زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.(أرشيف)
زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.(أرشيف)
الجمعة 19 يوليو 2019 / 16:14

هل تأوي حكومة الوفاق الإخوانية البغدادي في ليبيا؟

لم يستبعد رئيس "مجموعة الدراسات الأمنية" جيم هانسون وجود زعيم تنظيم داعش الإرهابي أبي بكر البغدادي في ليبيا. وأضاف أن واحدة من أكبر المشاكل في ليبيا هو تعرض حكومة الوفاق الوطني للاختراق العميق عبر المشاركة المباشرة للإخوان المسلمين في التحالف الذي يشكلها. لكن ما هو أخطر من ذلك حتى، واقع أنّ تلك الحكومة تستخدم الميليشيات المتطرفة والإرهابية للقيام بالكثير من عملياتها القتالية.

عودة بروز داعش في ليبيا ستضيف عنصراً طارئاً آخر إلى الأسباب التي سبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أعلنها للقول إنّ حفتر هو رجله

إنّ المجموعات المرتبطة بالقاعدة كما المجموعات المرتبطة بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي والذي تسبب بمقتل السفير الأمريكي كريس ستيفنز هي جزء من القوات المقاتلة التابعة لحكومة الوفاق. وتتلقى هذه المجموعات الأموال من البنك المركزي الليبي وهذا يتطلب من الولايات المتحدة دراسة ما إذا كانت حكومة الوفاق هي اليوم دولة راعية للإرهاب.

بين الهدنة مع داعش وتمويله
يشير هانسون إلى أنّ داعش يعمل أيضاً في ليبيا حيث هنالك تقارير وبعض الأدلة على أن هنالك على الأقل هدنة بين التنظيم وحكومة الوفاق، أو أسوأ، تحويل الأموال إليه لشراء وقف لإطلاق النار وإعادة توجيه جهود المجموعات الإرهابية لمحاربة الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر. والآن يسمع العالم بوجود تطورات أكثر شؤماً مع إعلان الوزير العراقي السابق باقر جبر الزبيدي أنّ زعيم داعش يختبئ في ليبيا ويواصل قيادة العمليات الإرهابية انطلاقاً من الدولة الأفريقية. هذا الأمر غير مؤكد حتى اليوم لكنه معقول لأسباب عدة.

حاجة داعش
يحتاج داعش إلى موطن جديد منذ أن خسر الخلافة المزعومة في العراق وسوريا. لقد اختار التنظيم أن يبني دولة مادية وقد نجح في ذلك بأكثر مما توقعه الجميع تقريباً. وكان هذا ما ميز داعش عن القاعدة التي تخلت عن السيطرة على الأراضي وانصرفت كي تروج لآيديولوجيتها. يحتاج داعش اليوم إما إلى التكيف مع نقص الدولة المادية وإما إلى اختيار موقع جديد. تضم ليبيا أصلاً عدداً كبيراً من مقاتلي التنظيم الذين هربوا من سوريا والعراق، لذلك، لن يكون غير منطقي التفكير في أن زعيمهم البغدادي ربما اختار الانضمام إليهم. وخلال الفيديو الأخير الذي صوره وتحدث فيه عن عمليات داعش الحالية، كان بارزاً استخدام البغدادي عبارة "الإخوة في ليبيا".

حكومة الوفاق مرتاحة مع التطرف

يضاف إلى ذلك، أنّ حكومة الوفاق الوطني تحتاج بشكل يائس إلى البحث عن حلفاء وهي مرتاحة جداً مع الإسلامويين ومجموعات إرهابية أخرى. وحتى لو لم تكن كذلك، هي تواجه ما هو أكبر من قدرتها على تحمله مع وجود قوات الجيش الليبي في ضواحي العاصمة طرابلس. بالتالي، حتى ولو أرادت حكومة الوفاق معارضة تمدد داعش، فقد لا تكون قادرة على فعل ذلك.

إنّ عودة بروز داعش في ليبيا ستضيف عنصراً طارئاً آخر إلى الأسباب التي سبق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن أعلنها للقول إنّ حفتر هو رجله. لقد جعل الجيش الليبي مهمته التخلص من جميع الميليشيات المتطرفة وتأثيراتها الخبيثة على البلاد. وهذا يطابق مصلحة الولايات المتحدة في عدم السماح بنشوء ملاذات آمنة للمجموعات الإرهابية وخصوصاً في دولة تملك عائدات هائلة من الثروات النفطية التي يمكن أن يستغلها الإرهابيون.

هل من أمل؟
يكمن الأمل في أنّ عرضاً للقوة وفهماً بأنّ حلاً سلمياً هو أفضل للجميع يمكن أن يجنبا الحاجة لدفع الجيش الليبي إلى دخول طرابس بالقوة، وهو أمر سيؤدي إلى خسائر بشرية لن تكون في مصلحة أحد. يأتي ذلك مع إشارة هانسون إلى أنّ إسقاط ضحايا مدنيين واستخدامهم كدروع بشرية هما تكتيك مشترك للمتطرفين ولداعش بالتأكيد. فقد سبق لهم أن فعلوا ذلك في هذا النزاع.

إنّ أفضل سيناريو يشمل تفكيك الميليشيات المتطرفة والإرهابية ثم تشكيل حكومة مؤقتة لفترة قصيرة حتي يصبح بالإمكان تنظيم انتخابات اعتيادية. وشدد كاتب المقال على وجوب هيكلة الانتخابات حتى لا يستطيع المتطرفون كسب السيطرة مجدداً كما يفعلون حالياً مع حكومة الوفاق الوطني. ستكون ليبيا أفضل بكثير وكذلك العالم إذا تم إبعادهم عن الحكم.