الإثنين 1 يوليو 2019 / 13:59

الجنتلمان السينمائي عزت أبو عوف.. تركة فنية عصية على النسيان

24- إعداد: رشا صفوت

رحل عاشق الموسيقى، صاحب فرقة "الفور إم"، التي تُعد أيقونة الثمانينات، تاركاً بصمة فنية لا تُمحى على مر السنوات سواء في التلفزيون أو على خشبة المسرح أو السينما، إنه "مايسترو الفن، الجنتلمان السينمائي، الفنان متعدد المواهب، الطبيب عزت أبو عوف"، الذي تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي على مدار 7 سنوات متتالية بنجاح وتألق منذ عام 2006.

مسيرة فنية حافلة
قدم خلال مشواره الفني الحافل والطويل أكثر من 200 عمل فني، جسد خلالها العديد من الأدوار المتنوعة، من بينها 77 فيلماً و99 مسلسلاً تلفزيونياً و7 مسلسلات إذاعية و4 مسرحيات، وأوجد حالة غنائية لا تزال تعيش في وجدات العالم العربي هي "الفرق الغنائية" بفرقته مع أصدقائه "LES PETITS CHATS" أو "ليبتيشا" وتعني بالفرنسية "القطة الصغيرة" التي كانت تُحاكي في الثمانينيات فرقة الهيبز المعروفة، وكانت تضم أبو عوف مع عمر خورشيد وعمر خيرت وهاني شنودة ووجدي فرنسيس.

بعدها وعن طريق الصدفة أسس فرقته مع شقيقاته الأربع "الفور إم"، باقتراح من والدته، ورغم خوفه من والده صعيدي الأصل، الذي فوجئ بأول ظهور لأولاده في أوبريت "الليلة الكبيرة" بمهرجان في الإسكندرية، وتمكنت الفرقة في الاستمرار لمدة 12 عاماً أحيا خلالها أبو عوف العديد من الأغاني القديمة بطابعه العصري آنذاك وبألحانه الخاصة، بجانب إصدار ألبومات حققت نجاحاً باهراً مثل "جنون الديسكو".

ليس هذا فحسب، بل اجتاح مجال الموسيقى التصويرية وقدم موسيقى لـ7 أعمال فنية من ضمنها تأليف موسيقى مسلسل "حكاية ميزو" ومسرحية "الدخول بالملابس الرسمية".

ظل أبو عوف عاشقاً للفن والسينما حتى آخر لحظة في عمره، إذ أن آخر أعماله الفنية لم ترى النور بعد وهي مشاركته للفنان "تامر حسني" في فيلم "كل سنة وأنت طيب"، وكان آخر ظهور له في الإعلان الرمضاني لشركة اتصالات برفقة الفنان عمرو دياب.

وخلال مشوراه في مجال الموسيقى، تتلمذ على يده العديد من المطربين المشهورين، من بينهم محمد فؤاد، إذ يعد أبو عوف أول من اكتشف موهبة فؤاد وظل يرعاها ويهتم بها حتى انضم لفرقته "الفور إم"، في الوقت الذي أبدى عدم إعجابه بصوت الفنان عمرو دياب في بدايته، بالرغم من أن أول فيلم شارك فيه أبو عوف هو "آيس كريم في جليم" بطولة عمرو دياب.

نبذة مختصرة عن حياته
وُلد الفنان عزت أبو عوف، في 21 أغسطس عام 1948، بمدينة القاهرة، ودرس في معهد الكونسرفاتوار، وتخرج من كلية طب جامعة الأزهر عام 1975، وامتهن طب النساء والتوليد لمدة 5 سنوات بعد تخرجه، وترعرع أبو عوف في بيت موسيقي، إذ كان والده الضابط والملحن الكبير المعروف أحمد شفيق أبو عوف، العميد السابق لمعهد الموسيقى العربية، ورغم ذلك كان والده رافضاً الاحتراف في الموسيقى والفن له ولأخواته.

أسرار في حياته
تزوج أبو عوف عن حُب حياته "فاطيما" ووصف علاقته بها بـ"النادرة جداً". وقد توفيت منذ 7 سنوات فكانت مثل "الصاعقة" التي قلبت حياته رأساً على عقب، إذ أصابته حالة من الاكتئاب والحزن الشديدين لفراق حبيبه عمره ورفيقه دربه لأكثر من 30 عاماً.

انعكست هذه الحالة سلباً على صحته النفسية والجسدية لفترة طويلة استمرت سنوات، ثم تأزمت حالته بشكل أكبر حتى خضع لعملية قلب مفتوح، اضطرته لاتباع نظام غذائي صارم، ثم إصابته بفيروس في الأذن، أفقدته شهيته، فتغيرت ملامحه وهيئته رغم استعادة عافيته، إلا أن نقصان وزنه الحاد جعل الجميع يظن أنه يمر بأزمة صحية جديدة.

وبسبب هذه الأزمات اعتذر أبو عوف عن العديد من الأعمال الفنية، ما جعل المنتجين يبتعدون عن تقديم أعمال فنية جديدة. واليوم وعن عمر يناهز 71 عاماً، وبعد صراع طويل مع المرض، رحل أبو عوف إثر إصابته بانخفاض شديد في ضغط الدم على خلفية إصابته بمشاكل في الكبد والقلب والأعصاب.