المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (أرشيف)
المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي (أرشيف)
الخميس 18 يوليو 2019 / 22:12

واشنطن تعاقب إيران من البوابة العراقية

24 - إعداد - أحمد إسكندر

قبل عدة شهور قدم عدد من النواب إلى الكونغرس الأمريكي ما عرف بـ"قانون العقوبات على التنظيمات الإرهابية الوكيلة لإيران" (الميليشيات التابعة لإيران) في الشرق الوسط، الذي يدعو إلى فرض عقوبات أمريكية على اثنتين من الميليشيات العراقية الخاضعة لسيطرة إيران، هي "عصائب أهل الحق" وحركة حزب الله "النجباء".

على واشنطن أن توضح للعراقيين بأن الإرهاب سيصنف على قائمة الإرهاب في نهاية المطاف

اليوم تحدث نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس عن عقوبات على شخصيات عراقية موالية لإيران ضمن قائمة للجماعات المسلحة التي يمولها الحرس الثوري الإيراني، أو تخضع لسيطرته، أو نفوذه وتحتفظ بها وزارة الخارجية الأمريكية.

إيران تدعم الإرهاب
فرض العقوبات على اثنين من قادة الميليشيات الموالية لإيران في العراق بحسب ما قال بنس، جاء ضمن خطط أمريكية لمواجهة الإرهاب الإيراني الذي لن تقف الولايات المتحدة الأمريكية مكتوفة اليدين أمامه.


وأثار تزايد استخدام إيران وميليشياتها الطائرات المسيرة في مهام استطلاع وهجمات إرهابية في مختلف أرجاء الشرق الأوسط، قلق واشنطن، في ظل تصاعد للتوتر بين الجانبين بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية.

وشملت العقوبات ريان الكلداني قائد ميليشيا "بابليون" والمقرب من قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ووعد قدّو زعيم ميليشيا "الشبك" في سهل نينوى، وكذلك نوفل العاكوب محافظ نينوى السابق كما طالت قائمة العقوبات الأمريكية رئيس تحالف المحور ومحافظ صلاح الدين سابقاً أحمد الجبوري.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، أكد أن العقوبات تستهدف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، مطالباً إيران بوقف رعايتها للإرهاب.

 ومشروع القانون سابق الذكر جاء في أعقاب التحذير الذي وجهه البيت الأبيض إلى طهران في 11 سبتمبر(أيلول) بشأن كبح جماح ميليشياتها التي تعمل بالوكالة عنها بعد أن تعرضت المنشآت الدبلوماسية الأمريكية في العراق لضربات صاروخية متعاقبة.

وأشار بيان البيت الأبيض إلى أن "الولايات المتحدة ستعتبر النظام في طهران مسؤولاً عن أي هجوم ينتج عنه وقوع إصابات بين الأفراد أو المرافق الحكومية الأميركية وسوف ترد بسرعة وحسم دفاعاً عن أرواح الأمريكيين".

لماذا العراق؟
تأسست معظم الميليشيات والتيارات الموالية لإيران عقب انتهاء الحرب الأمريكية العراقية وكانت الميليشيات الطائفة الإيرانية في طليعة منفذي الهجمات ضد قوات التحالف الدولي في العراق خلال تلك الفترة لتشكيل قاعدة عقائدي من منظور جهادي شعبي.

أبرز الهجمات كانت على مقر محافظة كربلاء في (كانون الثاني) يناير 2007، حيث قتل فيها 5 جنود أمريكيين، وعملية اقتحام وزارة المالية في مايو(أيار) 2007 التي أدت إلى مقتل 4 رهائن بريطانيين.


ومنذ أواخر عام 2012، كانت ميليشيات "عصائب أهل الحق" ترسل قوات تابعة لها إلى سوريا لدعم نظام الأسد، وتخضع هذه الميليشيات لسيطرة إيران ولقيادة الإرهابي قيس الخزعلي، هو رجل دين بارز كان يعمل سابقاً قائداً عسكرياً تحت إشراف مقتدى الصدر لعبت الميليشيات الإيرانية دوراً رئيسياً في تجنيد مقاتلين شيعة عراقيين في صفوفها.

أسباب كافية

لدى الحكومة الأمريكية أسباب كافية لتصنيف الميليشيات واتباعها بالجماعات الإرهابية ومعاقبة الميليشيات المتورطة في تهديد مصالحها وقتل جنودها ودبلوماسيها، شأنها شأن الإرهاب في أي مكان أخر من العالم.


وتعتقد واشنطن أن نزع الشرعية عن هذه التنظيمات الإرهابية أصبح أمراً ملحاً بشكل خاص في أعقاب الانتخابات النيابية الأخيرة في العراق، والتي زاد فيها عدد مقاعد ميليشيات الإرهاب ومن شأن العقوبات الجديدة أن تمنع اتباع الميليشيات الإرهابية من الاضطلاع بدور بارز في السياسات والقرارات الحكومية العراقية المقبلة.

وبالتالي من الممكن أن تأتي العقوبات الجديدة بنتائج ايجابية مما يفقد هذه الحركات والميليشيات وقادتها المدعومين من إيران شرعيتهم ما يسفر عنه تقويض الخطط الإيرانية المفترضة للضغط على الحكومة العراقية ليتم إبعادهم عن دوائر صنع القرار في العراق.

توصيات سياسية

تعتبر العقوبات الأمريكية على الميليشيات وقادتها الموالين لطهران في العراق "مبررة من الناحية القانونية"، ولكن توقيت أي خطوة من هذا القبيل وتنظيم تسلسل مكوناتها أمر بالغ الأهمية من أجل تحقيق أقصى قدر من التأثيرات المنشودة والتقليل إلى أدنى حد من قدرة طهران على استغلال رد الفعل العراقي ويتوجب على إدارة ترامب أن تضبط بعناية آلية فرض العقوبات على الميليشيات والأفراد، وأن تنسق عن كثب الجهود الأمريكية مع الحكومة العراقية.

وزارة الخزانة الأمريكية وضعت هؤلاء على قائمة الإرهاب بسبب تهديدهم للسلام والاستقرار في العراق أولاً ولانتهاكاتهم حقوق الإنسان ولعل الهدف الأهم من هذه العقوبات يبرز عزم إدارة الرئيس ترامب على تقييد إيران واخضاعها في حين عدم التقيد بجدول زمني محدد.

في الوقت الحالي، على واشنطن أن توضح للعراقيين بأن الإرهاب سيصنف على قائمة الإرهاب في نهاية المطاف ويجب الإقدام على هذه الخطوة بحذر لكي لا تسقط كالفاجعة وسط مشاورات تشكيل الحكومة التي تتجاذبها التيارات والمصالح المختلفة.