الملك سلمان بن عبد العزيز يتسلم وثيقة وثيقة مكة (أرشيف)
الملك سلمان بن عبد العزيز يتسلم وثيقة وثيقة مكة (أرشيف)
الجمعة 12 يوليو 2019 / 15:07

"وثيقة مكة": دعوة إسلامية للتسامح ونبذ خطاب الكراهية

أشار محمد العيسى، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، في مجلة "نيوزويك" الأمريكية، إلى أنه يدعو القادة المسلمين لتبني قيم التسامح، أكثر من أي وقت مضى.

يجب بناء صلات ثقافية ودينية فيما بيننا، وتعميق التفاهم بين مختلف المجتمعات، وبناء شراكات متحضرة، والوقوف يداً بيد ضد الكراهية

 ويقول: "فيما تتصاعد توترات في الشرق الأوسط، قد يسهل على الغرب تخيل أن العالم الإسلامي مقيد بصراع سياسي دموي، حيث يطلق كل طرف تهديدات لصراع مفتوح، ويسود خطاب إقصائي عنيف".

ويضيف العيسى أنه رغم تلك السياسات الحادة، أخذت قيادات دينية إسلامية تتحدث بمزيد من الانسجام. وأصبحت رسائلها تعبر عن الإسلام المعتدل، وتعزز السلام والتسامح والمحبة.

مكافحة خطاب الكراهية
ويتابع رئيس رابطة العالم الإسلامي "اجتمعت بمكة، في مايو( أيار)، مع أكثر من 1200 من القادة والباحثين المسلمين، ومدرسي الشريعة الإسلامية، في مؤتمر دولي حول قيم الوسطية والاعتدال" نظمته رابطة العالم الإسلامي. ومثلنا أكثر من 139 بلداَ و 27 طائفة إسلامية مختلفة. وتركزت مناقشاتنا طوال أربعة أيام على مكافحة المد العالمي لخطاب الكراهية والتعصب السياسي الذي تعاني منه الكثير من مجتمعاتنا".

وحسب العيسى، لم يستحوذ على النقاشات هوس الحديث عن الشيعة مقابل السنة، أو قضايا تفسير فقهي ثبت أنه سبب خلاف. وأكد أن أيا من المجتمعين لم يرفع شعارات مثل "الموت لأمريكا" أو "اللعنة على اليهود"، أو أي شعارات دينية أخرى غالباً ما ينشرها متطرفون، وتكررت بانتظام على شاشات التلفزيون ونقلتها صحف وأعيد مشاركتها بسرعة هائلة عبر وسائل للتواصل الاجتماعي.

الحل

ويرى كاتب المقال أن الحل يكمن في تبني "وثيقة مكة"، الوثيقة التب تعبر عن صراحة غير مسبوقة نالت تأييد مجمل علماء المسلمين الذين شاركوا في المؤتمر، ولقيت دعماً سياسياً في شخص أول الموقعين عليها، الملك سلمان بن عبد العزيز.

ويلفت العيسى إلى أن الميثاق مؤلف من 30 نقطة توجه رسالة واضحة لا للعالم الإسلامي وحسب، بل للمجتمع الدولي بأكمله، ولكل الديانات للمطالبة بنبذ خلافاتنا وأن نتبنى تنوعنا الديني والثقافي. وإذا بقينا معزولين عن بعضنا البعض، لن نتمكن من التغلب على أصوات الكراهية.

إلى ذلك، يرى كاتب المقال أننا نواجه تحديات كبرى، وأننا أين نظرنا نرى انقسامات قديمة وخرافات عفا عليها الزمن. ونرى أن قوى عدم التسامح والتعصب تجد أتباعاً جدداً، مدعومين بوسائل التواصل الاجتماعي، وبثقافة تضخم خلافاتنا، وتتجاهل قواسم مشتركة بيننا.

كسب المعركة

ويرى العيسى أننا نستطيع كسب هذه المعركة بداية من العالم الإسلامي بواسطة التزامات من نوعية لم نتبناها رسمياً من قبل، أو أنها كانت متصلة بالتسامح.

ويدعو ميثاق مكة لحماية الموارد الطبيعية، وإدارة التنمية الصناعية، ودعم معاهدات المناخ، ومكافحة الجوع، والقضاء على الأمراض والتمييز، والحفاظ على حقوق الإنسان لجميع الفئات، بما في ذلك النساء والأقليات.

ويشمل الميثاق التزاماً خاصاً بتمكين المرأة عبر المساواة الاجتماعية وتوفير فرص اقتصادية، ورفض أي جهد لمنع احترام المرأة أو تهميشها.

ويطالب العيسى جميع المجتمعات بتطبيق تلك الالتزامات. ويقول إنه يستحيل ألا نشعر بوصولنا إلى نقطة انعطاف في التاريخ، وأنه بوسعنا ارتقاء سلم يقودنا نحو مزيد من التوحد والتعاون، أو ننزلق نحو مزيد من الصراعات والانقسامات.

خيار قابل للتطبيق
ويرى العيسى أن خياراً قابلاً للتطبيق يبدو ماثلاً أمامه. ويشير لوجوب بناء صلات ثقافية ودينية فيما بيننا، وتعميق التفاهم بين مختلف المجتمعات، وبناء شراكات متحضرة، والوقوف يداً بيد ضد الكراهية، وضرورة التصريح من الآن، وإلى الأبد بأن كل ثقافة هي انعكاس لإرادة الله، لها حرمة، وحق في الوجود. ثم يدعو الكاتب لاعتبار أي صراع في العالم، فرصة للحوار.