وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.(أرشيف)
وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.(أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 09:49

من الخليج إلى أمريكا اللاتينية.. مواجهة مفتوحة بين واشنطن وطهران

فيما تتبادل الولايات المتحدة وإيران الاتهامات بزعزعة الاستقرار العالمي، أرسل البلدان كبار ديبلوماسيهما إلى أمريكا اللاتينية.

ما إن حلَّ ظريف في كاراكاس، حتى حمَّل واشنطن مسؤولية إثارة اضطرابات ليس فقط في منطقة الخليج، بل أيضاً في أمريكا اللاتينية.

ووفق ما أشار إليه توم أو كونور، كاتب لدى مجلة "نيوزويك" الأمريكية، اختتم وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف زيارته الأخيرة لنيويورك ليلة الجمعة وغادر إلى فنزويلا، التي تدعم الجمهورية الإسلامية حكومتها الاشتراكية، رغم محاولات تحالف من دول تقودها واشنطن لتنصيب زعيم للمعارضة هناك.

وما إن حلَّ ظريف في كاراكاس، حتى حمَّل واشنطن مسؤولية إثارة اضطرابات ليس فقط في منطقة الخليج، حيث وقعت حوادث شملت طائرات دون طيار وناقلات نفط، وأدت لجر المنطقة إلى حافة الصراع، بل أيضاً في أمريكا اللاتينية.

وقال ظريف في تعليقات بثتها محطة "سي إن إن" إن مقاومة الشعب الفنزويلي ضد الولايات المتحدة شديدة الأهمية بالنسبة لشعوب العالم ولشعب فنزويلا. ودون تدخل الولايات المتحدة، يعرف الفنزويليون كيف يعيشون معاً، وكيف يتعايشون مع بعضهم.
  
علاقات متأزمة
وحسب كاتب المقال، بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الصفقة النووية لعام 2015، والتي أعفت طهران من عقوبات في مقابل موافقتها على الحد بشكل كبير من أنشطتها النووية، ساءت علاقات متأزمة أصلاً بين الولايات المتحدة وإيران. ووفقاً لتقارير عدة قدمتها الوكالة الدولية للطاقة النووية، التزمت إيران بالاتفاق، ولكن ترامب انسحب منه في مايو(أيار) 2018، متهماً إيران باستخدام أصول غير مجمدة لتمويل تنظيمات مسلحة، وتطوير برنامج صواريخها الباليستية- وهو ما نفته طهران مراراً.

ويشير الكاتب لإرسال الولايات المتحدة، بعد عام على انسحابها من الصفقة، أصولاً عسكرية إضافية إلى الشرق الأوسط لردع تهديدات متزايدة مصدرها إيران. وفي نفس الوقت، سعت واشنطن لإنهاء مواجهة سياسية طويلة في النصف الغربي من العالم عبر دعم انتفاضة دعت إليها المعارضة الفنزويلية قادها زعيم الجمعية الوطنية خوان غوايدو ضد الرئيس نيكولاس مادورو.

أزمة اقتصادية
ووفقاً لكاتب المقال، فشلت المحاولة في نهاية المطاف، وسارعت واشنطن لإلقاء اللوم على قوى خارجية كالصين وروسيا وإيران، والتي واصلت الاعتراف بمادورو كرئيس، ودعمت حكومته وسط أزمة اقتصادية اشتدت بسبب عقوبات أمريكية.

ومنذ ذلك الحين، دخلت فصائل فنزويلية معارضة في محادثات، وبدا أن الولايات المتحدة حولت تركيز سياستها الخارجية تجاه إيران، متهمة إياها باستهداف سفن تجارية تنقل النفط في خليج عمان، في وقت باشرت طهران تخصيب مخزوناتها من اليورانيوم المخصب متجاوزة مستويات حددتها الصفقة التي تخلت عنها واشنطن.

ولكن، يوم الجمعة الأخير، توجه أيضاً وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إلى أمريكا اللاتينية. وبعدما وصل إلى بوينس آيرس، جدد انتقاده للأنشطة الإيرانية في المنطقة. وعندما سئل حول نفوذ موسكو وبكين وطهران في كاراكاس، قال بومبيو لموقع "إنفو بي" الأرجنتيني: "نأمل بمغادرة جميع القوى الخارجية لفنزويلا"، بلد حاولت واشنطن توسيع وجودها فيه، فيما واصلت إيجاد سبل لتعزيز رحيل زعيم اعتبرته غير شرعي.

وفي وقت لاحق من يوم السبت، كتب بومبيو على تويتر "نريد للشعب الفنزويلي أن يتحكم بمصيره. ونعتقد أن ذلك سيكون هو الوضع الأفضل. وفي نهاية الأمر، أنا واثق من أن الشعب الفنزويلي سوف يستعيد بلده، وأنا مطمئن لمعرفتي بأننا وشركاءنا ملتزمون بالتصدي لتهديدات صادرة عن عناصر غير شرعية- منها إيران التي تهددنا جميعاً".

وضمن آخر المستجدات بشأن حالة الاضطراب في مياه الخليج، زعم ترامب، يوم الخميس، بأن البحرية الأمريكية أسقطت درون إيرانية بزعم مضايقة إحدى سفنها الحربية. وبعد ساعات منه، نشر الحرس الثوري الإيراني لقطات مصورة لدحض ما أعلنه الرئيس الأمريكي. كما استولت نخبة من الحرس الثوري على ناقلة بريطانية بحجة أنها أوقفت جهاز المستجيب أثناء عبورها خليج هرمز. وجاءت تلك الخطوة بعد أسابيع من استيلاء المملكة المتحدة على ناقلة نفط إيرانية بزعم أنها كانت تحاول نقل نفط إلى سوريا عبر مضيق جيل طارق، بما يمثل خرقاً صريحاً لعقوبات فرضها الاتحاد الأوروبي.