الثلاثاء 25 يونيو 2019 / 16:41

أخبار الساعة: العالم يسعى إلى التهدئة.. وإيران تواصل التصعيد

أفادت نشرة أخبار الساعة أنه لم يعد يخفى أن السبب وراء ما يجري في المنطقة من توتر وتصعيد ينذر بكوارث وعواقب وخيمة، هو إيران ونظامها العقيم الذي يتصرف وكأنه الوحيد في الخليج العربي والمسؤول عنه؛ غير آبه بما يمكن أن ينتج عن تصرفاته؛ ويوما بعد يوم تزداد قناعة المجتمع الدولي بمسؤولية إيران وخطر سياستها.

وقالت النشرة التي تصدر عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في افتتاحيتها اليوم الثلاثاء، تحت عنوان "العالم يسعى إلى التهدئة.. وإيران تواصل التصعيد"، إن "اللجنة الرباعية التي تضم دولة الإمارات العربية المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، عبرت بوضوح في بيان مشترك لها، عن قلقها بشأن التوتر المتصاعد في المنطقة، والخطر الذي يشكله النشاط الإيراني المزعزع للسلام والأمن في اليمن والمنطقة بأسرها، بما في ذلك الهجمات على ناقلات النفط في الفجيرة بتاريخ 12 مايو (آيار) الماضي، وفي خليج عمان بتاريخ 13 يونيو الجاري، كما دان مجلس الأمن الهجمات على ناقلات النفط في الخليج العربي واعتبرها تهديدا للأمن والسلم الدوليين.

سياسة إيران العدائية
وأوضحت أن العالم أصبح على قناعة بأن إيران هي المشكلة، ولا يبدو أنها مع كل ذلك معنية بإيجاد حل للمشاكل "العويصة" التي صنعتها، والأزمات الخطيرة التي خلقتها؛ بل إنها تعمل عكس ذلك تماماً؛ ففي الوقت الذي تبذل فيه العديد من دول المنطقة والعالم جهوداً متواصلة من أجل التهدئة في منطقة الخليج العربي وتتوالى الدعوات من قادة وزعماء العالم إلى اتخاذ إجراءات من أجل تخفيف حدة التوتر وتجنيب المنطقة حروباً لا يمكن التنبؤ بنتائجها؛ تواصل إيران سياساتها العدائية بشكل مباشر، حيث تستهدف خطوط الملاحة البحرية، أو عبر أذرعها التخريبية، حيث تقوم الجماعات الإرهابية والميليشيات المسلحة التابعة لها والمدعومة منها في استهداف مناطق ومنشآت مدنية وحيوية، مهددة سلامة الملاحة الجوية أيضاً.

حل الخلافات
وأضافت أن "النظام الإيراني لم يدرك بعد، أو ربما أدرك ويصر على غيه، أن ما يقوم به يمثل تهديداً خطيراً للاستقرار الإقليمي؛ كما هو تهديد للسلم والأمن الدوليين، وهو أمر لا يمكن السكوت عنه، بل ويستدعي مواقف قوية من المجتمع الدولي وكل القوى المعنية بأمن واستقرار نظم الملاحة الدولية وأمن الطاقة العالمي من أجل وقفه؛ ولهذا فإن الدول الإقليمية الفاعلة والقوى الكبرى، بما فيها حتى المقربة من إيران، وهي قلة، تعمل ليل نهار من أجل تخفيف حدة التوتر ووقف التصعيد الجاري في منطقة الخليج العربي؛ حيث تتضح أدلة يومية لدى المجتمع الدولي أن إيران بحكامها غير العقلانيين والذين لا يرون إلا أنفسهم، لا يأبهون لا بأمن ولا باستقرار؛ بل إن تصرفاتهم تظهر وكأنهم الوحيدون الذين يريدون الحرب؛ بينما العالم كله تقريباً بما فيه الولايات المتحدة الأمريكية التي تتخذ موقفاً صارماً من إيران وتواصل الضغوط عليها، لا تريدها؛ بل تسعى إلى تجنبها؛ وقد عبر عن ذلك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكل وضوح، حتى أنه طرح مغريات متعددة على أمل أن تستجيب إيران وتقبل الحوار طريقاً لحل الخلافات والأزمات؛ وتؤيد الدول الأخرى الحريصة على أمن واستقرار المنطقة هذا الموقف، من بينها دولة الإمارات، حيث عبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش عن رغبة الإمارات في إيجاد حل سياسي، وأكد أنه لا يمكن معالجة التوترات في الخليج إلا سياسياً، مضيفاً أن (الأصوات الإقليمية مهمة في تحقيق حلول مستدامة)، وقال إن (الحلول السياسية تأتي من خلال الحوار والمفاوضات)".

وأوضحت أخبار الساعة أن المنطقة والعالم يريدان التهدئة ويسعيان إلى تجنب الحرب؛ بل إن الدول المتضررة من إيران وسياستها التخريبية تحاول ضبط النفس إلى أقصى حد ممكن، وذلك تجنباً للتصعيد وأملاً في أن يغير قادة طهران من مواقفهم ويقبلوا الحل السياسي الذي يخدم مصالهم قبل مصالح الآخرين في المنطقة والعالم. ولكن الأمر الغريب والمستغرب بالفعل أن حكام إيران يعملون في الاتجاه المعاكس تماماً، وكأنهم يقولون للعالم؛ مهما فعلتم، فنحن نريد الحرب؛ وكأن الحرب بالفعل مخرج لهم، ويبدو أنهم يعتقدون - وفي ظل الموقف الأمريكي الذي يبدو للكثيرين متردداً، ولكنه يبدو محسوباً - أنهم يستطيعون أن يحصلوا على تنازلات ويخضعوا الآخرين إلى رغباتهم؛ بدلاً من أن يقدموا هم التنازلات من أجل تخفيف التوتر. وهذا بالطبع فهم خطأ، وقد أكد ترامب نفسه أن الخيار العسكري ضد إيران لا يزال قائماً، فهل يتعظ النظام الإيراني ويستجيب إلى دعوات الحوار.. ربما، لكن قد يكون ذلك بعد فوات الأوان!.