الأحد 23 يونيو 2019 / 21:39

هل تكون بلدية اسطنبول بوابة أوغلو للرئاسة؟

24 - إعداد - أحمد إسكندر

بعد أن عاشوا على وقع الانتخابات البلدية لفترة، منح الأتراك ثقتهم وأصواتهم اليوم لمرشح المعارضة إمام أغلو عبر صناديق الاقتراع وهي رسالة ليس لتحديد من سيكون عمدة إسطنبول فقط بل على الأرجح لمن سيحكم تركيا مستقبلاً.

إعادة الانتخابات في العاصمة الاقتصادية والمالية التي طالما تغنّى أردوغان بقبضته المحكمة عليها أججت الشارع على حزبه (العدالة والتنمية) وتدل جميع المؤشرات على أن أردوغان قاد "رهاناً خاسراً" على اسطنبول، حيث تفوق مرشح المعارضة التركية إمام أغلو للمرة الثانية على مرشح أردوغان وصديقه المقرب بن علي يلديريم.

انتكاسة حزب أردوغان في الانتخابات البلدية السابقة وانتخابات اليوم المعادة جاءت رد فعل على سياسات أردوغان المتفردة بالسلطة والتي هوت بالاقتصاد التركي إلى الركود، ورغم محاولاته لوضع كامل ثقله في المعركة الجديدة وبذله الغالي والنفيس من أجل إلغاء النتائج الأولى يتوجه إمام أغلو مرة أخرى ليتسلم مفتاح إسطنبول، وربما منها إلى مفتاح تركيا مستقبلاً.

الفوز بإسطنبول فوز بتركيا!
وأولى الطرفان أهمية كبيرة للانتخابات في عاصمة تركيا الاقتصادية التي يقطنها أكثر من 16 مليون شخص ولم يتردد أردوغان لقولها صراحة: "من يفوز في إسطنبول يفوز بتركيا".

وهنا بدأ أردوغان هجوماً على إمام أوغلو، وكيل الاتهامات منها الفساد وأخرى الإرهاب وتارة متهماً إياه بالتحالف مع الداعية التركي فتح الله غولن الذي يعيش في المنفى في الولايات المتحدة.

وبدا أردوغان متشبثاً للرمق الأخير لاحتفاظ حزبه بإسطنبول التي سبق أن تولى شخصياً رئاسة بلديتها لسنوات، وكانت المعبر له نحو تسلم السلطة السياسية في تركيا حالياً.

من المؤكد أن خسارة إسطنبول ستترك أثراً كبيراً على القاعدة المحافظة في تركيا ومن المحتمل أن تشهد الأيام المُقبلة المزيد من التطورات مثل تقدم الرئيس الأسبق لتركيا عبد الله غول وأحمد داود أوغلو بقوة إلى مجال العمل السياسي، مع احتمال حدوث انشقاقات كبيرة داخل المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية.

يرى بعض المحللين أنه مهما كانت النتيجة ستؤثر انتخابات الأحد سلباً على أر دوغان، وقال الباحث في المؤسسة الفرنسية للدراسات الأناضولية جان ماركو، إن "تكبد أردوغان هزيمة ثانية في إسطنبول سيشكل صفعة مذلة له أكثر من صفعة انتخابات الحادي والثلاثين من مارس (آذار)".

وأضاف ماركو أما في حال فوز يلديريم فلن يكون هذا الفوز مشرفاً "لأن الذرائع التي قدمت لإلغاء النتائج الأولى لم تكن مقنعة، وظهر فيها حزب العدالة والتنمية في موقع من لا يستطيع تحمل الهزيمة".

تراجع شعبية
الانتخابات الأولى وانتخابات الإعادة في إسطنبول كشفت تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي تمر به تركياً، خصوصاً مع انهيار قيمة الليرة التركية وارتفاع نسبة البطالة بشكل كبير. ومع فوز المعارضة في انتخابات الإعادة يمثل ذلك إحدى أكبر الانتكاسات التي تعرض لها أردوغان منذ وصول حزبه ذي الجذور الإسلامية المحافظة للسلطة في 2002.

وقال بعض المراقبين للشأن التركي إن "أردوغان زاد من حدة خطابه بعد مناظرة تلفزيونية جرت بين إمام أوغلو ومرشح حزب العدالة والتنمية بن علي يلديريم رئيس الوزراء السابق والحليف المقرب للرئيس أردوغان".

وأشارت مؤسسة الاستطلاعات ماك دانيسمانليك إن "إمام أوغلو تفوق على منافسه من الحزب الحاكم في المناظرة التلفزيونية مما وضعه في صدارة الانتخابات قبيل إعادة التصويت يوم الأحد 23 يونيو (حزيران)".

حتى ومع إدخال أردوغان تعديلات وتكتيكات جديدة على برنامج صديقه الانتخابي استعداداً لانتخابات إسطنبول الثانية، كان مرشح المعارضة إمام أغلو حاضراً بقوة خلال الكثير من التجمعات الانتخابية الداعمة له خلال الانتخابات الأولى، وهو ما قربه أكثر من الشارع التركي الذي بدأ يتململ من سياسات أردوغان المتفردة والانانية.