مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر في مؤتمر بوارسو (أرشيف)
مستشار الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر في مؤتمر بوارسو (أرشيف)
الجمعة 21 يونيو 2019 / 12:25

ورشة البحرين قد تساهم في استقرار الضفة وغزة

24- زياد الأشقر

ماذا سيحدث لصفقة القرن التي أعدها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؟ سؤال طرحه المبعوث الأمريكي الخاص السابق لعملية السلام في الشرق الأوسط دنيس روس في مقال نشره موقع مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، مشيراً إلى أن هذا هو السؤال الذي يرد على ذهن كل شخص في إسرائيل هذه الأيام.

ثمة خطوات مؤقتة يمكن للمسؤولين الأمريكيين والقادة العرب اتخاذها للمساعدة في استقرار الضفة الغربية وغزة

ويريد البعض أن يعرف ماذا تحتوي خطة ترامب للسلام، ويتساءل آخرون عما إذا كان سيتم الكشف عنها، ويهتم فريق ثالث بمعرفة حظوظها في النجاح.
 
انتخابات إسرائيل
وقال إنه لا يمكنه أن يتكهن بمضمون خطة جاريد كوشنر المستشار البارز لترامب والمبعوث الأمريكي لعملية السلام جيسون غرينبلات، وبما أن الإسرائيليين ذاهبون إلى صناديق الاقتراع في 17 سبتمبر (أيلول)، فإن إدارة ترامب ستكون أقل ميلاً للإعلان عن الخطة.

وعلاوة على ذلك، يجب الأخذ في الاعتبار الأعياد اليهودية في تلك الفترة من السنة والمدة التي ستستغرقها عملية تأليف الحكومة، فإن هذه الأخيرة قد لا تبصر النور قبل نوفمبر (تشرين الثاني). وعندئذٍ يكون العد العكسي للروزنامة الانتخابية الأمريكية قد بدأ. ولأن مهندسي الخطة طالما قالوا إن الإسرائيليين (الفلسطينيين) سيحبون أجزاء من الخطة ويكرهون أجزاء أخرى، فإن ترامب يخاطر بانتقاد الإسرائيليين للأجزاء التي قد لا تعجبهم. فهل سيعرض خطة وهو يعلم ذلك؟ لا أحد يملك الجواب.

وأضاف أنه بحلول نوفمبر (تشرين الثاني)، تكون إدارة ترامب قد أمضت ثلاثة أعوام في إعداد الخطة. ويحضر كوشنر وغرينبلات الآن لورشة عمل في البحرين تنعقد في 25 يونيو (حزيران) الجاري و26 منه لتحديد معالم المحتوى الاقتصادي للخطة. إن تسويق الشق الاقتصادي من الخطة لن يكون سهلاً، لا سيما أن توجه إدارة في هذا السياق قد تجاهل الحاجات الفلسطينية حتى الآن.


وأشار إلى أنه من الصحيح أن الإدارة عندما تحدثت إلى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وممثليه، لم يسمعوا منهم سوى الشعارات وأحاديث لا معنى لها- وتوصلوا إلى أن الفلسطينيين هم في حاجة إلى تعديل توقعاتهم وسلوكهم. الضغط الأقصى، الذي يميز هذه الإدارة عندما يتعلق الأمر بالتفاوض، طبق على السلطة الفلسطينية وكأن هناك أمل في أن هذه الخطة ستجد قبولاً لدى الرأي العام الفلسطيني الذي يريد أن يعيش حياة أفضل وأكثر طبيعية ومتحرراً من الاحتلال الإسرائيلي. 

الضغط على السلطة
ورأى أن المشكلة تكمن في أنه بينما يجري الضغط على السلطة الفلسطينية، فإن الإدارة الأمريكية تواصل تلبية الحاجات الرمزية لإسرائيل، معززة الانطباع لدى الرأي العام الفلسطيني بأن البيت الأبيض معادٍ للفلسطينيين وبأنه لن يتعامل مع حقوقهم. المفارقة هي أن إدارة ترامب لا تزال قادرة على اتخاذ خطوات كثيرة تبدو كأنها تصب في مصلحة إسرائيل من دون أن تثير غضب الفلسطينيين. وعلى سبيل المثال، كان في امكان البيت الأبيض عند الإعلان عن الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، أن يعترف بأن مطالب الفلسطينيين في القدس الشرقية لا يمكن أن تحل سوى من طريق المفاوضات-ولهذا السبب لم يعترف بحدود السيادة الإسرائيلية على المدينة. وعندما أوقفت الولايات المتحدة مساهمتها المالية في وكالة الأونروا، كان بامكان الإدارة الأمريكية الإعلان عن برامج بـ300 مليون دولار في مجالات الغذاء والصحة والصرف الصحي والمدارس من أجل تلبية حاجات الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وحتى بعد الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على مرتفعات الجولان- وهي خطوة سرعان ما بنى عليها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتبرير عمليات ضم لأراضٍ في الضفة الغربية- كان يمكن واشنطن أن تعلن معارضتها لأي عمليات ضم إسرائيلية أحادية الجانب هناك.

خطوات موقتة
وخلص إلى أن خطة كوشنر وغرينبلات قد لا تكون صفقة القرن، لكن ثمة خطوات مؤقتة يمكن للمسؤولين الأمريكيين والقادة العرب اتخاذها للمساعدة في استقرار الضفة الغربية وغزة. وعليه فإن ورشة العمل في البحرين قد تشكل مساهمة في خطة ترامب الأوسع. إن ترسيخ الاستقرار قد يمنح هذه الخطة فرصة للنجاح لاحقاً.