السبت 22 يونيو 2019 / 11:39

صحف عربية: إيران تناور تحت ضغوط الضربة المؤجلة

24. إعداد: معتز أحمد إبراهيم

أثار تأجيل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقراره بتأجيل توجيه الضربة العسكرية لإيران شكوك الكثير من دول العالم في جدية تهديدات ترامب بضرب إيران، في الوقت الذي حذرت فيه بعض من الصحف العربية من تداعيات تأجيل هذا الهجوم.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت فإن ترامب ترك الخيار العسكري على الطاولة، فيما تحولت الأزمة الإيرانية إلى ورقة سياسية داخلية في بعض من العواصم الأوروبية.

الهجوم المؤجل
وأشارت صحيفة "العرب" إلى تداعيات الخطوة الأمريكية لتأجيل الهجوم على طهران، موضحة أن وضع الرئيس الأمريكي إيران تحت الترقب القلق بعدما أوقف ضربة عسكرية كانت مجهزاً لها.

وعزت مصادر دبلوماسية غربية إيقاف الضربة الأمريكية المقررة إلى عدم رغبة ترامب في استعجال ضربة لإيران بحجم ضربته لسوريا، كي لا ترسل الرسائل الخطأ لطهران والمنطقة وتنتهي النتائج لصالح طهران.

وقالت هذه المصادر، وفقاً للصحيفة، إن "ترامب يتريث لتحديد خياراته في ظل أجواء تصعيد متبادل".

وأشارت الصحيفة إلى وجود مؤشرات على الأرض توحي بحصول صدام وشيك بين الولايات المتحدة وإيران، وهي المؤشرات التي تتواصل رغم تصريحات ترامب التي أعلن فيها أنه أوقف قبل دقائق من التنفيذ أوامر باستهداف مواقع إيرانية.

وذكرت أن هذه التصريحات ينظر إليها على أنها لا تعبر عن حقيقة القرار الأمريكي الذي تتوزعه دوائر قرار مختلفة ويسيطر عليه الصقور بالدرجة الأولى.

ويقول دبلوماسيون ومحللون سياسيون إن "ترامب وضع إيران تحت ضغط الانتظار والقلق، الأمر الذي يطرح تساؤلاً مفاده (...) هل سترد واشنطن عمليا على إسقاط إيران لطائرة استطلاع أمريكية، أم سيظل الأمر مؤجلاً إلى وقت يكون ملائماً بالنسبة إلى البيت الأبيض؟.

الخيار العسكري
ومن ناحية أخرى، قالت مصادر دبلوماسية غربية لصحيفة "الشرق الأوسط" إن ترامب "ترك الخيار العسكري على الطاولة".

وأضافت هذه المصادر، أن "رسائل بعثت إلى طهران مفادها أن أي استهداف إيراني لأمريكا أو حلفائها سيقابل برد عسكري فوري".

ونوهت الصحيفة إلى إنه من غير الواضح ما إذا كان قرار شن هجمات على إيران ما زال قائماً، موضحة إنه من غير المعروف هل ألغيت الضربات بسبب رجوع ترامب عن رأيه أم نتيجة قلق الإدارة من أمور تتعلق باللوجيستيات أو الاستراتيجية.

ونقلت الصحيفة عن جنرال أمريكي قوله إن "معلومات الاستخبارات الأمريكية أكدت أن القيادة العليا في إيران لم تكن راضية عن تصرف القائد العسكري الميداني الذي أمر بإسقاط الطائرة"، مضيفاً أن ذلك يؤكد "حدس" الرئيس ترامب الذي قال إنه "يعتقد أن إسقاط الطائرة كان عملاً فردياً".

المأزق البريطاني
ومن جانبها، تطرقت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى وجود مأزق بريطاني في التعامل مع الملف الإيراني، مشيرةً إلى تحول الأزمة الإيرانية لقضية خلاف سياسي بين الساسة البريطانيين في لندن.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير الخارجية البريطاني، والمرشح لرئاسة الوزراء في بريطانيا، جيرمي هانت، والذي دعم الاتهامات الأمريكية لإيران بالمسؤولية عن الهجمات على ناقلتي نفط في خليج عمان. الأمر الذي دفع بجيرمي كوربن زعيم حزب العمال المعارض إلى دعوة الحكومة البريطانية إلى الامتناع عن تصعيد التوترات مع إيران دون أدلة موثوقة تؤكد أن طهران مسؤولة عن هذه الهجمات.
ونبهت الصحيفة إلى وجود قضايا تسعى إيران إلى حسمها سياسياً مع بريطانيا، موضحة أن أولوية لندن الآن هي الضغط على طهران لإطلاق سراح الناشطة البريطانية من أصول إيرانية نازنين زاجري التي دخلت إضرابا عن الطعان احتجاجا على استمرار اعتقالها في طهران.
وقالت الصحيفة إن "معضلة لندن تشير إلى أن منطقة الشرق الأوسط في حالة فوران، ولن تنتظر الحكومة البريطانية المقبلة حتى تغلق ملف الخروج البريطاني من الاتحاد الأوروبي وتلتفت إلى القضايا الأخرى الملحة".