صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الأربعاء 17 يوليو 2019 / 11:02

صحف عربية: السودان.. تحديات ما بعد الاتفاق

24 - معتز أحمد إبراهيم

يبدو أن الحراك السياسي الحاصل في السودان سبقته الكثير من التحركات، مع الإعلان عن توقيع المجلس العسكري على اتفاق سياسي مع قوى الحرية والتغيير.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، هناك الكثير من التحديات التي تواجه السودان، من أهمها إعادة هيطلة الأجهزة الأمنية والحفاظ على هذا الاتفاق واستمراره وتطبيقه.

حراك السودان يرفض "الحصانة المطلقة"
أشارت صحيفة الشرق الأوسط إلى التحركات السياسية في الساعات الأخيرة التي سبقت الوصول إلى هذا الاتفاق، حيث رصدت انتقاد تجمع المهنيين السودانيين لقرار المجلس العسكري الانتقالي بتجديد إعلان حالة الطوارئ لـ3 أشهر إضافية، وطالب بإلغائه، كما أعلن رفضه القاطع لـ"الحصانة المطلقة" المنصوص عليها في مسودة الإعلان الدستوري.

وقالت مصادر للصحيفة إن "الحصانة المطلقة تبدو العقبة الكأداء أمام التوصل إلى اتفاق نهائي بين الحراك السوداني ممثلاً بقوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي".

ونقلت الصحيفة تعليق القيادي في تجمع المهنيين السودانيين، إسماعيل التاج، على الوثيقة السياسية التي سيتم التوقيع عليها، إذ نبه إلى أن هذه الوثيقة لا خلاف عليها، وتتماشى ما مع جاء في وثيقة الاتفاق الأثيوبية، بشأن السلطات الثلاث وهياكلها وصلاحياتها، مع تحفظ على تكوين لجنة التحقيق المستقلة في مجزرة فض الاعتصام، والتي يرى أن تُدعم من قبل مفوضية حقوق الإنسان الأفريقية.

تحديات
وحول تحديات المستقبل أو قضايا ما بعد التوقيع على الاتفاق السياسي، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في مقال له بصحيفة الاهرام المصرية إن "المهم الآن هو البحث في حل القضايا الفرعية بالأزمة السودانية".

وأوضح الكاتب أن أهم القضايا  تتمثل في إعادة تشكيل الأجهزة الأمنية خاصة جهاز المخابرات، بالإضافة إلى البحث في مكانة النيابة العامة وهل ستتبع وزارة العدل كما يريد أنصار الحرية والتغيير أم ستكون تحت سلطة المجلس السيادي.

وأشار إلى أن أحد أبرز القضايا أيضاً هي نسب توزيع المجلس التشريعي الذي تصر قوى الحرية والتغيير على أن تكون كما جاءت في مقترحات الوسيطين، الاتحاد الأفريقي وأثيوبيا دون أي تغيير، وكما تطرق إلى طلب قوى الحرية والتغيير بحل الوحدات الجهادية، وهي جمعيات ومنظمات جامعية تتبع النظام السابق.

صبر الشعب
وأما المحلل السياسي في صحيفة الراكوبة السودانية محجوب عروة، فقد ركز على صبر الشعب السوداني حيث قال إن "التوقيع على الاتفاق بات يمثل أهمية بالغة، خاصة وأن أطراف الأزمة السودانية غرقوا في مستنقع المصالح والأجندة الحزبية والشخصية والتعصب الأعمى والشروط المسبقة، فأصبحت السودان بين مطرقة اليسار واليمين المتطرفين الذين ظلا يتصارعان منذ الاستقلال لا تهمهم المصالح العليا للوطن بقدر ما تهمهما كياناتهما فقط".

وطالب بضرورة الانتباه للتحديات السياسية المستقبلية بالبلاد، خاصة في ظل الظرف الدقيق الذي تعيشه السودان وغضب الشعب السوداني مما يجري، وأضاف أن "الشعب أنهكته خلافات الذين ورثوا الثورة بدلاً عنهم"، متهماً هؤلاء بعدم احترام رغبات الشعب وأولوياته في الاستقرار والتنازع حول الخلافات والحصانات والشروط المسبقة.

تغيرات أمنية
وعمدت بعض الصحف السودانية إلى التركيز على مستقبل هيئة العمليات بجهاز الأمن والمخابرات السوداني وإعادة الهيكلة، وقالت مصادر موثوقة لموقع (باج نيوز) إن "هناك قراراً سيصدر خلال يومين بنقل تبعية هيئة العمليات إلى قوات الدعم السريع".

وأشار الموقع إلى أن الهيئة تكونت عام 2005 على يد مديرها السابق الفريق صلاح عبد الله قوش خلال ترؤسه الجهاز في فترته الأولى واستمر عملها حتى اليوم، موضحاً أن هيئة العمليات تتكون من قرابة 12 ألف مقاتل وتنتشر في مواقع مختلفة في الخرطوم وفي عدد من الولايات الأخرى.

وشاركت هذه القوات من قبل في عمليات ومعارك لمحارية التمرد في ولايات حدودية، إلا أن بعضها مارس قتلاً وعنفاً خلال الاحتجاجات الأخيرة على المتظاهرين، مما أجج الشارع على جهاز الأمن وزادت المطالبات بحله بسبب هذه القوات.