مركز جميل للفنون في دبي (أرشيف)
مركز جميل للفنون في دبي (أرشيف)
الإثنين 1 يوليو 2019 / 20:04

تعرف على برنامج فن جميل بدبي للتكليفات الفنية

24 - الشيماء خالد

تشهد الإمارات حراكاً فنياً وثقافياً متميزاً وملهماً للمنطقة والعالم، وتشكل التكليفات الفنية من قبل المعارض والمتاحف والمؤسسات المعنية بالإبداع في الإمارات، اهتماماً متزايداً.

ويعد برنامج "فن جميل للتكليفات الفنية"، أحد أبرز المشاريع من نوعه منذ 2017.

وهذا البرنامج الفني السنوي واحد من أهم ما يقدمه مركز جميل للفنون في منطقة الجداف دبي، وركز على "فن المجسّمات" 2018، و"الكتابة والأبحاث الفنية" 2019، و"فنون الرسم" 2020.

كنز
ويقول الفنان الإيطالي جوزيبي آلليتو لـ 24: "المميز في تكليفات مركز جميل الفنية أنها مفتوحة للجميع، على عكس السائد من تحديد المؤسسات الثقافية عادة لمن يقدم العمل، وأرى في ذلك تشجيعاً حقيقياً للمبدعين، خاصة ممن لا يملكون دائرة علاقات أو قدرة على تسويق وإبراز أعمالهم".

ويضيف "ساعدتني فعاليات المركز في تكوين صورة أفضل عن إمكانيات الفنانين من هذه المنطقة، ناهيك عن المتعة الشخصية في فعاليات حافلة وتلاقح للثقافات، وكذلك القرب من مشهد يقف فيه محترفون ومتخصصون في الفن جنباً إلى جنب مع الشباب واليافعين".

وبرنامج فن جميل للتكليفات الفنية مفتوح للفنانين المولودين أو المقيمين في الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وتركيا، بالإضافة إلى الفنانين من بقية أرجاء العالم المهتمين بهذه المناطق وعلى معرفة بها وتراثها وفنونها وتنوعها.

وتقول الفنانة سلمى علي: "هذا البرنامج سمح لي بالاطلاع على فنون الضوء، وتلاقي المعمار بالتشكيل، والتعرف على مواهب شابة، وساهم بعودة حماسي للعملية الإبداعية بعد أن كنت متوقفة عن إنجاز لوحاتي لسنوات، وأعتبر النقاشات التي تدور على هامش البرنامج برمته كنزاً ثقافياً".

الكتابة والأبحاث الفنية
وتتكون لجنة التحكيم لبرنامج فن جميل للتكليفات الفنية لعامي 2018 و2019 من الكاتب والقيم الفني ومدير دار المأمون، المكتبة التي تستضيف أيضاً برنامج الإقامة الفنيّة للكتّاب والفنانين في مراكش، عمر برادة، والكاتبتين والناقدتين، نيجار عظيمي، ونيدا غوس.

وتُقبل جميع الأعمال في مختلف المجالات البحثية، ولكن الأفضلية للمواضيع ذات الصلة ببرامج مركز جميل للفنون، وتشمل محاور، "تداخلات"، الذي يستلهم موضوع تداخلات مكانة الإمارات التي صارت ملتقى عالمياً محورياً، علاوة على موقع مركز جميل للفنون عند خور دبي، و"علم المتاحف"، يُعنى بالبحث في طرق إنتاج الفن وإقامة المعارض، و"دول الخليج العربي"، ويشمل أعمال ومشاريع الفنانين التي تستكشف تجارب المعيشة والعمل في دول الخليج.

وكانت مؤسسة فن جميل، أعلنت في فبراير (شباط) الماضي، فوز ناديا كريستيدي، الباحثة والكاتبة من أصول سورية وفلسطينية ويونانية، بجائزة برنامج فن جميل للتكليفات الفنية، في فئة الكتابة والأبحاث الفنية، ونالت كريستيدي إقامة فنية لمدة ثلاثة أشهر في مركز جميل للفنون، أين عكفت على تأليف كتاب عن أزمة المياه والخطط الراهنة والسيناريوهات المستقبلية تجاه الأزمة.

ويركز البحث والكتاب في مجمله على قضايا تغير المناخ، وتبعات الرأسمالية الكارثية، وتنافس دول العالم لحل مشكلة تغير المناخ، ومستقبل الصناعة، وذلك من خلال الثقافة والتصميم.

بدايات.. مفاهيم
وبالعودة للبدايات، شهد برنامج 2018 دعوة فنية لاستخدام التقنيات الضوئية للمجسمات من خلال البحث في دور الضوء في البيئة الحضرية مثل دبي، وتشجيع الفنانين على استخدام الواجهة المعمارية لمركز جميل للفنون كنقطة إلهام، بالإضافة إلى مواقع أخرى داخل المبنى وحوله.

ففي 2017، لاقت دعوة التكليفات الفنية رواجاً كبيراً، وحصدت العديد من الطلبات المتنوعة من أكثر من 57 دولة، وبالنظر للكم الكبير من العروض التي تلقتها لجنة التحكيم، قررت توسيع القائمة المختصرة لتشمل أربعة فنانين هم محمد كاظم، أناهيتا رزمي، ومنيرة الصلح، إضافةً إلى عالية فريد وأسيل اليعقوب، وطور الفنانون الأربعة مفاهيمهم بشكل أكبر واستقرت مداولات لجنة التحكيم النهائية على اختيار الفنانتين عالية فريد وأسيل يعقوب من الكويت للفوز.

حينئذ اختارت اللجنة لبرنامج "فن جميل للتكليفات الفنية: المجسمات" عمل الكويتيتين عالية فريد وأسيل اليعقوب بعنوان "الحياة المعاكسة: حديقة نباتية من الضوء مخصصة للأشجار" ليكون العمل الفائز في البرنامج الافتتاحي، وكُشف في افتتاح مركز جميل للفنون بدبي في نوفمبر (تشرين الثاني) 2018.

وتطرق العمل إلى علاقتنا مع عالم الطبيعة، حيث تمثل تركيبتهما الفنية كحديقة مجتمعية مكونّة من أشجار ونباتات مصّنعة وهجينة.

وتضمنت لجنة تحكيم 2017-2018 الكاتب والقيم شومون باسار، والقيمة المستقلة والمؤرخة الفنية، ريم فضة، والمدير المشارك في آرت آنجيل، جيمس لينجوود، وكبيرة القيمين في "كريتيف تايم" المحاضرة في الثقافات البصرية في غولدسميث في جامعة لندن، إلفيرا ديانجاني أوزو، ورئيس مؤسسة الشارقة للفنون، الشيخة حور القاسمي، إضافةً إلى ممثلين عن فن جميل.