وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون الأوفر حظاً لتولي رئاسة الوزراء.(أرشيف)
وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون الأوفر حظاً لتولي رئاسة الوزراء.(أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 12:05

بوريس جونسون ...شخصية خارجة عن المألوف تستعد لدخول "10 دوانينغ ستريت"

من المتوقع أن يتم اليوم الثلاثاء انتخاب وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون رئيساً للحزب المحافظ الحاكم خلفاً لرئيسة الوزراء تيريزا ماي، مما يقربه من تولي منصب رئيس وزراء بريطانيا. وسيعلن الحزب عن نتيجة الاقتراع عبر البريد الذي شمل 160 ألف عضو بالحزب، عقب إجراء جولة إعادة بين جونسون ووزير الخارجية جيريمي هنت.

خلال عامين كوزير للخارجية، أزعج نظراءه الأوروبيين في بعض الأحيان: فقد شبه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بحارس سجن في الحرب العالمية الثانية، وفي أحيان أخرى، سحرهم

وفي مقال طويل عن شخصية جونسون الغريب الأطوار، تقول صحيفة "وول ستريت" جورنال" إن آخر عمل قام به كوزير للخارجية البريطانية هو جمعه مجموعة من الشخصيات الأوروبية البارزة في لندن و..تغيبه عن اللقاء.

فوضى ديبلوماسية
فبينما كانت مجموعة الوزراء تنتظر في مركز للمؤتمرات في لندن في الصيف الماضي، بدأت تتوالى الرسائل النصية: جونسون استقال للتو من الحكومة البريطانية احتجاجاً على تعاملها مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وقال آلان دنكان، الوزير في مكتب وزير الخارجية البريطاني الذي كان يحاول التعامل مع الفوضى الدبلوماسية "حسنا، هذه الأمور تحصل عادة، أليس كذلك؟". في حينه، ضحك مسؤولون أوروبيون، وأبدوا ارتياحهم لاستقالة جونسون.

لا يعرفون ماذا يتوقعون
ولكن جونسون يستعد للعودة هذا الأسبوع، وهذه المرة كرئيس للوزراء في بريطانيا. ويقول مسؤولون أوروبيون إنهم لا يعرفون ماذا يتوقعون.

وطوال حياته المهنية، بما في ذلك قيادته لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وولايته كوزير للخارجية البريطانية، أثبت جونسون أنه شخص لا يمكن التنبؤ بما يقوم به. لقد نجا من الفضائح، وواجه كل المصاعب ليصبح عمدة لندن وكذلك لتمرير الاستفتاء على ترك الاتحاد الأوروبي. ومع أنه مؤيد لترك أكبر كتلة تجارية في العالم، يقدم نفسه أيضًا باعتباره مؤيدًا للعولمة ومؤيدًا للأعمال.

إزعاج وإعجاب
خلال عامين كوزير للخارجية، أزعج نظراءه الأوروبيين في بعض الأحيان: فقد شبه الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند بحارس سجن في الحرب العالمية الثانية وشبه المحادثات التقنية لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بمبادلة ليغوس بالحلوى. وفي أحيان أخرى، سحرهم إذ يتذكر مساعدوه السابقون أنهم غرقوا بطلبات للقاءات ثنائية مع الرجل الذي أطلقوا عليه اسم "بوريس". وهو انخرط في مناقشات عميقة مع المسؤولين حول التاريخ اليوناني القديم ومارس ضغوطًا قوية في واشنطن للدفاع عن موقف الاتحاد الأوروبي من إيران.

بريكست
وكرئيس للوزراء، يعد جونسون بتوثيق العلاقات بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل خروج بريطانيا المقرر من الكتلة التجارية في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، يقول إنه يريد إعادة التفاوض بشأن صفقة الانفصال، على رغم تأكيد الاتحاد الأوروبي مراراً إن الاتفاق ليس لإعادة التفاوض.

وفي الأسابيع الأخيرة، أكد أن على الاتحاد الأوروبي أن يعي أنه مستعد للمضي قدماً في الخروج "دون اتفاق"، وهو ما يعتبر مدمراً اقتصادياً، إذا لم تقدَّم شروط طلاق أفضل. وصوّت البرلمان البريطاني سابقًا على منع هذا الانفصال المفاجئ مع الاتحاد الأوروبي، لكن في بروكسل يستعد المسؤولون للاضطرابات.

وتحدث وزير خارجية اللوكسمبورغ جان أسيلبورن عن خطط خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، قائلاً: "لا أعرف ماذا سيفعل الآن. إنه ممثل بالولادة. لكنك تعلم أن بريكست ليس لعبة".

كاريزما جونسون

وتقول الصحيفة إن موقف جونسون لامس وتراً حساساً لـ 160 ألف عضو من المحافظين الذين من المتوقع أن يختاروه كزعيم لهم اليوم الثلاثاء. ويشعر الكثير من هؤلاء بالاستياء لأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي لم يحصل حتى الآن، على الرغم من تصويت غالبية البلاد على المشروع في 2016. ويرغب هؤلاء في رؤية بريطانيا تنفصل عن الاتحاد الأوروبي وتكون حرة في التفاوض على صفقاتها التجارية ووضع قواعدها الخاصة.

وقال جاكوب ريس موغ، وهو مشرّع يقود كتلة من أصحاب الأصول الأوروبية في البرلمان البريطاني "بوريس لديه كاريزما للقيام بذلك".

ويتناقض الاسلوب التفاوضي لجونسون مع مقاربة الحكومة برئاسة تيريزا ماي والتي تتجنب المواجهة بشكل أساسي في محادثات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. ولم يعتقد مسؤولو الاتحاد الأوروبي قط أن ماي ستغادر الاتحاد الأوروبي في الواقع دون صفقة.