حسابات وهمية على تويتر يديرها عناصر من تنظيم الإخوان والحوثيين (تويتر)
حسابات وهمية على تويتر يديرها عناصر من تنظيم الإخوان والحوثيين (تويتر)
الثلاثاء 25 يونيو 2019 / 18:33

إعلام الإخوان والحوثيين.. فتنة وتحريض على الطريقة الإيرانية

لم يدر في خلد الباحثة الاجتماعية منى صالح اليافعي، إن "صورتها الشخصية، التي التقطت أثناء تخرجها من كلية التربية بجامعة عدن، سوف يتم استخدامها كصورة شخصية لحساب وهمي على تويتر يديره ناشطون من تنظيم الإخوان".

فقد أعادت الباحث الاجتماعية نشر تغريدة على تويتر لحساب وهمي يدعى صاحبه، أنه "ناهد مساعد"، وتبين لاحقاً أنه يدار من قبل صحافي إخواني يدعى أنيس منصور.

وأنيس منصور الذي طُرد من السعودية ويقيم في أحد الدول العربية، ويقول ناشطون سعوديون ويمنيين، إنه يدير مئات الحسابات المزيفة بعضها بأسماء "بنات".

تم توثيق أكثر من 100 حساب بأسماء شخصيات مدنية وفنية وقيادات عسكرية في اليمن، تدار من قبل ناشطين في تنظيم الإخوان الموالي لقطر.

ومثل ذلك يدير الحوثيون آلاف الحسابات على تويتر وفيس بوك، لنشر الإشاعات، لكن الذي يبدو مثيراً أن "هذه الحسابات نقلت مادة واحدة بالتزامن مع الهجوم الذي شنه الحوثيون على شمال محافظة الضالع خلال شهر رمضان".

انتحال شخصيات يمنية
ومن أبرز الشخصيات التي انتحل الحوثيون والإخوان هوياتها لترويج إشاعات بأسمائها "العميد ثابت جواس، والذي عرف بقيادته للحرب ضد الحوثيين، والفنانة العدنية البارزة أمل كعدل"، وشخصيات سياسية وقبلية لها ثقلها السياسي.

وفي هذا الصدد يقول ناشطون، إن "الحسابات المنتحلة تقوم بنشر وترويج أخبار كاذبة، لخدمة الأجندة الإيرانية والقطرية".

ونفت الفنانة أمل كعدل، أن يكون لديها حساب على تويتر، وتوعدت برفع دعوى قضائية ضد الحزب الذي يعمل الحساب على الترويج لأجندته.

كما نفى ثابت جواس القائد العسكري البارز، أن يكون له حساب على تويتر، وهو ما أثبت إدارة الحساب من قبل ناشطين من تنظيم الإخوان.

وقالت مصادر يمنية لـ24، إن "الناشطة الإخوانية توكل كرمان تشرف على إدارة آلاف الحسابات على تويتر من قطر وتركيا، ومهمة هذه الصفحات الإساءة للتحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات".

وبينت المصادر، أن المنظومة التي تديرها توكل كرمان تملك حسابات على تويتر بأسماء شخصيات سعودية، من بينها حساب "مشاعل العتيبي"، الذي يديره ناشطون من تنظيم الإخوان في اليمن.

اختراق حسابات 
ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران، قامت بالتزامن مع معركة الضالع باختراق حسابات صحافيين ومراسلي قنوات الإخبارية، لنشر أخبار كاذبة الهدف منها إحباط معنويات قوات الحزام الأمني حينها.

وتشير المصادر إلى أن الحوثيين يقوموا باختراق حسابات "فيس بوك"، عن طريق تعاون مع شركات الاتصالات في صنعاء، والتي تسمح لهم باقتحام خصوصية المشتركين والاطلاع على الرسائل، حيث يتم الدخول إلى الحساب وطلب تعيين "كلمة سر جديدة"، ويتم قراءة الرسالة التي تصل إلى المشترك ويتم تغيير كلمة السر واختراق الحساب.

تطور خطير قام به الحوثيون مؤخراً، تمثل في اختراق أرقام "واتس آب" لشخصيات وقيادات يمنية، حيث قامت الميليشيا وبالتعاون مع شركة "سبأ فون" التابعة للزعيم الإخواني حميد الأحمر، والتي يمتلك الحرس الثوري الإيراني 40% من أموالها، باختراق أرقام "واتس آب" ونشر أخبار مضللة عن طريقها.

