رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان (أرشيف)
رئيس الاستخبارات التركي هاكان فيدان (أرشيف)
الجمعة 19 يوليو 2019 / 22:47

أصوات تركية ترشح فيدان بديلاً لأردوغان

أشار الكاتب التركي أونور ميته في مقال له بصحيفة "أحوال تركية" اليوم الجمعة، إلى أنه بعد 16 عاماً من حكم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ثمة مؤشرات تدل على أن السياسة في تركيا تدخل فترة التغيير.

وأوضح أن هذا التغيير يعتمد بشكل خاص على الموقف الذي يتخذه رئيس جهاز الاستخبارات الوطنية هاكان فيدان، وذكر أن تركيا تحمل اليوم أكثر من مجرد تشابه عابر بعام 2001، العام الذي تأسس فيه حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه أردوغان.

ولفت إلى أن البلاد على وشك الانهيار الاقتصادي وتواجه الحكومة انقسامات عميقة من الداخل ، وكما أن حزب الحركة القومية اليميني المتطرف أصبح شريكاً في الائتلاف الحاكم فضلاً عن صعود قادة جدد على الساحة السياسية.

وقال إن "من بين هؤلاء رئيس بلدية إسطنبول الجديد أكرم إمام أوغلو، الذي كسر قالب حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي العلماني، وجذب أصوات الناخبين من المحافظين والأكراد".

وأضاف أن "هناك أيضاً علي باباجان، وهو عضو مؤسس في حزب العدالة والتنمية تعرض للتهميش ونائب سابق لرئيس الوزراء، وهو يحظى بدعم من السياسيين المخضرمين الذين لديهم الخبرة في قياس نبض قاعدة الناخبين الكبرى في تيار يمين الوسط في تركيا، ما يجعل من المرجح بشكل متزايد أن ينتزع التأييد من الحزب الحاكم".

وتابع أن "هناك أحمد داود أوغلو، السياسي المخضرم الآخر من حزب العدالة والتنمية الذي تعرض للتهميش، وشغل منصبي وزير الخارجية ورئيس الوزراء، وكان أيضاً محور الحديث عن حزب جديد آخر قد يُضعف تدريجياً سيطرة حزب العدالة والتنمية على الناخبين المحافظين".

وأردف الكاتب قائلاً إنه "في ظل نظام الرئاسة التنفيذية الذي بدأ بعد إجراء الانتخابات العامة العام الماضي، تمركز فيدان وجهاز الاستخبارات الوطنية في قلب الدولة مباشرة، وقد ظل رئيس الاستخبارات إلى الآن يصطف دائماً على الجانب الفائز".

وكان فيدان ضابطاً في القوات المسلحة قبل الاستقالة للبدء في العمل كأكاديمي، وأشارت تقارير إلى أنه قُدم إلى أردوغان من قبل بشير أتالاي، وهو وزير دولة في أول حكومة لحزب العدالة والتنمية، وتولى أيضاً منصبي وزير الداخلية ونائب رئيس الوزراء، وقال السكرتير الصحافي للرئيس السابق عبد الله غول أحمد سيفير، إن "غول هو الذي اكتشف فيدان".

وذكر الكاتب أن الضغط على العاملين في جهاز الاستخبارات الوطنية كان مقدمة للانقسام بين حزب العدالة والتنمية وحركة غولن، حيث اتضح ذلك في السنوات اللاحقة إذ يُعتقد أنه أدى في نهاية المطاف إلى محاولة الانقلاب في يوليو(حزيران) 2016.

وأضح أن الرئيس أردوغان عرقل خططاً لرئيس جهاز الاستخبارات من أجل دخول السياسة، ففي عام 2015 استفاد فيدان من الاستقالة من جهاز الاستخبارات وكان داود أوغلو، الذي تولى للتو منصب رئيس الوزراء كما تولى أردوغان الرئاسة، سعيداً للغاية بوضعه على قوائم الانتخابات البرلمانية في تلك السنة، ولكن أردوغان عارض بشدة هذه الخطوة، قبل أن يعود فيدان إلى رئاسة الجهاز، وأدى ذلك إلى تسارع وتيرة الانقسام بين أردوغان وداود أوغلو.

وأشار إلى أن ذلك كان السبب وراء تسرع فيدان ليصبح نائباً وخططه بشأن دور وزير الخارجية، فقد تمنى أن يصبح رئيس الوزراء المقبل بعد داود أوغلو، ولكنه اُضطر فيما بعد إلى تأجيل طموحاته السياسية، وفي ظل أن الأحداث التي وقعت في ليلة محاولة الانقلاب عام 2016، فمن غير المرجح أن يتخلى فيدان عن حماية دوره الحالي بالانحياز بشكل علني لباباجان وغول.

واختتم الكاتب مقاله قائلاً "إن الوسائل التي يحتفظ بها فيدان كرئيس لجهاز الاستخبارات لا تزال قوية، وقد يضعها تحت تصرف حزب جديد"، وأضاف "بالنظر إلى احتكار جهاز الاستخبارات للأنشطة الاستخباراتية، فستكون مساهمته لصالح أردوغان أو غول لها أهمية كبرى، ويعتمد مصير فيدان على ما إذا كان بإمكانه اختيار الطرف الفائز مرة أخرى".