نموذج من طائرات مسيرة إيرانية (أرشيف)
نموذج من طائرات مسيرة إيرانية (أرشيف)
السبت 20 يوليو 2019 / 12:15

الطائرات المسيرة بالخليج.. تسخين أجواء الحرب؟

24 - إعداد: محمود غزيّل

يتصاعد التوتر في منطقة الخليج العربي، منذ انسحاب الولايات المتحدة في مايو (أيار) 2018 من الاتفاق النووي الموقع في 2015 وفرض عقوبات أمريكية مجدداً على طهران، لاسيما بعد انتهاك نظام الملالي جميع القيود التي كانت مفروضة عليه مع توسع إرهابه في عدد من دول المنطقة عبر أذرعه الميليشياوية.

ومن خلال مراجعة الأحداث الأخيرة التي أدت للوصول إلى نزاع الطائرات المسيرة فوق منطقة الخليج العربي ومضيق هرمز، يمكن إبراز أن النزعة الإيرانية نحو التصعيد مستمرة من دون توقف.



ففي 12 مايو (أيار) تعرّضت أربع سُفن هي ناقلتا نفط سعوديتان وناقلة نفط نروجية وسفينة شحن إماراتية، لأعمال تخريبيّة قبالة سواحل الفجيرة في الإمارات.

اتهمت واشنطن والرياض إيران التي كانت قد هدّدت مراراً بإغلاق مضيق هرمز حيث يعبر 35% من صادرات النفط التي تنقل بحراً في العالم.

في 20 يونيو (حزيران) أعلن الحرس الثوري الإيراني أنه أسقط طائرة مسيرة أمريكية "انتهكت المجال الجوي الإيراني"، بينما أكدت واشنطن أن الطائرة كانت في المجال الجوي الدولي.

وأكد ترامب بعد ذلك أنه ألغى في اللحظة الأخيرة ضربات على إيران لتجنب خسائر بشرية كبيرة.

في العاشر من يوليو (تموز)، حاولت البحرية العسكرية الإيرانية حسب بريطانيا، "منع مرور" ناقلة نفط بريطانية في مضيق هرمز.

في 18 يوليو (تموز)، أكد ترامب أن السفينة الأمريكية "يو اس اس بوكسر" دمرت فوق مضيق هرمز طائرة مسيرة إيرانية كانت تقترب بخطورة من سفينة أمريكية.




وإلى جانب الصراع فوق مياه الخليج الساخنة، فإن التقنيات الإيرانية المستخدمة في صناعة الطائرات المسيرة ظهرت أيضاً لدى حلفائها من الميليشيات الإرهابية، ففي 10 يوليو (تموز) استعملت الطائرات المسيرة الإيرانية في ضرب نقطة كردية في شمال العراق، كما كشفت المعطيات الإعلامية وصول هذه التقنية إلى كل من حزب الله في لبنان، حيث كان زعيم حزب الله حسن نصرالله تبجح بها في 12 يوليو (تموز) الحالي، والحوثيين في اليمن، مع تعرض منطقة أبها في بداية يوليو (تموز) لقصف أدى إلى جرح 9 على الأقل، ومع الاعتقاد بأن الهجوم على منشآت نفطية في السعودية في مايو (أيار) الماضي جرى عن طريق طائرة مسيرة تابعة لميليشيات موالية لإيران من الأراضي العراقية.



وعلى الرغم من تلك الأحداث، إلا أن حرب الطائرات المسيرة، إضافة إلى الضربة المجهولة في العراق مؤخراً، تشبه إلى حد بعيد صراعاً إعلامياً بين إيران والولايات المتحدة من دون اللجوء إلى المقاتلات والدبابات، وقد تكون هذه المرحلة استعداداً وترتيباً لأوراق الضغط قبل الدخول، عاجلاً أم آجلاً، في مفاوضات جديدة على الملف النووية الإيراني.

ومع وقوف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحيداً بين دول الاتحاد الأوروبي والمشاركة في الاتفاق النووي شبه الميت، محاولاً لجم إيران عن التصعيد والعودة إلى نقاط العمل المتفق عليها بين مجموعة 5+1، ترى المصادر أن حرب الطائرات المسيرة بين إيران والولايات المتحدة قد تواجه نقطة تحول مع الاقتراب من مؤتمر مرتقب في البحرين، الذي يعتبر امتداداً لمؤتمر وارسو، في ظل ممارسات إيران التي تشكل خطراً كبيراً على الملاحة البحرية والجوية، الذي قد يسبق جلوس الدول الكبرى إضافة إلى إيران على طاولة مفاوضات جديدة لمناقشة الملف النووي الإيراني.





ومما لا شك فيه أن حرب الطائرات المسيرة أقل كلفة من دخول جيشي البلدين في صراعات مباشرة وغير مباشرة، مع الأخذ بعين الاعتبار سعي إيران إلى عدم تعريض ناقلات النفط إلى إغراق تام، على الرغم من عمليات التخريب المستمرة، خوفاً من كارثة بيئية ضخمة قد تؤثر على سواحلها والمنطقة بأكملها.