مجسم لصاروخ إيراني في  طهران.(أرشيف)
مجسم لصاروخ إيراني في طهران.(أرشيف)
الثلاثاء 16 يوليو 2019 / 11:42

انتهاكات نووية إيرانية...هل تقرّبها من القنبلة؟

24- زياد الأشقر

تناول الكاتب فيليب إتش. غوردون في مقال له في موقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي النشاط النووي الأخير لإيران، لافتاً إلى أن إن البنود الرئيسية للاتفاق النووي الموقع عام 2015، لم تعد قيد التنفيذ. فالاتفاق المعروف بخطة العمل المشتركة الشاملة مات -أقله في الوقت الحاضر.

حتى مع مواد انشطارية لصنع قنبلة، سيتعين على إيران إتقان التسلح النووي، وهي العملية المعقدة لتطوير القدرة على التفجير وتوصيل جهاز متفجر

عملياً، انسحبت الولايات المتحدة من الاتفاق، بينما حالت العقوبات الثانوية، دون تمكن بقية الأطراف الموقعة على الاتفاق من الوفاء بالتزاماتها، والآن، لم تعد إيران حالياً ملتزمة ببعض بنوده الجوهرية.

بنود جوهرية معلقة
ويمكن بعض الأطراف عاجلاً أم آجلاً العودة إلى إلتزام بنود الاتفاق، لكن بنوده الجوهرية التي تنص على تخفيف العقوبات الدولية في مقابل ضبط إيران لنشاطها النووي معلقة. وتسود تكهنات كثيرة حول ما إذا كان الأوروبيون سيدعمون إستئناف عقوبات الأمم المتحدة وعقوبات الاتحاد الأوروبي بعدما توقفت إيران عن تنفيذ بعض البنود. وعلى رغم أن الأوروبيين متفقون على أن إيران تخرق الاتفاق، فإنهم مترددون في الذهاب نحو إعادة فرض العقوبات على إيران، وذلك عائد جزئياً إلى أنهم يلومون الولايات المتحدة لانتهاكها الاتفاق في المقام الأول، ولأنهم يعرفون أن خطوة من هذا النوع قد تدفع بإيران إلى الإنسحاب الكلي من الاتفاق، الأمر الذي يريد الأوروبيون تفاديه.

وأوضح غوردون أن المسألة ليست بتلك الأهمية، طالما أن الأوروبيين يتعاونون مع الولايات المتحدة في ما يتعلق بالعقوبات الثانوية. ولن يكون لاستئناف الحظر الأوروبي على شراء النفط الإيراني، على سبيل المثال، معنى طالما أن الأوروبيين لا يشترون النفط الإيراني بسبب العقوبات الأمريكية.

مواد انشطارية
ولفت إلى أنه في الوقت الذي تم التوقيع على الاتفاق النووي، كان يُعتقد أن بضعة أشهر فقط تفصل إيران عن تجميع ما يكفي من المواد الإنشطارية لصنع قنبلة نووية. ومع دخول الاتفاق حيز التنفيذ، فإن المدة المطلوبة لهذا الغرض مددت لأكثر من سنة. إن انتهاك إيران للقيود-المتعلقة بحجم مخزونها من الأورانيوم المنخفض التخصيب وبالتعهد الحد من التخصيب- لا تغير بشكل جوهري هذه المدة، لكن مع مرور الوقت فإنه يمكن تقليص المدة. وحتى مع وجود ما يكفي من المواد الإنشطارية لصنع قنبلة، سيتعين على إيران إتقان التسلح النووي، وهي العملية المعقدة لتطوير القدرة على التفجير وتوصيل جهاز متفجر. ويعتقد معظم الخبراء أن إيران علقت نشاطها المرتبط بهذه العملية منذ عقد من الزمن.

تجنب الحرب
ورأى أن أهمية هذه الانتهاكات لا تكمن في أنها ستقرب إيران على الفور من القنبلة النووي، لكن من شأن تدمير الاتفاق كلياً أن يفتح الباب للوصول إلى ذلك.

وأشار الكاتب إلى أن الجانبين يحاولان تجنب نزاع عسكري من دون ان يعني ذلك أن العودة إلى الديبلوماسية ستكون سهلة. وتقول إدارة ترامب إنها تريد اتفاقاً نووياً جديداً أفضل من الاتفاق السابق، لكنها أوردت شروطاً – بينها تخلي إيران تماماً عن تخصيب اليورانيوم، والحد من برنامجها الصاروخي، وبأن تغير طهران سلوكها في الشرق الأوسط- وهذه شروط لا يبدو أن إيران بوارد تلبيتها.

حشرت نفسها
وخلص الكاتب إلى أن إدارة ترامب حاصرت إيران الآن بقطع صادراتها النفطية بشكل فعال. لكن واشنطن أيضاً حشرت نفسها في قفص. إذا استمرت إيران في توسيع برنامجها النووي ورفضت القبول بمطالب الإدارة الأمريكية-أو حتى القبول بالمفاوضات- فسيتعين على الولايات المتحدة إما القبول بالخطر المتزايد الناشئ عن قدرة إيران على صنع أسلحة نووية، أو استخدام القوة العسكرية لوقفها.