تعزيزات أمريكية في الخليج.(أرشيف)
تعزيزات أمريكية في الخليج.(أرشيف)
الأربعاء 19 يونيو 2019 / 13:50

إيران وأمريكا تقتربان من لحظة خطيرة

لفت ماثيو لي، كاتب رأي لدى موقع "وا تودي" الأسترالي، إلى أن الولايات المتحدة وإيران اقتربتا من بؤرة خطيرة، وخاصة بعدما أمرت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بإرسال 1000 جندي إضافي إلى الشرق الأوسط.

الانتشار العسكري شمل إرسال قوات أمنية وجنود لتنفيذ عمليات مراقبة وجمع معلومات استخباراتية إضافية

وقال البنتاغون إن الانتشار العسكري شمل إرسال قوات أمنية وجنود لتنفيذ عمليات مراقبة وجمع معلومات استخباراتية إضافية من المنطقة. وفيما يعتبر عدد القوات الإضافية صغيراً، فهو يمثل تصعيداً لقوة عسكرية أمريكية هدفها ردع إيران وتهدئة حلفاء قلقين من تعرض ممرات شحن رئيسية للخطر.

تحديات
ويرى لي أن إعلان طهران يعني أنها قد تباشر فوراً تخصيب اليورانيوم، متحدية تطمينات الرئيس الأمريكي ترامب لحلفائه بأن الانسحاب الأمريكي من الصفقة في العام الماضي جعل العالم أكثر أماناً. وقد تشعل هذه التطورات توترات في الشرق الأوسط، وتمثل اختباراً لإرادة ومصداقية كلا الخصمين.

وقالت إيران إنها سوف تتجاوز مستوى مخزونات يورانيوم حددها اتفاق عام 2015 مع قوى دولية، وكان الهدف منه تقييد برنامج الجمهورية الإسلامية النووي في مقابل رفع عقوبات دولية.

ويشير الكاتب إلى أنه بعدما انسحب ترامب من الاتفاق الذي وقعه سلفه أوباما، أعاد فرض عقوبات اقتصادية عقابية، ما جعل أوروبيين وشركاء آخرين يكافحون من أجل استمرار التزام إيران بالاتفاق.

موقف صعب
وحسب الكاتب، وجدت إدارة ترامب نفسها، يوم الاثنين الأخير، في موقف صعب طالبت من خلاله إيران بالالتزام بصفقة نووية وصفها الرئيس ذاته بأنها أسوأ صفقة في التاريخ.

وقالت مورغان أورتاغوس، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "نواصل مطالبة النظام الإيراني بعدم الحصول على سلاح نووي، واحترام التزاماته نحو المجتمع الدولي".

وتأتي الخطوة الأخيرة مع اتهام واشنطن لإيران بمهاجمة ناقلتي نفط قرب الخليج، مع نفي إيراني. وفي ظل غموض بشأن تفاصيل ما جرى، وحيث لم يتبن أي طرف الهجمات، نشر البنتاغون صورتين بهدف تعزيز روايته بأن إيران نفذت الهجمات.

ابتزاز
وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الإيرانية إن إعلان إيران بشأن تخصيب يورانيوم يرقى إلى درجة "الابتزاز" و" تحدي الأعراف الدولية" علاوة على خرق اتفاق أبرم في عام 2015، ويعرف باسم خطة العمل الشاملة المشتركة ( JCPOA).

وقالت أورتاغوس: "من المؤسف أنهم أعلنوا اليوم عن هذه الخطوة التي لم تدهش أحداً، ولهذا السبب غالباً ما قال الرئيس إنه يجب استبدال JCPOA بصفقة أفضل".

وبإعلانه عن الانتشار الجديد، قال باتريك شاناهان، وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة السابق أن تلك القوات مرسلة" لأغراض دفاعية، وللتصدي لتهديدات جوية وبحرية وبرية في الشرق الأوسط".

وقال شاناهان: "لا تسعى الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران. وقد نفذ هذا الإجراء اليوم لضمان سلامة ورفاه قواتنا العسكرية العاملة في المنطقة، ولحماية مصالحنا القومية". وأضاف أن الولايات المتحدة ستواصل تعديل عدد القوات وفقاً للحاجة.

تفكك
وبشأن تفكك الصفقة النووية المتعددة الأطراف، حمل بعض أنصار الصفقة إدارة ترامب مسؤولية تصريحات إيران الاستفزازية، قائلين إنها كانت متوقعة نظراً لتجدد الضغط الأمريكي.

وجاء في بيان صادر عن رابطة الحد من التسلح إن "إحباط إيران حيال حملة ضغط ترامب غير المسؤولة والمتهورة شيء مفهوم، ولكننا نحض إيران وبقوة على الاستمرار في التزامها بالصفقة النووية. ويبقى من صالح إيران الالتزام ببنود الاتفاق والتعاون الكامل مع إجراءات الرصد والتحقق التي تجريها الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

إلى ذلك، لم تظهر إيران أي استعداد للتفاوض على صفقة جديدة، وتعهدت بعدم الدخول في محادثات مع الولايات المتحدة فيما تواصل الإدارة فرض حملة "أقصى ضغط" من العقوبات.

ويرى كاتب المقال أن مسؤولي الإدارة الأمريكية وجدوا أنفسهم في حيرة بشأن إذا كان يفترض الضغط على الأطراف الباقية في الصفقة، بما فيها بريطانيا وفرنسا وألمانيا، لمطالبة إيران بمواصلة الالتزام. وفي هذا السياق، يفترض بهؤلاء المسؤولين التفكير إن كان موقف كهذا من شأنه الاعتراف بأن عقوبات فرضت في عهد أوباما لم تكن مثالية، ولكنها كانت أفضل من لا شيء.