تعبيرية (أرشيف)
تعبيرية (أرشيف)
الأحد 21 يوليو 2019 / 21:13

قيم المؤسسات

العمل المؤسسي قائم على الشراكة بين جميع الأركان، حتى العميل يكون شريكاً في النجاح

كما أن للأفراد منظومة قيم تشكل شخصياتهم، فإن هذه القيم تكون جمعية جماعية حين يتعارف عليها وتترسخ قيماً للمجتمع. هذا أمر أقره علماء علم الاجتماع منذ ابن خلدون. علماء الإدارة ومنظرو التخطيط الاستراتيجي استثمروا هذا المنجز بالعمل على قيم المؤسسات.

إن المؤسسات الساعية إلى النجاح تخطط له، تضع رؤيتها ورسالتها وأهدافها وقيمها. تلك هي أركان التخطيط الاستراتيجي الحديث. القيم هي الأهم. لكن العناية المعطاة لها تحتاج إلى قناعة ودراسة. وهنا تأملات في مجموعة من القيم قرأتها في مؤسسات من هنا وهناك.

الأولوية قيمة أصيلة إدارياً وأخلاقياً، فمن يعطي الأولوية لأصحاب الأولوية فإنما يرسم خطى النجاح.
الإبداع مطلب أكيد، سنوات من العمل برتابة، وتقليدية وتكرار، تجعل كلمة السر في أي نجاح مرتقب هي الإبداع.
الثراء وليس الخواء. ثراء الجوهر وعمق المعرفة وأصالة الفكرة أركان أساسية ونقاط تقييم لأي عمل يسعى إلى ملامسة التأثير.

الجماعية هذا عصرها. لم تعد الفردية ميزة، فالكل ينهض بالكل، والجميع يتعاون في كل مراحل العمل من الفكرة إلى الاحتفال.

الحركية سمة هذا العصر، فلا ركود، ولا ثبات. حركية اجتماعية وثقافية يكون الأفراد فيها متغيرون، والثبات للمبدأ فقط.

الخدمية مفهوم ارتقى ليكون سعادة، فالسعادة تأتي من خدمة الآخرين، العطاء والبذل لهم. المشاريع لا تقوم للربح فقط. الخدمة أولاً.

الاستدامة قيمة وليست اشتراطاً، إدراكها يجعل أعمالنا ناجحة، ويطيل من عمر النجاح. ويقلل من الهدر، ويحفظ الموارد.

الذاتية محرك للعمل. إنها الذاتية حين تكون بلا نزعة فردية أو أنانية، ولكنها الذاتية بروح المسؤولية، تلك التي تجعل العجلة تتحرك.

الريادة صدق. فالرائد لا يكذب أهله. والمؤثرون يدخلون روادا ويخرجون أدلة. فقيمة الريادة قيمة صدق وهداية.
الزعامة ألا ترضى سوى بالصدارة، تلك قيمة نبيلة وفطرة أصيلة ومبدأ إداري مهم. ليست رؤية أنانية بل هي سعي للكمال.

الاستمرارية للمشاريع والمؤسسات ليست أبدية. لكنها ضرورية، فمن يبدأ دون أن يعرف غايته، ويعرف أين يكون غدا وبعد سنة وبعد عشر سنوات. سوف يضمن استمراريته.

الشراكة طريق للنجاح، وفق مبدأ أن أنجح وينجح الآخرون. العمل المؤسسي قائم على الشراكة بين جميع الأركان، حتى العميل يكون شريكاً في النجاح.

المصداقية هي ما يضمن النجاح وراحة الضمير معاً. بل المصداقية هي ما يقود إليهما معاً. تزيد المصداقية فتزيد فرص النجاح.

والانضباط حارس جيد للمدى الزمني والنطاق المكاني والهدف الاستراتيجي، لن تكون الفوضى خلاقة أبداً، فالانضباط سلوك الناجحين، وقيمة المبدعين.

التطوع خير، ومن تطوع فهو خير له. المشاريع العملاقة تنهض بروح التطوع، ليس لأن الموارد الأخرى قاصرة. ولكن لأن التطوع خير.