المغفور له الشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي.(أرشيف)
المغفور له الشيخ خالد بن سلطان بن محمد القاسمي.(أرشيف)
الأحد 7 يوليو 2019 / 19:08

تحبّ القلوب سلطانها

أثبت هذا الفقد العظيم أن الإمارات أسرة واحدة، وأن سلطان القلوب يملك من المحبة ما لا يمكن وصفه

خالص العزاء وصادق المواساة لصاحب السمو الشيخ سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى للاتحاد حاكم الشارقة في الفقد الأليم والمصاب الجلل الذي أصاب أسرة القواسم خاصة والأسرة الإماراتية قاطبة في فقد نجله الشيخ خالد بن سلطان القاسمي.

كان أول ما ارتفع من دعاء للسماء أن يجبر الله قلب والده، ويربط على قلب أمه. فالأب هو سلطان القلوب، والأم هي القلب الكبير. وبين أحاديث القلوب ودعائها تفطرت قلوب أبناء الشارقة على حزن أبيهم. وسارعوا إلى قصر البديع ليكونوا له أبناء صادقين مخلصين.

التعاطف مع مصاب الشارقة الجلل، لم يكن حكراً على أبناء الإمارة وساكنيها، أو مواطني الدولة والقاطنين فيها، بل شمل الوطن العربي كافة، وامتد التعاطف الإنساني خارج الوطن العربي، والعالم الإسلامي، وليس أدل على ذلك من الفنان الأمريكي تايريس جيبسون، الذي كتب إلى حاكم الشارقة مواسياً: "تعلم يا صاحب السموّ، أن العالم هنا يدعو لخالد ولك ولقرينتك ولأسرة القواسم الكرام. أنت أب للكثير ولكن ثق بأن لديك أبناء من جميع أنحاء العالم... اعتبرني ابناً آخر لك، من عرق ودين مختلفين تماماً، أطلب منك أن تحافظ على قوتك".

أثبت هذا الفقد العظيم أن الإمارات أسرة واحدة، وأن سلطان القلوب يملك من المحبة ما لا يمكن وصفه. فعطاؤه الجزل وحبه الجم لشعبه وللإنسانية جعل الوجوه واجمة، والحزن غالب. وكأني بكل محبيه يقولون "لن نبتسم حتى تبتسم".

رحم الله خالداً الذي كان بعيداً عن دائرة الحكم، لكنه كان يصنع دوائره الخاصة ويجعلها تنداح لتأخذ بعدها الوطني، فالقومي، فالإسلامي، فالإنساني. أسس داراً راقية للتصميم والأزياء سماها "قاسمي" لتصبح علامة عالمية على التميز، وكما أعلنت مؤسسته بعد وفاته فقد كان "هدفه هو خلق عالم مليء بالمنتجات المتقنة الصنع، والمليئة بالنغمات الثقافية والاجتماعية والسياسية لإعلامها وإلهامها".

خالد بن سلطان بن محمد القاسمي. لك الرحمة. وللقلوب التي أحبتك الطمأنينة والرضا. هذه صلاة الإنسانية أجمع. وهذا دعاؤها الصاعد إلى السماء.