السبت 13 يوليو 2019 / 12:16

صحف عربية: تصدع حزب أردوغان

24- معتز أحمد إبراهيم

عقب رفض السلطة الفلسطينية رسمياً المقترحات الأمريكية الحالية إزاء مسيرة السلام، ومقاطعة عدد من التحركات التي تقوم بها واشنطن، قال مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن خطة السلام الأمريكية المقترحة ستكون "واقعية"، ويمكن أن تنهي النزاع العربي- الإسرائيلي، فيما اعتبرت آراء أخرى أن إسرائيل ترغب في أن تكون صفقة القرن شاملة إبرام السلام مع مختلف الأطراف العربية.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم السبت، تواصل تركيا سياساتها الاستفزازية في البحر المتوسط، وسط انشقاقات وتصدع سياسي يتعرض له حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان.

صفقة القرن والمسكوت عنه
بعد أيام قليلة من حوار له مع صحيفة "الأيام" الفلسطينية، وردود الفعل التي أثيرت عقب هذا الحوار، أجرى غيسون غرينبلات، حواراً ثانياً اليوم مع صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، قال فيه إن "خطة السلام الأمريكية المقترحة ستكون "واقعية" ويمكن أن تنهي النزاع العربي- الإسرائيلي، نافياً في الوقت نفسه أن تدفع واشنطن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي إلى قبولها".

وقال غرينبلات، أيضاً إن "الخطة لا تتعامل مع مصطلح حل الدولتين، وتركز على قضايا وصفها بالمسكوت عنها مثل حل وضع غزة، والتعامل مع فصائل مثل "حماس" و"الجهاد الإسلامي".

وأضاف غرينبلات: "نحن لا نقدم أي ضمانات ولا نستطيع دفع الأطراف للعودة إلى طاولة المفاوضات، وما ينبغي أن يجعلهم يعودون إلى الطاولة هو عندما يرون الخطة السياسية التي سيتم ربطها بالخطة الاقتصادية".

وبسؤاله حول ما إذا كانت هناك جهود يقوم بها القادة العرب حالياً لإقناع الفلسطينيين بالمرونة وقبول الخطة، قال: "المنطقة لا تعرف ما هو مدرج في الخطة"، علماً بأن الشق الاقتصادي منها سبق طرحه في ورشة المنامة مؤخراً.

الرؤية الإسرائيلية للصفقة 
تناول الكاتب والباحث علي أبو حبله الرؤية الإسرائيلية لتطورات خطة السلام الأمريكية في مقال نشر، اليوم السبت، في صحيفة الدستور الأردنية. وحلل أبو حبلة هذه الرؤية في ضوء ما ورد من تصريحات في مؤتمر هرتسيليا للأمن القومي الإسرائيلي الذي أختتم أعماله أخيراً.

وركز الكاتب على تصريحات رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين، والذي قال في كلمته بالمؤتمر، إن "الجهاز أنشأ وحدة جديدة خصيصا لزيادة تأثيره في التوصل إلى اتفاقات السلام في المنطقة، ويسعى لتشخيص فرص نادرة للتوصل لتفاهمات إقليمية تحقق السلام الشامل، فربما تفتح نافذة الفرص مرة واحدة". وأضاف أنه "بعكس ما هو حاصل في جبهات أخرى تواجهها إسرائيل، فإن القضية الفلسطينية أكثر تعقيداً. بعد الجرف الصامد في غزة 2014، حققنا ردعاً استمر ثلاث سنوات ونصف، حتى بدأت المسيرات الشعبية على حدود القطاع".

وأشار إلى أن أدق ما صرح به كوهين هو اعتقاده بعدم وجود حل نهائي للصراع مع الفلسطينيين، لاسيما في القضايا الكبرى، الأمر الذي سيفرض على الإسرائيليين البحث عن خيارات وبدائل ذات بعد إقليمي، وتحديداً بين الجنوب والشرق، بين أن تشمل توحيد الكيان الفلسطيني كلها بما فيها غزة والضفة، أو الفصل بينهما".

الأزمة مع تركيا
ومن أجواء عملية السلام إلى الملف التركي، وتواصل تداعيات الاستفزازات التركية في البحر المتوسط، حيث بات واضحاً أن أنقرة مصممة على الحصول على جزء من "كعكة" اكتشافات الغاز الطبيعي في شرق المتوسط، للتغلب على مصاعبها الاقتصادية والسياسية.

وقال الباحث في الشؤون الآسيوية  أحمد قنديل، في تحليل له بصحيفة "العرب" اللندنية، إن أنقرة تميل إلى محاولة عسكرة البحر المتوسط واستعراض عضلاتها فيه الآن، وهو ما برز في إجراء أكبر مناورات بحرية في تاريخ تركيا في 13 مايو(أيار) الماضي، وأطلق عليها اسم مناورات "ذئب البحر 2019".

ومع مواصلة تركيا لعمليات التنقيب عن الغاز في شرق المتوسط، رصد قنديل تلميحات إلى استعداد الجيش المصري لمواجهة أي أنشطة مزعزعة للاستقرار في شرق المتوسط. وأشار إلى قيام القوات البحرية المصرية بتدريبات مع فرنسا والهند في مياه البحر المتوسط ، معتبراً أن هذه التدريبات تمثل رسالة وصفها بـ"واضحة العناوين" إلى تركيا.

العدالة والتنمية
ولم تنس عدد من الصحف العربية خطورة الأزمة "الداخلية" التركية والانشقاقات الحاصلة داخل حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه الرئيس التركي. وأشار الكاتب محمد نور الدين في مقال له بصحيفة "الخليج" الإماراتية إلى خيبة الأمل التي يعانيها أعضاء هذا الحزب الآن.

وقال نور الدين، إن "السبب في هذه الخيبة هو سياسات أردوغان وإخلاله بوعوده، الأمر الذي أدى لخلافه مع شركائه ومن ثم تفتت الحزب".

ووصف المشهد السياسي التركي بالمثير، قائلاً: "إننا الآن أمام تشظي حزب العدالة والتنمية، وربما انتخابات نيابية جديدة تعيد رسم المشهد السياسي من جديد داخل تركيا."

وتساءل الكاتب في نهاية مقاله: "هل ينجح باباجان وغول وداود أوغلو في ذلك؟ ويكونون عاملاً حاسماً في إنهاء حقبة أردوغان".