الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في إطلاق مبادرة "العربية لغة تسامح" (وام)
الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح في إطلاق مبادرة "العربية لغة تسامح" (وام)
الأحد 14 يوليو 2019 / 19:27

العربية لغة التسامح

في رمضان الماضي كان برنامج "اللغة العالية" من أجمل البرامج الثقافية في رمضان، وأتى جماله بدءاً من الاسم الذي يحمل جدة وحداثة. واللغة العربية حمالة صفات فهي لغة الخلود، ولغة البيان، ولغة النقاء، كما يتغنى بذلك الشعراء.

مبادرة "العربية لغة التسامح" جديرة بالتطوير والتعميم، وكم هو جميل أن تتجاوز كونها مبادرة صيفية تلامس احتياجات طلاب المدارس لتكون منهجاً ومدرسة جديدة

ومن بين صفات عديدة تحملها اللغة العربية، ظهرت في الصيف الإماراتي، وعلى أجندة الفعاليات الثقافية مبادرة "العربية لغة التسامح".

المبادرة أطلقتها وزارة التسامح بالتعاون مع جامعة الإمارات، وعدد من المدارس الخاصة. وهدفت بشكل مباشر إلى نشر اللغة العربية بين الناطقين بغيرها، وصناعة بيئة تعلم تحقق تعايشاً بين اللغة العربية والأطفال من غير الناطقين بها، من خلال أساليب شيقة تبدأ بتنمية مهارات اللغة، ولا تتوقف عندها، بل تمتد إلى مهارات تواصلية وفنية أخرى مثل التمثيل، والمحادثة، والألعاب الحركية، والذهنية والفنون، والتمثيل.

وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان ،وهو رجل التسامح الأبرز، حاضراً وشهد أساليب مبتكرة لتعليم اللغة العربية تقوم على الممارسة لا المدارسة، وعلى التحبيب لا التعليب، وقبل ذلك على التسامح، لا التعالي، فلا لغة تعلو على لغة، كما أنه لا عرق يفضل على بقية الأعراق.

جامعة الإمارات، وهي ترسل كوادرها العالية إلى المدارس الخاصة في مدينة العين، وتحديداً إلى مدارس الأطفال من الناطقين بغير العربية، تؤصل للتسامح في مفاصل فكرية لم يعتد عليها السلوك الأكاديمي سابقاً، فهي تهدم أوهام النرجسية والنخبوية، وتجعل من التلاقي بين الأكاديمي والنشء وسيلة لتأصيل قيم تقدمية في دولة الإمارات.

كم كان معجباً ومبهراً أن تعلم اللغة بتلقائية، يظن من يشهدها أنها وليدة الموقف لممارسة أنشطة فنية، وثقافية، وترفيهية، لكن عين الخبير تعرف أن وراءها معايير أكاديمية رفيعة، أعدها ذوو خبرات ويشرف على تنفيذها ذوو مهارات مختصون في النطق والتعليم.

إن مبادرة "العربية لغة التسامح" جديرة بالتطوير والتعميم، وكم هو جميل أن تتجاوز إطار المبادرة الصيفية التي تلامس احتياجات طلاب المدارس، لتكون منهجاً ومدرسة جديدة في التعليم، بل تتعدى حقل التعليم إلى مجالات الحياة كافة، لتنتشل اللغة العربية من ضيق الأيدولوجيات الدينية المتشددة إلى رحابة العالم الحر المتسامح.