منشأة نووية إيرانية (أرشيف)
منشأة نووية إيرانية (أرشيف)
الأربعاء 19 يونيو 2019 / 11:42

لعبة حافة الهاوية الإيرانية خطيرة وقد تنقلب عليها

يرى كييث جونسون، مراسل لدى موقع "فورين بوليسي" أن آمال طهران بتخويف أوروبا، عبر التهديد بخرق الاتفاق النووي، كي تحض أمريكا على العودة إلى طاولة المفاوضات، لن تجدي نفعاً.

ليس لدى الأوروبيين الكثير ليقدمونه فيما يتعلق برفع عقوبات أو ممارسة نفوذ في واشنطن

ومن خلال تعهدها بتخزين اليورانيوم وخرق أجزاء رئيسية من الصفقة النووية لعام 2015، تأمل إيران بأن تجبر أوروبا على اتخاذ موقف صارم لإبقاء الاتفاق سارياً. لكن، عوض ذلك، تخاطر طهران بدفع قلة من المدافعين عن سياساتها إلى حافة اليأس.
  
تكرار تهديدات

ويشير جونسون لإعادة إيران تأكيد تهديداتها السابقة بشأن وقف الالتزام ببعض البنود الأساسية في الاتفاق النووي. وقال بهروز كمال واندي، متحدث باسم وكالة الطاقة الذرية الإيرانية إن البلاد سوف تتجاوز، خلال عشرة أيام، كميات من اليورانيوم منخفض التخصيب الذي سمح لها بتخزينه بموجب الاتفاق، وطرح احتمال إجراء تخصيب إضافي بمعدل أقرب إلى المستوى اللازم لتصنيع أسلحة.

ويقول كاتب المقال إن ذلك الإعلان الذي يؤكد تهديدات أصدرها الرئيس الإيراني حسن روحاني في الشهر الماضي، يعتبر بمثابة وسيلة لحض دول أوروبية دعمت الصفقة النووية للإيفاء بوعودها بتقديم بعض المساعدة الاقتصادية لإيران، والمساعدة على التوسط من أجل مصالحة أوسع مع واشنطن.

وحسب محطة سي إن إن، قال كمال واندي خلال مؤتمر صحافي عقده يوم الاثنين: " حتى هذا اليوم، أعتقد أن الأوروبيين لم يؤدوا ما عليهم، وضيعوا الوقت. قدموا لنا كلمات لا أفعالاً".

استفزاز منضبط
إلى ذلك، وصف بعض المحللين الإعلان كاستفزاز منضبط. وقال إصفنديار باتمانغيليدي، خبير إيراني ومؤسس شركة البورصة والبازار الإعلامية: "يعتقد الإيرانيون أنه لطالما تشعر أوروبا بأن ما يجري عبارة عن أزمة اقتصادية، سيكون ردهم محدوداً على الجانب الاقتصادي".

وأشار باتمانغيليدي أن النقاش تحول اليوم في طهران نحو جعلها أزمة أمنية، لا اقتصادية، من أجل الضغط على الأطراف الباقية في الاتفاق، الأوربيين وروسيا والصين، لحض واشنطن على العودة إلى طاولة المفاوضات. وأضاف: "إيران تتلاعب حالياً بالتزاماتها، ولربما بهدف خلق أزمة أمنية، ولتغيير معالم هذه الأزمة في الأجندة الديبلوماسية".

وقال باتمانغيليدي إنه يمكن للإيرانيين، بسبب سياسات داخلية، استئناف مفاوضات واسعة النطاق مع الولايات المتحدة في حالة واحدة فقط، بأن ينظر إليهم بوصفهم هم الذين يديرون العملية، وليسوا أسيرين لها.

نفوذ محدود
ولكن، برأي كاتب المقال، ليس لدى الأوروبيين الكثير ليقدمونه فيما يتعلق برفع عقوبات أو ممارسة نفوذ في واشنطن. فقد دعمت أوروبا، طوال العامين الأخيرين، الصفقة النووية الإيرانية، بداية عبر شجب قرار الولايات المتحدة بالخروج من الصفقة، ومن ثم من خلال الدخول في محادثات هدفت لطمأنه إيران بأنها ستفعل كل ما في وسعها لتخفيف لسعة العقوبات.

 ولكن إدارة ترامب اتخذت موقفاً أكثر تشدداً ضد طهران، ولم تظهر أي مؤشر يدل على أنها ستعود إلى الصفقة.

وقال إيلان غولدنبرغ، مستشار لدى وزارة الدفاع الأمريكية حول إيران من 2009 – 2012: "بذل الأوروبيون جهوداً طيبة لحل المشكلة، وليس بوسعهم ما يفيد في التصدي لهواجس إيران بشأن العقوبات. ولا تستطيع حكومات أوروبية إجبار شركاتها على الاستثمار في إيران لأنها لا تريد المخاطرة بالتعرض لعقوبات أمريكية".

وقال جيرارد آرو، سفير فرنسا الأسبق لدى الولايات المتحدة، لموقع "فورين بوليسي" إن هذه ليست أول مرة تهدد فيها إيران بخرق الاتفاق النووي. وحذر من أن الخطوة الأخيرة "تدريجية وتؤشر إلى أن صبرهم قد نفذ، ولكن لا تعتبر تحولاً عنيفاً".