وتجهيز وتدريب المقاتلين الأكراد في وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها أنقرة منظمة إرهابية.

قبرص
تكمن القضية الثانية في شرق المتوسط. إنّ شركتي استكشاف والتنقيب عن النفط نوبل إنرجي وإكسون موبيل ومقرهما الولايات المتحدة، اكتشفتا احتياطات غنية بالنفط بالقرب من سواحل قبرص وقد وقعت الأولى على اتفاق بقيمة 9.3 مليارات دولار للتنقيب وتصدير الغاز. أبلغت تركيا المجتمع الدولي أنها تعتقد بضرورة تقاسم الموارد الطبيعية في قبرص مع القبارصة الأتراك وأنّه لا يمكن حكومة قبرص تجاهل حقوق المجتمع التركي.

طلب القبارصة الأتراك من شركة تركية استكشاف الغاز قبالة سواحل قبرص وفي المنطقة الاقتصادية الحصرية لتركيا. أرسِلت إحداثيات هذه المنطقة إلى الأمين العام للأمم المتحدة. وتقوم سفينة تركية بالبحث فيما تقوم البحرية التركية بحمايتها.

أس-400 و ئاف-35

هذه المشكلة هي الأكثر وشاكة. تعارض واشنطن بشدة شراء أنقرة منظومة الدفاع الروسية أس-400 التي قد تكشف مكامن ضعف في المقاتلة الأمريكية. ترفض تركيا أقوال أمريكا قائلة إنّ النظام نفسه منشور في قاعدة حميميم في سوريا، وهو قد يكشف مكامن ضعف أف-35 حين يحلق بالقرب من الأجواء الإسرائيلية.

اقترحت أنقرة إنشاء لجنة تقنية مؤلفة من خبراء كي تتم مناقشة المسألة. رفض البنتاغون المقترح لكن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أقنع نظيره الأمريكي دونالد ترامب بهذه الخطوة خلال اتصال هاتفي. لكن بما أنّ لجنة الخبراء الأمريكيين ستتألف من خبراء البنتاغون الذين رفضوا الفكرة، من غير المرجح أن يتمكن الخبراء الأتراك من إقناعهم.
  
لم توجه الدعوة إلى تركيا
في حين كان تأسيس اللجنة يخضع للنقاش بين العاصمتين، وجه وزير الدفاع بالوكالة باتريك شاناهان رسالة إلى نظيره التركي خلوصي آكار مكرراً أنّ مضي تركيا قدماً في شراء الصفقة الروسية سينتج عقوبات أمريكية. في هذه الأثناء، سيتم تعليق مشاركة تركيا في برنامج أف-35 في 31 يوليو (تموز) المقبل وسيُطلب من 42 طالباً تركياً مشاركاً في التدريبات الرحيل.

بدءاً من ذلك التاريخ، سيُمنع الطيارون الأتراك من الدخول إلى القواعد الأمريكية، حيث تتم برامج التدريب. وتم إلغاء تدريب مجموعة ثانية مع تعليق تركيا من برنامج أف-35. لم تتم دعوة تركيا في 12 يونيو إلى لقاء طاولة مستديرة لمناقشة أداء ومسار البرنامج. ولن تتلقى الصناعة التركية أي طلبات جديدة لتصنيع مكونات المقاتلة التي كانت أنقرة مصنعهم الأوحد.

العلاقة المحتضرة  
يمكن أن يتم فرض مجموعة ثانية من العقوبات على تركيا من قبل الكونغرس، حيث هنالك مبادرة من غرفتي المجلس لمعاقبة تركيا وفقاً لقانون مواجهة أعداء أمريكا من خلال العقوبات.

 على ترامب اختيار خمسة من أصل 12 عقوبة على الأقل كي يفرضها على تركيا وفقاً للقانون. تقول وزارة الدفاع التركية على موقعها الإلكتروني، تعليقاً على رسالة شاناهان إنّ واشنطن "تعرب عن توقعها بإيجاد حل للمشكلة الموجودة ضمن إطار الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين والذي سيحافظ على التعاون الأمني الشامل ويشدد على أهمية استمرار المحادثات".

ويشير ياكيش إلى أنّ الأسلوب المتفائل في اختصار رسالة شاناهان التهديدية هو محاولة الدقيقة الأخيرة من تركيا في إنقاذ ما تبقى من العلاقات المحتضرة بين حليفي الناتو، على أن يبقى قيد المتابعة ترقب ما إذا كانت المقاربة المتفائلة ستتمكن من تفادي اصطدام القطار.