صحف عربية (أرشيف)
صحف عربية (أرشيف)
الإثنين 22 يوليو 2019 / 10:37

صحف عربية: إيران تستعدي العالم وتواصل السعي للحرب

24 - معتز أحمد إبراهيم

تصاعدت البلطجة الإيرانية في مياه الخليج بصورة لم تتوقف فقط عند الدول العربية، ولكن تخطتها لتصل إلى بريطانيا والولايات المتحدة.

ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، تتصاعد الرغبة في تشكيل تحالف دولي بحري للتصدي للإرهاب والبلطجة الإيرانية، في ظل الكشف عن اتفاقات سرية أبرمتها إيران مع قطر لكسب المزيد من الأموال تساعدها على تجاوز أزماتها الاقتصادية المتفجرة بسبب سياساتها الاستفزازية.

استفزازات إيران في الخليج
تطورات الموقف بالخليج دفعت بصحيفة العرب إلى التساؤل عن جدوى التحركات العسكرية الإيرانية، وهل الهدف منها هو اختبار القدرات العسكرية للخصم؟

وقالت الصحيفة إن "منسوب المناورة بين إيران من جهة وبريطانيا والولايات المتحدة من جهة أخرى ارتفع"، مشيرة إلى سعي إيران لمعرفة إلى أي مدى يمكن لها التحرك في الخليج من دون عقاب بطرق تتفادى إشعال الحرب، بدلاً من الاشتباك مع جيش أمريكي قوي.

وتوقعت الصحيفة دخول سلطنة عمان على المشهد كوسيط، قائلة إن "بعض الأوساط الاستراتيجية تتوقع أن يكون لمسقط دوراً في حث إيران على إطلاق هذه الناقلة الآن".

وأضافت أن "الأخطاء الاستراتيجية لإيران تتواصل في ظل سوء تقديرها السياسي لما يجري الآن، منبهة إلى سعي إدارة ترامب إلى إطلاق ما أسمته بجهد جديد لتكثيف مراقبة الشحن التجاري في الخليج وما حوله، والذي يتعامل مع كمية كبيرة من حركة النفط الدولية الآن".

تجاوزات إيران
وبدورها، أشارت صحيفة إنديبندنت عربية إلى نقطة الإشراف الدولي على الملاحة في الخليج ورغبة الولايات المتحدة الآن في تطبيق هذا الأمر، لافتة إلى وجود رأي عام دولي يدعو إلى ضرورة تشكيل تحالف لحماية حركة الملاحة في الخليج.

ونقلت الصحيفة عن مراقبين سياسيين قولهم إنهم يرون أهدافاً إيرانية أخرى لمثل هذا التصعيد الخطير، إذ تحاول طهران أن تظهر للولايات المتحدة وحلفائها أن طهران قادرة على الضغط واكتساب النفوذ ضد سياسة "الضغط الأقصى" التي تتبعها إدارة الرئيس الأمريكي، والتي شددت العقوبات الاقتصادية المفروضة ضد إيران منذ مايو(أيار) الماضي، مما جعل من الصعب على الإيرانيين تصدير النفط في ضربة شلت اقتصاد البلاد.

وقال الزميل لدى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى والمختص في شؤون الأمن والدفاع لإيران ومنطقة الخليج، فرزين نديمي إن "الحرس الثوري الإيراني يعتبر أنه يتمتع بأفضلية جغرافية متميزة لتنفيذ هذه الاستراتيجية"، موضحاً أن إيران تهيمن على الأجزاء الشمالية والشرقية من الخليج العربي ومضيق هرمز بأكمله، وهو ما يزيد من دقة المشهد بالخليج الآن.

رهائن هرمز
ومن جهته، قارن رئيس تحرير صحيفة الشرق الأوسط غسان شربل في مقال له، بين عربدة القوات الإيرانية في الخليج وأزمة الرهائن الأمريكيين التي تفجرت عقب الثورة الإيرانية، عندما احتجزت إيران البعثة الدبلوماسية الأمريكية في طهران عقب قيام هذه الثورة.

واستشهد بالآراء التي تدعو إلى التريث في علاج الأزمات الاستراتيجية، والتي ترى إنه يجب على الدول أن تكون عاقلة وحازمة كي لا تسارع إلى الانخراط في أي تصعيد يلجأ إليه جار مشاكس أو متهور.

وكما تطرق إلى حادث الاعتداء الإيراني على ناقلة النفط البريطانية الذي وثقته قوى الحرس الثوري الإيراني في فيديو خاص، وقال الكاتب إن "هذا الفيديو يطرح أسئلة كثيرة، أبرزها لماذا اختارت إيران ناقلة ترفع العلم البريطاني؟ وهل يتعلق الأمر بالإفراج عن الناقلة الإيرانية التي احتجزت في جبل طارق؟ وهل اختيار بريطانيا بالذات لأنها غارقة هذه الأيام في البحث عن خليفة لتيريزا ماي على وقع المخاوف من بريكست من دون اتفاق؟".

وأوضح أن كل الأسئلة السابقة تؤكد نية إيران للتصعيد الاستفزازي بلا توقف، وهو ما يزيد من دقة هذه الأزمة.

لماذا تبحث إيران عن الحرب
ولفت الكاتب محمد الساعد الكاتب بصحيفة عكاظ السعودية، إلى أن ما أسماه بالخشونة "البحرية" القائمة من خليج عُمان إلى مضيق هرمز تعتبر لعبة شطرنج سياسية أكثر تعقيداً مما يظهر منها الآن، مشيراً إلى أن هذه اللعبة تعتمد على أقصى درجات الذكاء والمكر بين الأطراف المتصارعة، وهي أقرب ما تكون للمشي على حافة السكين.

وقال إن "إيران تعيش حالة اقتصادية صعبة، مع تراجع المداخيل وتعاظم المصروفات على حروب عبثية في المنطقة وجماعات إرهابية تمولها"، وأضاف "حاولت إيران والدول الحليفة لها مواجهة العقوبات بوضع سلة من الاستثناءات، إلا أن ذلك سقط مع التشدد الأمريكي".

وكشف أن إيران عقدت اتفاقاً سرياً مع قطر، تقوم على ضوئه الدوحة ببيع جزء من الغاز في الحقول المشتركة لصالح إيران، وتزودها بالأموال على شكل فواتير مواد غذائية وألبان للتحايل على العقوبات، على أن يكون ديناً يتم تقسيطه أو حتى إعفاء طهران منه مستقبلاً، موضحاً أن تلك لعبة خطرة ولن تستمر طويلاً.