مرشح المعارضة في اسطنبول أكرم إمام أوغلو (أرشيف)
مرشح المعارضة في اسطنبول أكرم إمام أوغلو (أرشيف)
الخميس 20 يونيو 2019 / 14:14

جمهور كرة القدم رافعة إضافية لإمام أوغلو في اسطنبول

24- زياد الأشقر

بعد أسبوعين من الفوز المفاجئ لمرشح المعارضة أكرم إمام أوغلو في الانتخابات التي أجريت في 31 مارس (آذار) الماضي، بفارق 13 ألف صوت، لم يسلم حزب العدالة والتنمية الحاكم بالهزيمة، وتحول مرشح المعارضة إلى القوة التي تشكلها جماهير كرة القدم.

كانت النخب الحكومية في العهود الجمهورية الأولى تعتبر أن كرة القدم هي أفيون الجماهير

 وكتب الباحثان باتريك كيدي وسيفجين تونج في مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أنه في 13 أبريل (نيسان)، حضر إمام أوغلو مباراة بين ناديين من اسطنبول هما بكشتاش وباشاكشير على ملعب فودافون التابع لبكشتاش. وفي منتصف المباراة، أخذ بعض مشجعي بكشتاش يهتفون "امنحوا التفويض لإمام أوغلو". ورددت مكبرات الصوت في الملعب صدى الهتاف. وفي اليوم التالي، حضر إمام أوغلو مباراة بين ناديي فنيربخشي وغلطة سراي (اللذين مع بكشتاش يشكلون "الثلاثة الكبار" في عالم كرة القدم التركية يتمتعون بمعظم الشعبية في تركيا). ومع أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يقرّ بأنه كان من مشجعي نادي فينربخشه، كان بعض مشجعي هذا النادي يهتفون تأييداً لإمام أوغلو خارج الملعب.

صعود شعبيته
وأشار الباحثان إلى أن الكثيرين من مشجعي "الثلاثة الكبار" في اسطنبول شاركوا عام 2013 في احتجاجات ضد الحكومة، ولا يزال ثمة شعور خافت مناهض للحكومة. وحضر إمام أوغلو مباريات مليئة بالمعاني الرمزية. وبينما يغازل إمام أوغلو الغالبية العظمى من مشجعي كرة القدم، فإنه انتقد ضمناً نادي باشاكشير، الذي أنشأ مؤخراً علاقات وثيقة مع حزب العدالة والتنمية الحاكم. وكان تم الإقرار بفوز إمام أوغلو في 17 أبريل. لكن حزب العدالة والتنمية طالب بإعادة الانتخابات، بذريعة وجود مخالفات. وفي مايو (أيار) أصدر المجلس الأعلى للانتخابات قراراً مثيراً للجدل بإلغاء فوز إمام أوغلو وأمر بإعادة الانتخابات في 23 يونيو (حزيران). ومع ذلك، فإن شعبية إمام أوغلو في تزايد مذاك. ولعبت كرة القدم دوراً كبيراً في صعود شعبيته.

سلاح قوي
ولفت الباحثان إلى أن أي سياسي له دور في كرة القدم بتركيا يمتلك سلاحاً قوياً في ترسانته، ويعمد السياسيون إلى استخدام كرة القدم بنجاح منذ الخمسينيات، بعد انتقال البلاد إلى النظام المتعدد الأحزاب. وباتت كرة القدم جزءاً من أسطورة أردوغان. وهو يزعم بأن نادي فينربخشه عرض عليه مرتين أن يكون لاعباً نصف محترف، لكنه رفض. وهو طالما يستخدم استعارات من عالم كرة القدم، ويشارك بحماسة في افتتاح الملاعب، ويرتدي الأوشحة الخاصة بالأندية خلال الحملات الانتخابية.

وأضافا أن إمام أوغلو البالغ من العمر 49 عاماً، هو عضو في حزب الشعب الجمهوري، الذي يكافح انتخابياً في اسطنبول منذ السبعينيات، بسبب سمعته النخبوية. وينظر الحزب تقليدياً بازدراء إلى كرة القدم. وكانت النخب الحكومية في العهود الجمهورية الأولى تعتبر أن كرة القدم هي أفيون الجماهير. لكن إمام أوغلو كسر هذا التقليد وأسس أسطورته الخاصة في عالم كرة القدم.