سابقة خطيرة
يقول الصحافي نبيل حسن القعيطي لـ24، "سابقة خطيرة لم نعهدها من قبل قام بها الحوثيون باختراق حسابات واتس آب".

وأضاف، "اكتشفت بأن الحوثين استخرجوا شرائح بدل فاقد لأرقام قيادات مهمة بحكم أن السيرفر لشركات الاتصالات اليمنية بيدهم، ومن ضمنهم قادة في التحالف العربي كانت لديهم أرقام يمنية أثناء عملهم في عدن".

وحذر القعيطي من مغبة التعامل مع أي رسائل تصل ما لم يؤكد صاحبها صحتها برسالة صوتية أو أي معلومات، تجنباً لتمرير معلومات خاطئة.

أجندة إيرانية وقطرية
يؤكد خبراء أن إدارة المطابخ الإعلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هي في الأساس فكرة إيرانية، تم تطبيقها من قبل "حزب الله" في لبنان قبل أن تنتقل التجربة إلى الحوثيين والإخوان في اليمن.

وأغلقت تويتر وفيس بوك، آلاف الحسابات الإيرانية التي تدار من طهران، بعد التأكد من أنها تنشر أخبار كاذبة تعمل على زرع الفتنة وإثارة النعرات الطائفية والعصبوية.

يقول المحلل السياسي أحمد الربيزي، "فكرة إدارة حسابات وهمية على تويتر هي في الإساس فكرة إيرانية، ومؤخراً خضع ناشطين من الحوثيين والإخوان لدراسات حول كيفية إدارة هذه الحسابات وكيفية صناعة المعلومة والترويج لها".

وأضاف، "في معركة الضالع انكشفت المطابخ الإعلامية للحوثيين والإخوان، فالحسابات التي كانت تتبع الإخوان تحولت بشكل جذري لخدمة الأجندة الحوثية وعملت على الترويج لأخبار كاذبة من بينها سيطرة الحوثيين على سناح واقترابهم من مدينة الضالع العاصمة، وهي أخبار تم تكذيبها على الفور".

وأكد الربيزي، أن "هناك تنسيق وعمل مشترك بين الحوثيين والإخوان، في صناعة محتوى إعلامي على الطريقة الإيرانية"، مؤكداً أن الأجندة القطرية والإيرانية أصبحت واحدة، فلا نستغرب أن تكون أجندة الحوثيين والإخوان واحدة في السياسة والإعلام".

من جهته، قال الناشط في مواقع التواصل الاجتماعي د. عبدالله الخضر العوذلي، إن "الحوثيين والإخوان باتوا يستخدموا حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء قبائل في الجنوب، بهدف إثارة الفوضى وزعزعة الأمن والاستقرار، في مخطط يستهدف في المقام الأول القوات الأمنية وكذا ينال من جهود التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات".

وأكد العوذلي لـ24، "التنسيق المشترك بين الحوثيين والإخوان لم يعد خافياً على أحد، بل أصبح واضحاً، القنوات الإخوانية باتت تعرض مواد الإعلام الحربي الحوثي، ومثل ذلك تعمل قنوات الحوثيين التي أصبحت تعتمد على ما تبثه وسائل الإعلام الخاصة بالحوثيين، في مادة إعلامية مكررة أو متشابهه في بعض الأحيان".

أجندة إيرانية قطرية 
وكشفت مصادر يمنية رفيعة عن توافق الأجندة القطرية والإيرانية في دعم سيطرة الحوثيين على ميناء الحديدة، في حرب ضد المدنيين الذي يعانوا من مجاعة، فمع كل حديث عن تطبيق اتفاق السويد بشأن الميناء، تقوم بهذه الحسابات بافتعال مشاكل في مناطق أخرى لإرباك المشهد، والهدف تمكين الحوثيين من الحديدة.

وعلى الرغم من توجيه برنامج الغذاء العالمي اتهامات صريحة للحوثيين بمنع مرور المساعدات الغذائية لليمنيين، ذهبت الاجندة الإخوانية إلى "الحديث عن احتلال التحالف العربي لمدن الجنوب المحررة"، لصرف النظر عن الجرائم التي يرتكبها الحوثيون والمدانة دولياً.