الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأمير قطر الشيخ تميم.(أرشيف)
الأحد 14 يوليو 2019 / 11:55

مليارات تميم لم تغيّر رأي ترامب بالدوحة

قارنت البرلمانية الإيطالية السابقة سعاد سباعي بين طريقتي استقبال إيطاليا والولايات المتحدة للأمير القطري تميم بن حمد آل ثاني، ذاكرة في مقالها ضمن موقع "لا نووفا بوسولا كوتيديانا" الإيطالي أنّ هنالك أوجه شبه، لكن الأهم أوجه اختلاف بين الاستقبالين.

الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة العديد يهدف إلى إبقاء الدوحة تحت السيطرة بما أنه يُنظر إليها كشريك غير جدير بالثقة

أهم سمة مشتركة هي الأعمال، على الرغم من اختلاف الحجم بين الاستثمارات. إنّ الوعد بمضاعفة استثمار الدوحة في الولايات المتحدة وصولاً إلى 250 مليار دولار، دفع أسماء مؤثرة في عالم الأعمال الأمريكي كي تجلس إلى طاولة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تخفي أفعالها بأموالها
يعكس جلوس كريتسين لاغارد إلى الطاولة نفسها وهي تستعد للانتقال من صندوق النقد الدولي إلى البنك المركزي الأوروبي النفوذ الضخم الذي بحاول أمراء قطر ممتارسه في أهم أنظمة العالم، في محاولة لإخفاء أي نوع من الاتهامات ضد الجرائم التي ارتكبتها الدوحة، مثل دعم المجموعات الإرهابية وتطرف الإخوان، وظروف الاستعباد التي يعاني منها العمال الأجانب الذين يبنون ملاعب كرة القدم لبطولة كأس العالم 2022، والرشاوى التي قدمتها للاتحادين الأوروبي والدولي لكرة القدم من أجل الحصول على حق استضافتها. ومن ضمن الممارسات القطرية أيضاً سياسات زعزعة استقرار الشرق الأوسط وشمال أفريقيا مع إيران الخمينية وتركيا الأردوغانية وهما دولتان عدوتان للولايات المتحدة والغرب.

لعدم إساءة تفسير كلام ترامب

على الرغم من ذلك، يجب على الكلمات اللطيفة التي قالها ترامب للأمير القطري ألا تخدع أحداً. ركز الرئيس الأمريكي بشكل رئيسي على تعزيز الشراكة الاقتصادية وعلى نوايا الاستثمار القطري في الولايات المتحدة. لكنّ مقاربة البيت الأبيض مختلفة جداً على المستوى السياسي من مقاربة قصر كويرينال الإيطالي.

في البداية لم يجرِ حفل الاستقبال في البيت الأبيض بل في مقرات وزارة الخزانة للتشديد على الطبيعة الاقتصادية للاجتماع. أما المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده ترامب مع الأمير القطري بعد ظهر التاسع من يوليو فكان ظرفاً لا يمكن تفاديه وفقاً للبروتوكول الديبلوماسي ولا يشير إلى أي تشارك في النوايا الاستراتيجية.

ترامب لم يخضع.. بعكس إيطاليا

في الحالة الإيطالية، تضمن الاتفاق حتى التنازل إلى الإخوان المسلمين كمحاور متميز للمؤسسات داخل المجتمع الإسلامي في البلاد. لكن في الحالة الأمريكية، لم يكن هنالك أي قبول بالخضوع أو بالاستعمار اللين من قبل ترامب. قال الرئيس الأمريكي مراراً إنّه يفضل الرباعي المناهض للإرهاب على القطب الجديد للإسلاموية الدولية المؤلف من قطر وإيران وتركيا اللائي توحدهم أيديولوجيا الإخوان المسلمين. في الواقع، اصطف ترامب إلى جانب الرباعي بعد مقاطعة قطر. يضاف إلى ذلك أنّ ترامب أعلن مؤخراً نيته إعلان الإخوان منظمة إرهابية.

مصالح تجارية أكثر منها أمنية
للحصول على قراءة مناسبة لزيارة تميم إلى واشنطن، من الضروري تبديد غيوم البروباغندا التي يطلقها الجيش الإلكتروني من الصحافيين والخبراء الذين تمولهم قطر والذين أشاروا إلى أنّ الاجتماع سيطلق أزمة عميقة في العلاقات بين الولايات المتحدة والرباعي العربي. تحتفظ واشنطن بعلاقة براغماتية مع قطر تتألف من أعمال تجارية عدة لكن من مصالح محدودة في ميدان الأمن.

بين العديد وطالبان
إنّ الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة العديد يهدف إلى إبقاء الدوحة تحت السيطرة بما أنه يُنظر إليها كشريك غير جدير بالثقة. وأثبتت عشر سنوات من الوساطة مع طالبان في أفغانستان أنها غير حاسمة والتقدم الذي تم إحرازه مؤخراً يرتبط أكثر بحاجة قطر إلى أن يتم استقبال الأمير في البيت الأبيض.

داعم لحفتر والسيسي
لا ينوي ترامب التراجع عن دعم المشير خليفة حفتر في ليبيا، كما أنّ الاتفاق المناهض للإسلاموية مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثابت ولا يؤدي إلى تسويات مع الإخوان. على الجبهة الإيرانية، ترغب الدوحة بتقديم مساعدتها لنظام خامنئي لكنّ واشنطن تعلم أنّ أمراء آل ثاني ليسوا وسطاء نزيهين على عكس السلطان قابوس بن سعيد. صحيح أنّ قطر تتدبر بفعل قوتها الاقتصادية تفادي أن تعاملها الولايات المتحدة كما تستحق كدولة مارقة، لكن لن يكون هنالك تنازلات من إدارة ترامب لطموحات أمراء آل ثاني.