جنود من الجيش السوري يستعدون لإطلاق صاروخ على موقع لقوات المعارضة.(أرشيف)
جنود من الجيش السوري يستعدون لإطلاق صاروخ على موقع لقوات المعارضة.(أرشيف)
الإثنين 24 يونيو 2019 / 19:40

هجوم جديد للمعارضة يعقد الصراع في سوريا

تطرق الصحافي سيروان كاجو، في تقرير بموقع "صوت أمريكا" إلى الهجوم الواسع الذي شنته مجموعات المعارضة السورية هذا الأسبوع ضد قوات نظام الأسد في حماة، الأمر الذي يعتبره بعض المحللين انعطافاً جديداً للنزاع المستمرَ في الجزء الشمالي الغربي من البلاد.

يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توصيل رسالة إلى موسكو مفادها أن المعارضة المدعومة من تركياً لاتزال قادرة على خلق إشكاليات للقوات الروسية في أماكن أخرى من سوريا

وقد أعلن مقاتلو المعارضة، الذين ينتمون للجبهة الوطنية للتحرير المدعومة من تركيا، يوم الثلاثاء الماضي، البدء في استهداف قوات نظام الأسد في الجزء الشمالي من حماة، وهي محافظة تقع على حدود محافظة إدلب، وتُعد آخر معقل للمعارضة في سوريا.

هجوم جديد
وبحسب التقرير، استهدف الهجوم الجديد للمعارضة القرى التي تشن منها قوات الأسد هجمات على إدلب والتي نشرت تعزيزات عسكرية في ريف حماة وإدلب من أجل شن هجوم عسكري كبير ضد المعارضة.

وإلى حد كبير، تخضع محافظة حماة لسيطرة نظام الأسد، وكانت قوات المعارضة وميليشيات داعش قد استولت على أجزاء منها فترة وجيزة خلال مراحل مختلفة للحرب الأهلية في سوريا.

وتحاول قوات الأسد، المدعومة بالطائرات الروسية والميليشيات الإيرانية، منذ أسابيع طرد المعارضة من إدلب، وتم قتل عشرات المدنيين خلال التصعيد الأخير في إدلب حسب وسائل الإعلام المحلية.

سياسة الإلهاء
ويعتبر بعض المحللين أن شن الاعتداءات على مناطق مثل حماة في هذه المرحلة يُعد بمثابة محاولة من المعارضة لصرف انتباه نظام الأسد من التركيز عليه.

ويقول رامي عبد الرحمن، مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان، أنها محاولة لنقل المعركة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة نظام الأسد بدلا الاحتفاظ بها في مناطق المعارضة مثل إدلب الواقعة تحت سيطرة المعارضة منذ فترة طويلة. وعلاوة على ذلك تحاول المعارضة تهديد القوات الروسية الموجودة في حماة.

ولكن يرى محللون آخرون أن هذا الهجوم الأخير يُعد امتداداً للمعركة المستمرة بين المعارضة وقوات نظام الأسد؛ حيث إن معارك إدلب وحماة هي معركة واحدة بالنسبة إلى المعارضة، وبخاصة لأن دخول إدلب يستوجب من المعارضة في المقام الأول قتال قوات نظام الأسد في شمال حماة.

مأزق روسيا
ويرى أحمد رحال، جنرال منشق عن الجيش السوري ومحلل عسكري الآن في إسطنبول، أن مثل هذه الجبهات القتالية الجديدة يمكن أن تخلق مأزقاً جديداً بالنسبة إلى روسيا التي تسعى إلى تأكيد سيطرة حليفها الرئيس السوري بشار الأسد.

ويقول رحال: "يبدو أن الروس في موقف حرج، فمن الواضح أنهم لم يحققوا أهدافهم لاستعادة إدلب من مقاتلي المعارضة، والآن باتت حماة تحت التهديد".
ويتفق فابريس بالانش، الخبير في الشؤون السورية بجامعة ليون بفرنسا، مع وجهة نظر رحال بشأن المعركة المستمرة في شمال غرب سوريا، لافتاً إلى أن روسيا تحاول جاهدة، أكثر من نظام الأسد نفسه، طرد المعارضة والجماعات المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام من إدلب.

وتسيطر هيئة تحرير الشام، وهي جماعة متطرفة قوية كانت في السابق فرعاً لتنظيم القاعدة في سوريا، على مناطق واسعة في إدلب، وفي الآونة الأخيرة، أعلنت مسؤوليتها عن هجوم صاروخي ضد قاعدة حميميم الجوية الروسية في مقاطعة اللاذقية القريبة.

دور تركيا
ومن أجل إنهاء العنف في إدلب، وقعت تركيا وروسيا اتفاقاً في شهر سبتمبر(أيلول) الماضي، بموجبه تتولى تركيا طرد العناصر المتطرفة من إدلب، في مقابل منع روسيا هجمات نظام الأسد على إدلب.

ويوضح تقرير "صوت أمريكا" أنه حتى الآن بعد مرور عدة أشهر من هذه الصفقة، لم يتمكن الطرفان من تنفيذ وقف إطلاق النار بالكامل، ويعتقد الخبراء أن هذا قد تسبب في حدوث توترات بين القوتين.

ويقول بالانش: "تركيا ليست راضية عن إصرار روسيا على استعادة إدلب من المتمردين، ولذلك فإنه عبر شن هجوم في حماة، يريد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان توصيل رسالة إلى موسكو مفادها أن المعارضة المدعومة من تركياً لاتزال قادرة على خلق إشكاليات للقوات الروسية في أماكن أخرى من سوريا".

الاستسلام للضغوط
وبحسب التقرير يبدو أن قوات نظام الأسد لها اليد العليا في المعارك الأخيرة ضد مقاتلي المعارضة، ومن ثم يرى بعض الخبراء أن مقاتلي المعارضة يستعدون هذه المرة لتغيير الموازين.

ولكن قوات المعارضة أكثر تنظيماً مما يجعل الهجوم ضد قوات الأسد مكلفاً للغاية، ولذلك تنتشر ميليشيات حزب الله والقوات الشيعية الأخرى في الخطوط الأمامية، ومنذ بداية الصراع في سوريا عام 2011، لعبت هذه الميليشيات المدعومة إيرانيا دوراً رئيسياً في استعادة المدن الكبرى من قوات المعارضة.
ويشكك الخبراء في قدرة قوات الأسد، التي استنزفتها سنوات القتال على جبهات مختلفة في جميع أنحاء البلاد، على المشاركة في معركة أخرى غير متوقعة مع المعارضة، وربما يستسلم نظام الأسد لضغط المعارضة؛ إذ لا تتوافر الموارد الكافية لحماية حماة والانخراط في معركة كبيرة في إدلب في الوقت نفسه.