مقاتلون من حزب الله في عرض عسكري (أرشيف)
مقاتلون من حزب الله في عرض عسكري (أرشيف)
الجمعة 5 يوليو 2019 / 13:42

كيف يتصرّف حزب الله إذا نشبت حرب أمريكية-إيرانية؟

24- زياد الأشقر

روى الصحافي كتب نيكولاس بلانفورد في موقع "أتلانتيك كاونسيل"، أنه في 28 يناير (كانون الثاني) 2015 كان برفقة زميل له في البقاع الشمالي لتغطية التطورات الأخيرة المتعلقة بتنظيم داعش، الذي كان يحتل سلسلة من الجبال المهجورة على الحدود بين لبنان وسوريا. وقبيل منتصف ذلك النهار، تلقيا أنباء عن كمين نصبه حزب الله لقافلة عسكرية إسرائيلية على الحدود في جنوب لبنان، فما كان منهما إلا أن عادا أدراجهما نحو الجنوب.

إذا صدر قرار من ولي الفقيه الذي يجسده علي خامنئي لحزب الله بدخول الحرب، فإن الحزب سيمتثل

 وباتت الهجمات التي يشنها حزب الله ضد القوات الإسرائيلية نادرة منذ انتهاء الحرب التي استمرت شهراً عام 2006. لكن هذا الكمين لم يكن مفاجئاً. إذ أنه قبل عشرة أيام، استهدفت طائرتا استطلاع اسرائيليتان قافلة في مرتفعات الجولان، مما تسبب بمقتل ستة عناصر من حزب الله وميجور جنرال في الحرس الثوري الإيراني. ومن بين عناصر حزب الله الذين قتلوا، ابن عماد مغنية، القائد العسكري للحزب الذي اغتيل في دمشق قبل سبعة أعوام.

"قواعد اللعبة"
وأشار إلى أن "قواعد اللعبة" التي تحكم الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، تقضي بتوجيه ضربات للحزب في سوريا مع حصانة نسبية. لكن أي هجمات إسرائيلية داخل لبنان تقابل بالانتقام. ومع ذلك، وعلى رغم أن الضربة.

وكان مقتل جنرال في الحرس الثوري الإيراني وابن مغنية ضربة فظيعة للغاية لم يستطع الحزب تجاهلها. وتبين أن هجوم حزب الله أسفر عن مقتل جنديين إسرائيليين. وحتى عندما كانت صواريخ الكورنيت تنطلق صوب هدفها، كان قادة الحزب يبعثون برسائل إلى إسرائيل عبر مكتب الأمم المتحدة في بيروت والقوة الدولية في جنوب لبنان بأن الحدث قد انتهى. ومع ذلك إذا اختار الإسرائيليون الرد، فعندئذ كان الحزب مستعداً لمواصلة القتال. وباستثناء القصف المدفعي الفوري على المناطق القريبة من موقع الكمين، لم يذهب الإسرائيليون أبعد من ذلك وكأنهم اكتفوا بمعادلة خسارة جنديين مقابل قتل جنرال في الحرس الثوري الإيراني وستة ضباط من حزب الله. وصمدت "قواعد اللعبة" وإنما بخيوط رفيعة تتأرجح بين الحرب والسلام. 

كيف سيكون رد الحزب؟
ومع تصاعد التوتر في الخليج بين الولايات المتحدة وإيران، يترقب الكثيرون في لبنان بقلق متسائلين كيف سيكون رد حزب الله في حال اندلعت حرب أمريكية-إيرانية. وفي الأول من يونيو (حزيران) حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من أن هجوماً على إيران "سيعني اشتعال المنطقة بكاملها"، و "أن أية قوات أمريكية أو مصالح أمريكية ستكون أهدافاً" في المواجهة.

لا خيار أمام نصرالله
وقال إن السؤال الذي يتكرر دوماً هو هل يملك نصرالله مجالاً لرفض طلب من طهران بشن هجوم شامل على إسرائيل، نظراً للدمار الذي سيعانيه لبنان والتأثير الذي سيتركه على شعبية الحزب. لكن نصرالله لا يملك خياراً. وعلى المستوى البراغماتي، فإن تهديداً وجودياً لإيران سيكون بمثابة تهديد وجودي للحزب أيضاً. إن إيران ضعيفة أو منهارة، سيجعل من حزب الله يتيماً على الضفة الغربية للمتوسط وعرضة للعقوبات الدولية القاسية.

وخلص الكاتب إلى أنه إذا صدر قرار من ولي الفقيه الذي يجسده علي خامنئي لحزب الله بدخول الحرب، فإن الحزب سيمتثل.