تتويج  المنتخب الجزائري (رويترز)
تتويج المنتخب الجزائري (رويترز)
السبت 20 يوليو 2019 / 18:58

مصر تتحدى المنطق وتنظم بطولة استثنائية

تحدت كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم هذا العام المنطق وتحولت بشكل مفاجئ إلى بطولة ناجحة، على أرضية الملعب على الأقل، رغم أنها أقيمت في ظل الحرارة القاسية للصيف المصري، ووسط فوضى في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، وبعد زيادة فرقها بشكل غير عملي إلى 24 فريقاً.

وعلى صعيد الإثارة في الملعب ومستوى كرة القدم، كانت البطولة خطوة للأمام مقارنة بالنسخ السابقة، وبلغ فريقان يقودهما مدربان محليان في سن الشباب نهائي أمس الجمعة، وفازت الجزائر 1-0 على السنغال.

ورغم أن المباراة النهائية نفسها أثارت خيبة أمل، فإن أدوار خروج المهزوم كانت مليئة بالإثارة.

وأطاحت جنوب أفريقيا بالدولة المضيفة مصر، ثم خسرت بهدف في الدقيقة الأخيرة في دور الثمانية ضد نيجيريا، التي سقطت هي الأخرى بعد هدف من رياض محرز من ركلة حرة في نهاية الوقت المحتسب بدل الضائع من مباراتها في الدور نصف النهائي أمام الجزائر.

وأضاعت السنغال وتونس ركلات جزاء في مباراتهما بالدور نسف النهائي، قبل أن تحرز تونس هدفاً عكسياً غريباً، ثم ألغيت لها ركلة جزاء أخرى بقرار من حكم الفيديو المساعد.

وكانت هناك دموع أيضاً، إذ بكى بغداد بونجاح مهاجم الجزائر، صاحب الهدف الوحيد في النهائي، في حزن على مقاعد البدلاء بعدما أهدر ركلة جزاء في الشوط الثاني قبل أن يتم استبداله في مواجهة دور الثمانية ضد كوت ديفوار.

وشهدت البطولة لمحات رومانسية أيضاً إذ بلغت مدغشقر، وهي دولة قال لاعب الوسط أنيسيه أندرياننتيناينا إنها مشهورة فقط بسبب الفيلم الذي يحمل اسمها، دور الثمانية في مشاركتها الأولى بالنهائيات بينما تأهلت أيضا بنين غير المرشحة إلى دور الثمانية رغم عدم فوزها بأي مباراة في الوقت الأصلي.

وبدا أن تغيير موعد البطولة من يناير (كانون الثاني)، بعد سنوات من شكاوى من الأندية الأوروبية، إلى نهاية يونيو (حزيران) كان في صالح المسابقة، رغم أنه حدث بالمصادفة ولم يكن مخططاً له.

وكان من المقرر أن تبدأ البطولة في وقت مبكر عن ذلك، لكن تأجلت إلى نهاية يونيو لمنح اللاعبين فرصة للراحة بعد شهر رمضان وعيد الفطر.

كان هذا معناه وصول اللاعبين إلى البطولة وهم منتعشون على نحو معقول، عقب حصولهم على وقت للتعافي من الموسم الأوروبي، كما سمح للمباراة النهائية بالحصول على الاهتمام الكافي بسبب عدم وجود أي منافسات رسمية في كرة القدم حول العالم وقت إقامتها.

والجانب السلبي هو أن اللاعبين الذين يلعبون لأندية أوروبية سيكون أمامهم الكثير من العمل عند عودتهم لأنديتهم التي بدأت بالفعل فترة الإعداد للموسم الجديد منذ عدة أسابيع.

وتسعى المزيد من الدول الآن لجمع شتاتها من أجل العثور على لاعبين محتملين، مثل مدغشقر التي جندت لاعبين من الدرجات الأدنى في الدوري الفرنسي.

وأظهرت بعض الفرق نوعاً من الاستقرار لا يرتبط في المعتاد بكرة القدم الأفريقية، إذ احتفظت نيجيريا والسنغال بخدمات مدربيها جيرنوت رور وأليو سيسي على الترتيب رغم خروج الدولتين من دور المجموعات في كأس العالم العام الماضي.

ويتولى سيسي قيادة السنغال الآن منذ أربع سنوات، وهو أمر لا سابق له تقريباً في كرة القدم الأفريقية، وأثمر ذلك عن عودة المنتخب السنغالي إلى كأس العالم بعد غياب 16 عاماً ووضع حد لانتظار دام 17 عاماً من أجل الوصول إلى نهائي كأس الأمم.

وقال سيسي بعد تأهل فريقه للنهائي: "هذه ثمار فترة طويلة من الاستعداد.. هؤلاء اللاعبون بذلوا جهداً كبيراً لخمس سنوات كاملة والآن نجني ثمار العمل الشاق".

وبشكل عام اعتبرت المنشآت، بما في ذلك الإستادات، من الطراز الأول خاصة أرضية الملاعب، وهو شيء غير معتاد في أفريقيا.

وقال رور مدرب نيجيريا: "لدينا ملاعب جيدة وبالنسبة لي هذا أهم شيء.. من الممكن لعب كرة قدم جيدة على هذه الملاعب الرائعة في مصر، في كل مكان حتى ملاعب التدريب".

واتفق معه كالوشا بواليا قائد زامبيا السابق، وقال: "حضرت العديد من نهائيات كأس الأمم وهذه هي البطولة الأفضل على الأرجح على صعيد المنشآت".

ولسوء الحظ وجدت الجماهير في المعتاد صعوبة في دخول هذه المنشآت بسبب نظام معقد للتذاكر على الإنترنت قال كثيرون إنه "مليء بالمشاكل الفنية بالإضافة إلى القيود الأمنية المفرطة".

كما واجهت وسائل الإعلام معاناة إذ تلقى الصحفيون في المعتاد إرشادات متناقضة من أفراد أمن يقفون بجوار بعضهم بعضاً.

وأبلغ أحد حاملي تذاكر كبار الزوار رويترز بأن حافلته تعرضت للتفتيش من جانب الأمن خمس مرات في طريقها للإستاد من أجل المباراة النهائية.

وتسبب ذلك، إضافة للصعوبات التقليدية المتعلقة بالسفر، في إقامة أغلب المباريات في إستادات شبه خالية، وهي مشكلة مزمنة لم يتم حلها إلى الآن.

وقال بواليا: "هذا اتجاه يسبب الكثير من القلق.. ينبغي أن نفعل المزيد من أجل بيع التذاكر".