سكرتير مجلس الأمن الروسي،نيكولاي باتروشيف ومستشار  الأمن القومي الأمريكي جون بولتون (أرشيف)
سكرتير مجلس الأمن الروسي،نيكولاي باتروشيف ومستشار الأمن القومي الأمريكي جون بولتون (أرشيف)
الخميس 20 يونيو 2019 / 14:33

خلافات إيران وروسيا في سوريا تخرج للعلن

مع استعداد إسرائيل لاستضافة لقاء غير مسبوق يضم مستشاري الأمن القومي من الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل، قد تبدو مساعي وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي للتوسط بين الولايات المتحدة وإسرائيل، مجرد استعراض.

تنظر روسيا إلى سوريا كقاعدة يمكنها من خلالها إقامة علاقات وثيقة مع دول الخليج ومصر

 وورد ضمن تحليل نشره موقع "سيغما تركي"، أن لقاء مستشاري الأمن القومي يتم على خلفية قصف سوري وروسي ضد آخر معقل لمتمردين سوريين في محافظة إدلب، علاوة على بروز توترات في العلاقات بين موسكو وطهران.

ويلفت الموقع لمقتل مئات وجرج آلاف بفعل الهجمات الأخيرة للقوات السورية والروسية في منطقة تقع شمال مدينة إدلب. ولم تسلم مستشفيات وأحياء سكنية من القصف.

سيناريوهات
وحسب "سيغماتركي"، فيما لا يتوقع كثر أن يسفر لقاء الشهر الجاري لمستشاري الأمن القومي في القدس، عن نتائج فورية، يأمل مسؤولون أمريكيون وإسرائيليون بأن يمهد اللقاء الأرضية لصفقة من شأنها أن تضعف أكثر العلاقات الروسية مع إيران، وتخفض، إن لم تنه، الوجود الإيراني في سوريا.

ويعتقد بعض المحللين أنه، من بين عدة سيناريوات يجري تناولها، احتمال عقد صفقة قد تنطوي على سعي روسيا لإخراج إيران من سوريا، وهو مطلب أساسي أمريكي وإسرائيلي، مقابل رفع بعض العقوبات الأمريكية والأوروبية ضد روسيا، مع قبول الولايات المتحدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد. لكن، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، رفض في نوفمبر( تشرين الثاني) عرضاً روسياً مماثلاً.

طروحات جديدة
وقال مسؤول بارز في إدارة ترامب: "تأتي حقيقة تثمين الروس لهذه المحادثات، من خلال استعدادهم للإعلان عنها، وأعتقد أنه في حد ذاته أمر هام. ولذا نأمل أن يحضروا الاجتماع حاملين معهم طروحات جديدة ستسمح لنا بإحراز تقدم".

ويشير مسؤولون أمريكيون لاحتمال أن يفتح اللقاء الباب أمام صفقة ممكنة، بعدما رفضت روسيا أخيراً بيع إيران نظامها S-400 ، الأكثر تطوراً للدفاع الصاروخي، خشية أن يشعل توترات في المنطقة، علاوة على قبول روسي ضمني للهجمات الإسرائيلية ضد مواقع لإيران ولحزب الله في سوريا. إلى ذلك، نفت إيران رغبتها بالحصول على النظام الروسي، فيما طالبت روسيا رسمياً إسرائيل بوقف هجماتها، واحترام سيادة سوريا.

لحظة سيئة
وحسب الموقع، تأتي مباحثات بولتون مع مستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شابات، ونيكولاي باتروشيف، رئيس المجلس القومي الروسي، في أسوأ لحظة بالنسبة لإيران لأن الجمهورية الإسلامية تكافح حالياً من أجل تخفيف تأثير عقوبات أمريكية، تلت انسحاب ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015، الذي قيد برنامجها النووي.

وأشار المحللان عودي ديكال وكارميت فالينيسي، ضمن تقرير نشره في الشهر الماضي معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إلى أنه على نقيض تصريحات علنية، ترفض روسيا، كما إسرائيل، انسحاب القوات الأمريكية من سوريا.

ويشار إلى أنه بعد إعلان ترامب، في فبراير(شباط) عن سحب كامل قواته من سوريا، وافق على إبقاء بضعة مئات من القوات الأمريكية هناك.

علاقات وثيقة
وقال ديكال وفالينسي إنه من شأن انسحاب أمريكي أن يجبر روسيا على السماح لإيران بالسيطرة على حقول نفط في شرق سوريا.
وعلى نفس المنوال، أشار تسيبي بارئيل، كاتب عمود لدى صحفية "هآرتس" الإسرائيلية، لخلاف بين روسيا وإيران بشأن نهاية اللعبة في سوريا، قائلاً إن "ليس لدى روسيا مجرد نية لإعادة سيطرة الأسد على سوريا، بل هي تنظر إلى سوريا كقاعدة يمكنها من خلالها إقامة علاقات وثيقة مع دول الخليج ومصر".

وعلى نقيض ذلك، تأمل إيران في الاستفادة من استثماراتها الضخمة في سوريا للحفاظ على نفوذها في لبنان، ومواجهة الطموحات الإقليمية السعودية، مع الوصول إلى سواحل المتوسط.

صدامات
ويلفت الموقع لمقتل عشرات في صدامات بين ميليشيات موالية لإيران وقوات روسية في محافظتي حلب ودير الزور في أبريل(نيسان). ويقال إن قوات روسية طردت في الشهر الماضي ميليشيات شيعية من مناطق قريبة من مطاري حلب ودمشق الدوليين.

وقال إبراهيم بدوي، كاتب عمود يتعاون مع الجيش السوري، إن قوات أمنية روسية وسورية اعتقلت ناشطين سوريين موالين لإيران. وأضاف أنه أجري مؤخراً تعديل في المراتب العليا في جهاز أمن الدولة السوري من أجل إضعاف موقف ماهر الأسد، شقيق الرئيس وقائد الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة لقوات النخبة في الجيش السوري، والذي يعتقد أنه مقرب من إيران.

وقال بدوي: "خرجت اليوم إلى العلن خلافات كانت خفية بين حلفاء سوريا. ولم يعد خافياً أن روسيا ، تسعى لإضعاف النفوذ الإيراني".

وقال ديكيل وفالينسي: "هناك فرصة تسمح لإسرائيل بأن تحاول العمل مع روسيا والولايات المتحدة لتحقيق مصالحها المشتركة مع القوتين العظميين، والأهم منه زيادة الاستقرار في سوريا، وإجراء إصلاحات حكومية، إلى جانب الحد من النفوذ الإيراني هناك".