رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك (أرشيف)
الخميس 4 يوليو 2019 / 15:02

لماذا يتحدّى جنرالات إسرائيل نتانياهو؟

تحت عنوان" لماذا يتحدى جنرالات إسرائيل نتانياهو" كتب نيري زيلبر، صحفي ومحلل في سياسات وثقافة الشرق الأوسط، وزميل مساعد لدى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أن معظم كبار قدامى قادة الجيش الإسرائيلي يعتقدون أن رئيس الوزراء يقوض القيم الديمقراطية للدولة الإسرائيلية، ويضحي بالحلم الصهيوني عبر رفضه حل الدولتين.

بدون الانفصال عن الفلسطينيين، يتوقع أن يجد اليهود الإسرائيليون، في يوم ما، أن أعدادهم تقل ديموغرافياً من إجمالي السكان

وفي بداية مقاله في مجلة "فورين بوليسي"، يشير الكاتب لعودة دراماتيكية لإيهود باراك، رئيس وزراء إسرائيلي أسبق، وأكثر الجنرالات أوسمة، إلى الحياة السياسية، بعد ست سنوات من الغياب، وذلك قبيل انتخابات سبتمبر(أيلول) المقبل.

انفصال
ويمكن القول، حسب الكاتب، إن باراك كان بالكاد وحده. فقد اقتحم عالم السياسة، خلال الأشهر الأخيرة، عدد كبير من الجنرالات القدامى وقادة سابقون للجيش الإسرائيلي لهدف وحيد مشترك: الإطاحة برئيس الوزراء بنيامين نتانياهو المتهم بقضايا فساد. وبالنسبة لبعضهم، يكمن الهدف الأوسع في إنقاذ إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية، عبر الانفصال عن الفلسطينيين.

وقال باراك، وقد شغل منصب رئيس وزراء إسرائيل من 1999- 2001، عند إطلاق حزبه السياسي الذي لم يسمه بعد، إن مستقبل الحركة الصهيونية في خطر". ووقف إلى جانب الجنرال السابق، 77 عاماً، ضابط إسرائيلي آخر متقاعد، يائير غولان، نائب سابق لرئيس أركان الجيش.

ويرى الكاتب أنه يمكن اعتبار ذلك التجمع بمثابة ثورة ضباط ضد نتانياهو الغارق في مشكلة سياسية عميقة بعد فشله في مايو(أيار) بتشكيل حكومة جديدة بعدما حقق فوزاً انتخابياً. ويأمل أولئك العسكريون الذين تحولوا إلى ساسة بأن ينجحوا هذه المرة في تحقيق ما فشلوا فيه من قبل. لكن يرجح أن يواجهوا حملة قاسية، لأن نتانياهو واصل فوزه، في السنوات الأخيرة، رغم تحرك معظم المؤسسة الأمنية الإسرائيلية ضده.

تجميد
ويشير كاتب المقال لمواصلة رئيس الوزراء الإسرائيلي استغلال صورته "كراعي للأمن"، وحيث لم يخدم فكرة السلام، بل عمل فعلياً على تجميد أية خطوات نحو حل الصراع. وقد وصل الأمر لدرجة أن نتانياهو بدأ مؤخراً في التعبير عن دعمه لضم قطاعات من الضفة الغربية، خطوة من شأنها إفشال احتمالات التفاوض على حل الدولتين. ومثل بعض الساسة الإسرائيليين، يعرف نتانياهو كيف يستميل قاعدته اليمينية، ويحتفظ بولاء المؤيدين، ولا يهمه ما يلحق من ضرر طويل الأجل في مؤسسات تقف في وجهه، كالقضاء والإعلام وحتى الجيش، في بعض الحالات.

لكن، حسب الكاتب، لا يقتصر الأمر على القيادة العليا للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية التي ترى أن تلك سياسات مدمرة.

وانضم قرابة 300 من العسكريين المتقاعدين من الجيش والشرطة والجهاز الأمني شين بيت، ووكالة الموساد للاستخبارات ممن يحملون رتبة عميد ( أو ما يعادلها) وأعلى منها، إلى حركة "قادة لأجل أمن إسرائيل"، والتي تأسست في عام 2014 وتدعو إلى الحفاظ على خيار المستقبل لتحقيق حل الدولتين. ويقول برنامج الحركة "إن وهم الوضع الراهن، وحالة الجمود الحالي يضران بأمن إسرائيل وطابعها كدولة ديمقراطية يهودية".

مبدأ الواقع
إلى ذلك، عندما سأل الكاتب إيهود باراك، في العام الماضي، عما يجعل كبار المتخصصين العسكريين يقولون الشيء ذاته، أجابه: "أسمي ذلك مبدأ الواقع. إن هؤلاء الأشخاص يتعاملون مع الحياة والموت على أساس يومي، وهم يحمون شعبنا، ولذا هم يطلقون أحكاماً بشأن كيف تكون أكثر فعالية من أجل إنقاذ أرواح. إنهم لا يفكرون سياسياً، ولذا انتهى الأمر بأن اتخذوا مواقف مع يسار الوسط، وهذا يعني شيئاً ما عن الواقع، لا عنهم".

وحسب كاتب المقال، إن الواقع بالنسبة ليسار الوسط واضح: بدون الانفصال عن الفلسطينيين، يتوقع أن يجد اليهود الإسرائيليون، في يوم ما، أن أعدادهم تقل ديموغرافياً من إجمالي السكان، ما يستدعي مناقشة مسألة قدرة إسرائيل على الحفاظ إما على طابعها اليهودي أو ديمقراطيتها".
  
إلى ذلك، يلفت الكاتب إلى أنه بالإضافة إلى باراك، تعارض نتانياهو قوى يقودها قادة سابقون للجيش الإسرائيلي، يرأس ثلاثة منهم حزب أزرق وأبيض الوسطي: بيني كانتز وموشي ياعلون وغابي أشكنازي. وقد أثمر دخولهم الأولي لعالم السياسة، في وقت سابق من هذا العام، نتيجة ملموسة في انتخابات أبريل( نيسان)، لكن استعصى عليهم الفوز، ولم يحققوا أمنيتهم بالإطاحة بنتانياهو.