نعش القنصل التركي الذي قتل في أربيل.(أرشيف)
نعش القنصل التركي الذي قتل في أربيل.(أرشيف)
الإثنين 22 يوليو 2019 / 12:39

كيف ستردّ أنقرة على مقتل قنصلها في أربيل؟

إذا ثبت أن حزب العمال الكردستاني (PKK) هو من قتل القنصل التركي في أربيل، فمن شبه المؤكد أن تطلق أنقرة عملية انتقامية في العراق أو سوريا، ولن يكون أمام واشنطن سوى خيار الوقوف جانباً.

إذا وجهت التهم لحزب PKK، فإن استهداف مسؤول تركي سوف يعطي أنقره مبرراً لمهاجمة الحزب

إنه رأي عرضه، في موقع سيغما تركي، سونار كاغابتاي، مدير مركز الأبحاث التركية لدى معهد واشنطن، مشيراً إلى مقتل مسؤول تركي وشخصين مدنيين من سكان مدينة أربيل، عاصمة إقليم كردستان العراق، في حادث إطلاق نار، وقع في 17 يوليو(تموز) الجاري. وتوحي بعض المصادر في العراق بأن الهجوم نفذه عناصر من PKK، تنظيم مصنف على قائمة التنظيمات الإرهابية، وشن طيلة عقود حرباً متقطعة ضد الحكومة التركية. وإذا ثبتت تلك المزاعم، ستكون للحادث تبعات كبرى على السياسة التركية في الشرق الأوسط، وعلى علاقات أنقره بالولايات المتحدة.

ترتيب غير رسمي
ويشير الكاتب لتطوير تركيا علاقات وثيقة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني (KDP)، فصيل عراقي كردي رائد. وفي السابق، أمن هذا الحزب ترتيباً غير رسمي وافق من خلاله PKK على تجنب مهاجمة شخصيات تركية داخل مدن تخضع لسيطرة KDP، من بينها مدينة أربيل. وإذا كان PKK يقف وراء حادث إطلاق النار، فقد يعتبر KDP ذلك خرقاً لسيادته، وتهديداً لعلاقته مع تركيا.

و بل الهجوم، أعرب الحزب الديمقراطي الكردستاني عن قلقه على نحو متزايد من تنامي وجود PKK قرب سنجار على الحدود مع سوريا. فقد أنشأ الحزب ميليشيا عميلة هناك، سجلت ضمن قوات الحشد الشعبي العراقية. وفي الشهر الماضي، تعهد فرع تابع لحزب العمال الكردستاني أطلق على نفسه اسم قوات الدفاع الذاتي في جنوب كردستان، باستهداف أي وجود تركي في كردستان العراق. وفي ضوء تلك التهديدات، يحتمل أن يؤدي هجوم أربيل لتقارب أكبر بين أنقره وحزب KDP، في كل من العراق وسوريا.

كسر عظم
ويلفت الكاتب لتمكن تركيا من كسر ظهر PKK في الداخل التركي عقب سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة. وتبعاً له، سوف يتركز خيار تركيا الوحيد في إنزال عقاب جاد بحق الحزب، فقط في سوريا والعراق. ولدى PKK مقر رئيسي في شمال العراق على امتداد جبل قنديل. وبالإضافة له، تخضع مناطق واسعة في شمال سوريا لسيطرة وحدات حماية الشعب (YPG)، فرع لحزب PKK تعاون بشكل وثيق مع الولايات المتحدة في حربها على داعش.

ويرى كاتب المقال أنه في حال وجهت لـ PKK اتهامات باستهداف المسؤول التركي، لأصبح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عرضة لضغط من أجل اتخاذ موقف ضد التنظيم سواء في منطقة واحدة أو في كلا المنطقتين. ولكن من شأن ذلك أن يقوض محادثات جارية مع واشنطن في ما يتعلق بمقترح إقامة "منطقة آمنة" في شمال سوريا، وحيث يأمل مسؤولون أن تتوصل تركيا مع PKK/ YPG إلى شروط تعايش طويل الأجل.

تأجيل
ومن جهة ثانية، يرى الكاتب أن ذلك الهجوم قد يؤخر تطبيق تشريع أمريكي، مكافحة خصوم أمريكا عن طريق قانون العقوبات (CAATSA)، الذي يستهدف أنقره بسبب شرائها منظومة S-400 الروسية للدفاع الصاروخي. وقد لوح ترامب بأنه لا يتطلع، في الوقت الحالي، لمعاقبة تركيا وفقاً لـ CAATSA.

إلى ذلك، أكد وزير الخارجية التركي، في أعقاب الهجوم، أن مسؤولين يعملون مع السلطات العراقية للكشف عن الفاعل. وإذا وجهت التهم لحزب PKK، فإن استهداف مسؤول تركي سيعطي أنقره مبرراً لمهاجمة الحزب. وفي مثل هذا الوقت من العلاقات الثنائية المتأزمة، قد تشعر واشنطن بأنها مضطرة للتضامن والموافقة بدرجة ما على عمل انتقامي تركي في العراق أو في سوريا، سوف تترتب عنه آثار غير مؤكدة بالنسبة لوحدات YPG.