رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيف)
الإثنين 8 يوليو 2019 / 13:59

ما هي حظوظ نتانياهو في انتزاع فوز جديد؟

في نهاية مايو(أيار) الماضي، فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الإسرائيليين بالدعوة لانتخابات جديدة، بعدما فشل في تشكيل حكومة ائتلافية. وأطلق معلقون على الانتخابات الجديدة غير المسبوقة مصطلح "الموعد بي"، ما يوحي بتوفر فرصة ثانية للفوز.

يبقى الرجل سيد السياسات الإسرائيلية، وقد يتمكن من انتزاع نصر جديد. ولكن حتى عندما يتحقق له ذلك، قد تؤدي مشاكله القانونية، أو مزيد من المساومات الائتلافية، لجعل انتصاره قصير الأجل

ولفتت دالية شيندلي، خبيرة الرأي العام والمحللة سياسية، إلى أنه رغم فشلها في كسب أغلبية في انتخابات أبريل (نيسان) الماضي، بدا أن أحزاب معارضة من الوسط واليسار الإسرائيلي لا ترغب في إعادة الانتخاب، وصوت معظم نوابها ضد الانتخابات الجديدة.

وما يثير السخرية، كما أشارت إليه شيندلين، في موقع "فورين أفيرز"، تخلي أحزاب يمينية فازت بـ 65 مقعداً، من إجمالي 120 مقعداً، عن السلطة. ويبدو واضحاً اعتقادها أنها قادرة تحقيق نتائج أفضل. ولربما كانوا محقين.

موجة صغيرة
وخلاصة القول، حسب الكاتبة، إنه ليس ثمة ما يكفي من الوسطيين واليساريين ليحلوا مكان ائتلاف نتانياهو الحاكم. حتى أن موجة صغيرة من النشاط في معسكر المعارضة، عودة رئيس الوزراء الأسبق يهود باراك إلى العمل السياسي، وانتخابات أولية جاءت بقادة جدد في حزب العمل، وجناح ميريتز اليساري، وإعادة توحيد حزبين عربيين، لن تعني كثيراً إذا تنقل ناخبون ما بين اليسار، والوسط.

وما سيجري في الانتخابات المقبلة سيعتمد بشكل رئيسي على ناخبي الجناح اليميني.

ولكن الكاتبة ترى أنه من الصعب التكهن بما سيقومون به. ويرجع ذلك إلى أن الانتخابات الإسرائيلية تدفع عادة لظهور أحزاب، ولاندماج وانقسام وانهيار أخرى، ما يولد نقاطاً غامضة عديدة تمنع توقع أي شيء يعتمد عليه، قبل استكمال القوائم الحزبية في الموعد النهائي، في 2 أغسطس(آب). وعوض ذلك، يبدو أنه من الأفضل رسم خارطة لمعضلات ناخبي الجناح اليميني وأحزابه.

معضلة استراتيجية
وترى كاتبة المقال، يبدو أن المعضلة الأولى استراتيجية الطابع، ويعرف 59٪ من اليهود البالغين عن أنفسهم بأنهم من الجناح اليميني.

وتنافست في الانتخابات الأخيرة ثمانية أحزاب يمينية مختلفة، بينها أربعة أحزاب دينية، وحزبان متشددان، شاس والتوراة اليهودية الموحدة، وحزبان يمثلان ناخبين غير متدينين، اليمين الموحد، واليمين الجديد.

وأسس الحزب الأخير وزيران سابقان في حكومة نتانياهو، يحظيان بشعبية، نافتالي بينيت وآيليت شاكيد.

وقد طردهما نتانياهو من حكومته المؤقتة، بعد وقت قصير من دعوته لانتخابات جديدة.

وتشير الكاتبة لاستياء اليمينيين الإسرائيليين من كافة المشارب من هذا التشرذم، ويتوقع كثيرون أن تتوحد الأحزاب الصغيرة بحلول 2 أغسطس( آب).

ولم يتضح بعد ما إن كان ذلك سيتحقق، ولكن الشيء الوحيد المؤكد حتى الآن، هو مزيد من التشرذم.

ويبدو أن تحييد الطموحات الشخصية لتبني استراتيجية شاملة أكثر فائدة، لا يشكل موطن قوة بالنسبة معظم الساسة.

مؤشرات اقتصادية
وحسب كاتبة المقال، يولي اليمينيون، مثل جميع الإسرائيليين، أهمية للاقتصاد ولكلفة المعيشة. ورغم مستويات عالية من التفاوت، يفخر ناخبو نتانياهو، وحتى الذين يكافحون منهم على المستوى الشخصي، بمؤشرات إسرائيل الاقتصادية القوية.

وفي الحملة الجديدة، أعاد نتانياهو دمج حزب "كلنا"، منافسه الرئيسي في الكتلة اليمينية في المواضيع الاقتصادية. ولذلك يستطيع نتانياهو الآن التركيز على إنجازاته الاقتصادية، وسمعته الفريدة في حقل السياسة الخارجية، لحشد الناخبين اليمينيين مرة ثانية.

وتقول الكاتبة إنه من المتوقع أن تُلقي لائحة اتهام نتانياهو بالفساد بظلالها على كل شيء. لكن بالنسبة لناخبين يمينيين، أصبحت القضية صورية إلى حد بعيد. وحسب مؤشر الديمقراطية الإسرائيلية لـ2018، تبين أن أنصار الجناح اليميني أقل قلقاً من الفساد من جميع الناخبين.

ويقول قادة رأي من اليمين الإسرائيلي، إن وسائل الإعلام اليسارية، والقضاء يضطهدان نتانياهو والحكومة اليمينية بعد العجز عن الفوز في صناديق الاقتراع. ويهاجم هؤلاء النشاط القضائي، وعليه يدعم مثلاً غالبية الناخبين اليمينيين إلغاء سلطة المحاكم المختصة بالمراجعة القضائية، في خطوة يعتبرها الوسط واليسار كارثية.

رؤى متباينة
وفي الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، يتبنى اليمين وجهات نظر مختلفة تماماً عما يراه الوسطيون واليساريون، وباقي العالم). فيرفضون حل الدولتين، ويعتقدون أن ضم أراضٍ هو السبيل لتسوية النزاعات.

وبالفعل، وقبل أيام من انتخابات أبريل (نيسان) الماضي، أعلن نتانياهو نيته ضم جميع المستوطنات، في رسالة لأحزاب اليمين المتطرف التي شرعت لسنوات السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية.

ومن المرجح أن يعمل نتانياهو، المحتاج لانتزاع أصوات جميع الأطراف، لتسريع السباق الخطابي عن ضم الأراضي.

وحسب كاتبة المقال، لا جدال في أن نتانياهو أكثر ضعفاً من أي وقت مضى، بعد فشله المذهل في تشكيل حكومة، فضلاً عن الإدانات التي تلوح أمامه.

ومع ذلك يبقى الرجل سيد السياسات الإسرائيلية، وقد يتمكن من انتزاع فوز جديد. ولكن حتى إذا تحقق له ذلك، فإن مشاكله القانونية، أو المزيد من المساومات الائتلافية، يمكنها أن تجعل انتصاره قصير الأجل.