الرئيسان الروسي فلاديمير بوتن والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الرئيسان الروسي فلاديمير بوتن والتركي رجب طيب أردوغان (أرشيف)
الخميس 11 يوليو 2019 / 15:52

إدلب وشرق الفرات...آخر حائطي صد أمام الحل في سوريا

24- زياد الأشقر

عن سياسة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في محافظة إدلب السورية التي تسيطر عليها فصائل في المعارضة السورية المدعومة من أنقرة، وأخرى متطرفة، كتب أليكسي خليبنكوف في مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أنه رغم أن حرب سوريا دخلت المراحل النهائية لتصبح قضية سياسية أكثر منها عسكرية، فإن قضايا بارزة تبقى عالقة وتمنع الحرب من تجاوز المرحلة العسكرية.

لا روسيا ولا تركيا تملكان خطة ملموسة للتعامل مع الأزمة في إدلب

واليوم، هناك مشكلتان عسكريتان: إدلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام والمنطقة الواقعة شرق الفرات وتسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يهيمن عليها الأكراد.

ولسوء الحظ ، لم تتمكن الأطراف التي تملك مصالح راسخة في إعادة بناء سوريا من تشكيل اللجنة الدستورية، التي ستحفز العملية السياسية في سوريا. وإذا لم توجد تسوية مناسبة بين الأطراف المعنية لهذه المسائل المهمة، سيكون من المستحيل المضي قدماً نحو تسوية للنزاع.

وأضاف أن هاتين المنطقتين المذكورتين تجاوران تركيا، ما يجعل من المهم جداً لأنقرة إيجاد تسوية تأخذ في الاعتبار هواجسها الأمنية ومصالحها. وطالما ظلت روسيا منخرطة على نطاق واسع في عملية التسوية للنزاع، فإن مسار موسكو أنقرة في سوريا سيبقى في الواجهة.

ضغط على تركيا
وأشار إلى أنه في نهاية أبريل(نيسان)، أطلقت دمشق وموسكو هجوماً محدوداً في شمال حماة، وجنوب إدلب بعد تزايد الهجمات على البنية التحتية العسكرية الروسية في المنطقة.

وكان ذلك بمثابة خط أحمر رسمته روسيا منذ وقت طويل. والآن، يبدو أن الهجوم المحدود كان محاولة للضغط على الثوار ورعاتهم الأتراك للتوصل إلى تسوية.

وفي الوقت نفسه، هناك احتمال بأن يؤدي الهجوم إلى توترات بين موسكو وأنقرة، ما قد يحمل تركيا على إبرام صفقة مع الولايات المتحدة على حساب روسيا.

ومع أخذ هذه العوامل في الاعتبار، فإن أحد الشروط الرئيسية لعملية السلام السورية هو التعامل مع مشكلتي إدلب وشرق الفرات. ورغم المحادثات المتعددة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الأشهر الأخيرة، بقي المأزق في هاتين المنطقتين قائماً. وثمة الكثير من الأسباب التي تجعل من الصعوبة بمكان التوصل إلى تسوية فيهما.

اتفاق شوتشي
وأوضح أن الاتفاق الروسي التركي في سبتمبر(أيلول) 2018 بسوتشي الروسية، لإنشاء منطقة عازلة في إدلب، أثبت أنه فاشل. وكان من مسؤولية تركيا أن تفصل بين المجموعات الجهادية والمعتدلة، وأن تمنع شن هجمات مناطق أخرى، وبينها المصالح العسكرية الروسية.

وتخضع 90 % من إدلب لسيطرة هيئة تحرير الشام التي قطعت علاقتها بتنظيم القاعدة، وتحاول الآن إخضاع بقية الفصائل لسلطتها.

وقال بوتين في مؤتمر صحافي في 18 أبريل (نيسان) إنه حتى الآن لم ينجح اتفاق سوتشي. كما أن الوضع في إدلب يهدد بمخاطر تهجير موجة جديدة من السوريين، وهو مرتبط بذلك بشرق الفرات.

ويؤدي تردد تركيا في اتخاذ خطوات عملية لحل المشكلة في إدلب إلى تفاقم المشلكة في شرق الفرات.

واستناداً إلى ديبلوماسي روسي بارز، فإن خيار التوصل إلى اتفاق بين موسكو وأنقرة على إدلب ومنبج في ريف حلب، لا يزال على الطاولة.

الانسحاب الأمريكي    
ورأى أن قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسحب قواته من سوريا بدا كأنه زاد الشك والتعقيد في النزاع. وفضلاً عن ذلك، أدى القرار إلى بيئة عملاتية صعبة لروسيا، وتركيا، وإيران والحكومة السورية.

وخلص الكاتب إلى القول إن من الواضح أن لا روسيا ولا تركيا تملكان خطة ملموسة للتعامل مع الأزمة في إدلب.

كما أن الغموض في المنطقة ونفوذ واشنطن على قوات سوريا الديمقراطية، يعقد الخطوات التركية الروسية في سوريا.

والأسئلة الأساسية المطروحة الآن هي: إلى متى يمكن روسيا أن تصبر في إدلب؟ وإلى أي مدى يمكن تركيا أن تمضي في معاكسة المصالح الأمريكية في سوريا؟ وما هي الخطة الأمريكية لسوريا؟

ولا يمكن إيجاد أي تسوية، دون الرد على هذه الأسئلة.