الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الإثنين 24 يونيو 2019 / 12:47

وول ستريت جورنال: حان الوقت للتصرف بحزم مع تركيا

تحت عنوان "آن الأوان للتعامل بحزم مع تركيا"، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" في افتتاحية لها إن شراء أردوغان لمنظومة S-400 الروسية، تجاوز لخط أحمر لحلف الناتو.

قوضت تركيا مصالح الولايات المتحدة في سوريا مع تعقيد الحملة الأمريكية لاحتواء إيران

وتقول الصحيفة إن تعميق تركيا روابطها العسكرية مع روسيا، نقطة حرجة يفترض أن تدفع واشنطن لإعادة تقييم علاقتها الأوسع مع أنقرة.

وظهر أحدث توتر هذا الشهر عندما قال بات شاناهان، وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة يومها، لوزير الدفاع التركي خلوصي آكار، إن بلاده ستُطرد من برنامج المقاتلة النفاثة الأمريكية F-35، ما لم تُلغ شراء منظومة الصواريخ الروسية المضادة للطائرات S-400.

وتقول موسكو إنها ستسلم الصواريخ في يوليو( تموز) المقبل، وقد أوقفت الولايات المتحدة لتوها تدريب طيارين أتراك على طائرة F-35.

ومن شأن هذا الخلاف أن يعطل برنامج F-35، الذي استثمرت فيه أنقره أكثر من مليار دولار منذ 2002.

كما طلبت تركيا شراء 100 طائرة، لكن شركة لوكهيد مارتن المصنعة للطائرة لا ترى في ذلك مشكلة.

إلا أن ما يثير مزيداً من القلق هو دور تركيا في سلسلة توريد عالمية لطائرة F-35، إذ تدعم ثماني شركات تركية إنتاجها. ويعني إعادة ترتيب ذلك ارتفاع الأسعار، وتأخير التسليم. ولكن الأمر يستحق تلك المشاحنات.

تهديد فريد

ومن شأن شراء أي حليف للناتو أسلحة روسية أن يثير القلق، وهذه المنظومة المضادة للطائرات تهديد فريد من نوعه للولايات المتحدة وحلفائها.  وهو ما أكدته في مارس( آذار) الماضي، كاتي ويلبرغر، المسؤولة في البنتاغون، التي قالت إن "S-400 جهاز كمبيوتر، و طائرة F-35 كمبيوتر، ولا يمكن ربط جهازك بجهاز عدوك، هذا بالضبط ما نفعله". 

وتثير المواجهة أسئلة أوسع حول موقع تركيا في العالم. فقد كان هذا البلد طيلة عشرات السنين نموذجاً لتعاون دولة ذات غالبية مسلمة، وبحكومة علمانية، مع الغرب. واليوم يعمل أردوغان في أجواء غامضة، وغدا أكثر تسلطاً، ويوازن بين الولايات المتحدة وأوروبا،  مقابل إيران وروسيا.

تمسك بالسلطة
وفي رأي الموقع، لا يُعزى هذا التحول إلى رؤية استراتيجية، بقدر ما يعتمد، في قسم كبير منه، على رغبة أردوغان في البقاء في السلطة.

 فبعد أن زعزع انقلاب 2016، مكانته، سرع الرئيس التركي احتواءه للحريات المدنية. وفيما تضطر الولايات المتحدة غالباً للتعامل مع مستبدين منبوذين، ترافق تخلي أردوغان عن قيم غربية، مع مزيد من المواجهات الاستراتيجية. إذ قوضت تركيا مصالح الولايات المتحدة في سوريا بتعقيد الحملة الأمريكية لاحتواء إيران. ويشعر بوتين بالسرور من صفقة S-400 لأنها تبعد تركيا عن الغرب.

وحسب الصحيفة، لا تزال واشنطن تستفيد من تحالفها مع أنقرة، خاصةً عبر استخدام قاعدة إنجرليك الجوية، ولا ينبغي لها أن تيأس من ترميم العلاقة. ومن جهة أخرى، تدرك تركيا أنها، وبتطلعها نحو إيران وروسيا، تدفع أثمان انعزالها عن الغرب في ظل اقتصاد هش وضعيف.

عواقب حقيقية
ويرى الموقع أن سحب برنامج F-35 خطوة جيدة، ولكن لدى الولايات المتحدة وسائل أخرى لتظهر لتركيا أن للسلوك السيء عواقب حقيقية. فقد أصدر الكونغرس في 2017، قانون مواجهة خصوم أمريكا بالعقوبات Caatsa، الذي يفرض عقوبات على دول تشتري أسلحة من حكومة بوتين.

ولا يفترض في البيت الأبيض أن يتدخل في فرض عقوبات من الكونغرس.
 
كما يُفترض في المسؤولين الأمريكيين النظر في كيفية إيجاد بدائل لقاعدة إنجرليك. وسيكون طرد تركيا من الناتو بمثابة الحل الأخير، ولكن حكم أردوغان المأسوي يجعله ضرورياً الآن .