متظاهرون في الجزائر ضد النظام (أ ف ب)
متظاهرون في الجزائر ضد النظام (أ ف ب)
الجمعة 5 يوليو 2019 / 21:27

تظاهرات حاشدة في الجزائر رفضاً لدعوة السلطة إلى الحوار

خرج حشد كبير من الجزائريين إلى الشارع في يوم الجمعة الـ20 للتظاهرات المعارضة للسلطة رغم ارتفاع الحرارة، والانتشار الكبير للشرطة، في يوم مهم للطرفين، بعد يومين فقط من اقتراح قدمه الرئيس الانتقالي عبد القادر بن صالح لإخراج البلاد من أزمتها.

وهتف المتظاهرون "ارحلوا، أفرجوا عن الجزائر"، فيما قال صحافي، إن المتظاهرين أجبروا طوقاً من عناصر الشرطة الذين يضعون الخوذات ويحملون الدروع على التراجع، بعدما كانوا يقفون على بعد أمتار من الساحة الرمزية للحركة الاحتجاجية أمام مبنى البريد المركزي في العاصمة الجزائر.

وأشار شهود إلى توقيف نحو 10 من المتظاهرين.

واستهدفت الشعارات مجدداً رئيس أركان الجيش الفريق قايد صالح، الذي يمسك وفق الحركة الاحتجاجية ومراقبين بالسلطة الفعلية في البلاد، منذ استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة في 2 أبريل (نيسان).

وردد المحتجون "قايد صالح ارحل"، و"الشعب والجيش خاوة خاوة، والقايد صالح مع الخونة".

وكسب المحامي الشهير والحقوقي مصطفى بوشاشي والدبلوماسي والوزير السابق عبد العزيز رحابي وشخصيات أخرى الرهان الجمعة، بعد دعوتهم إلى تظاهرات "حاشدة"، إذ ضاقت شوارع الجزائر العاصمة بالمحتجين بعد صلاة الجمعة.

وتصادف تظاهرات الجمعة الذكرى 57 للاستقلال، فيما رفع المتظاهرون أعلام البلاد ورددوا النشيد الوطني إحياءً لذكرى شهداء حرب الاستقلال، واستجابوا للدعوة لتحويل 5 يوليو (تموز) إلى "تكريس لتحرير الإنسان بعد تحرير الوطن" من الاستعمار الفرنسي في 1962.

وبعد استقالة بوتفليقة تحت ضغط الشارع وقيادة الجيش، ترفض حركة الاحتجاج تولي النظام القائم تنظيم الانتخابات الرئاسية، وتطالب مسبقاً برحيل كل داعمي بوتفليقة الذي بقي في السلطة نحو 20 عاماً.

ودعا عبد القادر بن صالح مساء الأربعاء، إلى حوار "تقوده شخصيات وطنية مستقلة" ولا تشارك فيه السلطة أو الجيش، بهدف "أوحد" هو تنظيم انتخابات رئاسية في أقرب الآجال.

ورفض المتظاهرون خريطة الطريق الجديدة.

وعلقت المتظاهرة ليندا حمروش، بالقول: "يحاولون إعادة صياغة المقترحات نفسها. هدفهم الوحيد الحفاظ على نظامهم. وبالتالي لا حوار في هذه الظروف".

وأطلق بن صالح دعوة أولى إلى حوار محصور في الطبقة السياسية في بداية يونيو(حزيران) الماضي، ورفضها المحتجون أيضاً.

وكانت الانتخابات الرئاسية مقررة مبدئياً في 4 يوليو (تموز) الجاري، لكنها ألغيت لغياب مرشحين. ورغم نهاية مهلة الـ90 يوماً التي حددها الدستور للفترة الانتقالية في 9 يوليو (تموز)، إلا أن بن صالح أعلن البقاء في منصبه حتى انتخاب رئيس جديد.

وقال الموقع الإلكتروني "كل شيء عن الجزائر"، إن الدعوة الجديدة التي أطلقها بن صالح يمكن أن تواجه بالرفض "إذا لم تسارع السلطات إلى إعلان إجراءات ملموسة للتهدئة".

وأكد علي، أنه ينوي الاستمرار في التظاهر "حتى انتخاب رئيس شرعي". وأضاف "حققنا هدفاً كبيراً، بن صالح لن يقود الحوار، لقد خرج، وإن بقي في المنصب".

وستعقد أحزاب سياسية وممثلون للمجتمع المدني غداً السبت، اجتماعاً بعنوان "منتدى الحوار الوطني"، فيما قال عبد العزيز رحابي لوكالة الأنباء الجزائرية، إنه يهدف إلى "وضع آليات للخروج من الأزمة والذهاب في مهل معقولة باتجاه تنظيم" انتخابات رئاسية ديموقراطية.

وانضم محتجون إلى التظاهرات الجمعة، مرتدين قمصاناً كتب عليها "أفرجوا عن بورقعة"، في إشارة إلى لخضر بورقعة، القيادي في حرب الاستقلال، الذي أوقف الجمعة.

وقالت ليلى بورقعة، قريبة لخضر: "حين يذهبون إلى حد اعتقال بطل من أبطال الحرب قبل أيام قليلة من ذكرى الاستقلال، فهذا يعني أنه لم يعد ثمة ما يُرجى من هذه السلطة".

كما دعا المتظاهرون إلى الإفراج عن موقوفين رفعوا الراية الأمازيغية في تظاهرات سابقة.