الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.(أرشيف)
الثلاثاء 16 يوليو 2019 / 10:17

نهاية عهد أردوغان تقترب بسرعة

يرى أمير طاهري، مدير تحرير سابق لمجلة كيهان الإيرانية من 1972- 1979، وكاتب عمود في صحيفة "الشرق الأوسط" منذ 1978، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ذكي بما يكفي لأن يدرك أن الأشياء لا تسير دوماً كما يهوى.

أصبح من الصعب، حسب طاهري، على أردوغان الاستمرار في الادعاء بأن حزبه "أبيض من البياض" بسبب غرق حاشيته في الفساد

ورغم أنه قاد يوماً نهضة اقتصادية في تركيا، لكنه يشرف اليوم على ما يبدو انهياراً اقتصادياً مع تفشي التضخم، وانخفاض الإنتاجية، وتقلص فرص العمل. وعوض أن يسعى لتهدئة الأمور، زادت تحركاته الاستبدادية، ومن ضمنها عزل حاكم البنك المركزي، من حدة الأزمة.

وتحولت علامته التجارية "صفر أعداء" في السياسة الخارجية، إلى سياسة يبدو أنها مصممة لجعل الجميع أعداء لتركيا، ومن ضمنهم حلفاء في الناتو وشركاء في الاتحاد الأوروبي، ناهيك عن دول عربية. كما يبدو أن أحد إنجازاته، تهدئة المنطقة الكردية، بات شيئاً من الماضي.

غرق في الفساد

واليوم أصبح من الصعب، حسب طاهري، على أردوغان الاستمرار في الادعاء بأن حزبه "أبيض من البياض" بسبب غرق حاشيته في الفساد. والأهم منه، لم يعد أردوغان يحظى بنفس درجة الدعم الذي ناله يوماً في منطقة الأناضول حينما أقنع نصف الشعب التركي "من البسطاء وغير المتعلمين"، بأنه يستطيع كسب السلطة فقط من خلال الانتخابات.

وهكذا يرى كاتب المقال أن وصفة أردوغان لم تعد صالحة، بعدما حققت نجاحاً في السابق – سواء كانت جيدة أم سيئة. ويبدو أن الباشكان التركي لعب دوره ولم يعد لديه جديد ليقوله. وستتواصل المسرحية ولكن يبدو أنه سيغادر المسرح.

دروس من التاريخ
في هذا السياق، قال المخرج المسرحي الأسطوري ماكس رينهاردت إن "كيفية وتوقيت خروجك من المسرح يوازي في أهميته كيفية وتوقيت ظهورك على خشبته".
  
إلى ذلك يدعو طاهري إلى تخيل يوليوس قيصر خارج المسرح قبل عام واحد من اغتياله في عام 44 قبل الميلاد. ويذكر قيصر بوصفه القائد الذي داوى جراح الحرب الأهلية الدموية في روما، ووضع أسس امبراطورية قدر لها أن تهيمن على العالم طوال قرون. أما وينستون تشرشل، فلو تقاعد في 1945، بعدما قاد بريطانيا العظمى نحو الانتصار على ألمانيا النازية، لكان تجنب هزيمة مذلة في أول انتخابات عامة جرت بعد الحرب. وهناك أمثلة أخرى على ترك السلطة في أوقات مناسبة: فقد سلم الجنرال شارل ديغول مفاتيح الإليزيه في 1967 عوضاً عن 1968. وتنازل الشاه محمد رضا بهلوي عن العرش في عام 1979. وبالعودة إلى الزمن الحاضر، حلَّ يوم رجب طيب أردوغان في تركيا في 2015.

خروج نهائي
تكمن المشكلة حسب الكاتب في احتمال أن يكون أردوغان فوَّت فرصة التوقيت المثالي لخروجه النهائي. ولكن بات من المؤكد أن نهاية عهده تقترب سريعاً.

وقد تجنب الجيش التركي تولي السلطة بشكل مباشر – مطالباً فقط برئاسة الجمهورية، والتي بقيت إلى حد كبير منصباً شرفياً، إلى أن حولها أردوغان إلى سلطة تنفيذية.

ويقول الكاتب إن أحداثاً حصلت في الستينيات والثمانينات في تركيا ولدت الانطباع بأن قوى التحديث في تركيا، والتي يقودها حزب الشعب الجمهوري(CHP)، لن تستطيع مطلقاً الفوز بالسلطة دون دعم الجيش.

لكن الانتخابات البلدية الأخيرة في إسطنبول، أكبر مدينة تركية، والعاصمة الثقافية ومقر إقامة قرابة ربع السكان، قد تساعد في تغيير ذلك الاعتقاد. فلأول مرة منذ وقت طويل، قاد أكرم إمام أوغلو، مرشح CHP تحالفاً للمعارضة، وحقق فوزاً انتخابياً مقنعاً دون دعم من الجيش. وعلاوة عليه، تحقق ذلك الفوز على أمل تحقيق مصالحة وإصلاح بدلاً من شعارات اليأس والانتقام والأوهام التآمرية التي شاعت في الانتخابات التركية الأخيرة. ولربما الأهم منه، استطاع أردوغان، أو أكره على، ضبط استيائه، وقبل في نهاية المطاف بهزيمة حزبه العدالة والتنمية (AKP).

ابتلاع بالهزيمة
إلى ذلك، يؤكد معارضو أردوغان أنه أجبر على ابتلاع الهزيمة في اسطنبول لأنه يفتقر للقوة لمواصلة تحدي النتيجة.