الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب (أرشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 12:00

لم يبق من خيارات لترامب تجاه إيران.. سوى الحرب

تتأرجح الأزمة القائمة بين واشنطن وطهران بين الحرب والدبلوماسية، حتى أن دونالد ترامب نفسه قال "إن الأمور بكل بساطة قد تتجه نحو هذا الخيار أو ذاك"، إلا أن الأكيد أن الاستراتيجية الأمريكية تبقى غير واضحة المعالم، وخيارات واشنطن باتت محدودة لوقف التصعيد القائم.

وقالت الخبيرة سوزان مالوني من مؤسسة بروكينغز للتحليل في واشنطن "وصلت إدارة ترامب إلى مفترق طرق بشأن ما عليها اتخاذه من قرارات"، وأضافت أن "ترامب يواصل اندفاعه في تطبيق سياسة العقوبات الأقصى على ايران، لكن هذه السياسة وفي خضم التوترات القائمة منذ 3 أشهر، لا تبعد شبح المواجهة العسكرية المباشرة".

ورداً على سؤال بهذا الشأن، لم يقدم ترامب جواباً مطمئناً للذين يطالبون بمزيد من الوضوح في إدارة إحدى أخطر الأزمات الدولية في الوقت الحاضر، واختصر موقفه بعبارة "الخياران يناسبانني"، مشيراً إلى مواصلة فرض عقوبات على إيران، لكنه في الوقت نفسه كرر الدعوات للحوار مع القادة الإيرانيين.

إلا أن القادة الإيرانيين رفضوا الدخول في حوار تحت الضغط، وتكررت الحوادث بين الطرفين في منطقة الخليج: إسقاط طائرة مسيرة، ثم هجمات غامضة على ناقلات نفط، ثم تبادل ضبط ناقلات نفط بين طهران ولندن.

واعتبرت سوزان مالوني أن إيران تحاول اختبار "الخطوط الحمر" الأمريكية، فالرئيس الأمريكي ذهب إلى حد القول أمس الإثنين "نحن مستعدون للأسوأ على الإطلاق"، لكنه في الوقت نفسه أكد على رغبته بتجنب تدخل عسكري في الخليج.

وكشف ترامب في يونيو(حزيران) الماضي، أنه ألغى في آخر لحظة توجيه ضربات عسكرية رداً على قيام طهران بإسقاط طائرة مسيرة أمريكية.

وذكرت المحللة في "مجلس أتلانتيك" للتحليل في واشنطن باربرا سلافين، أن هذه المواقف عكست صورة ضعف للولايات المتحدة، والخطورة تكمن في مواصلة الأحداث التي يمكن أن تودي إلى نزاع لا أحد يريده من حيث المبدأ.

والمشكلة بنظرها، أن دونالد ترامب وضع نفسه في وضع معقد عندما انسحب العام الماضي من الاتفاق النووي الموقع مع إيران عام 2015 والذي يمنعها من صنع قنبلة نووية، من دون أن يكون له تصور لما بعد هذا الانسحاب.

وتابعت أن "التصعيد الإيراني كان متوقعاً خاصة عندما تقرر في نوفمبر(تشرين الثاني) الماضي، وقف الاستثناءات التي كانت تتيح لإيران تصدير قسم من نفطها لعدد من الدول بينها الصين والهند".

ويعتبر العديد من الخبراء والدبلوماسيين أن طهران إنما تبغي من وراء هذا التوتر الحصول على نفحة أوكسجين اقتصادية لأن العقوبات الأمريكية تخنق البلاد فعلياً، وأضافوا أن إفساح المجال أمام إيران لتصدير بعض من نفطها أو عدم التشديد كثيراً في فرض العقوبات، يمكن أن يخففا من حدة الأزمة القائمة حالياً.

إلا أن واشنطن وجهت للتو إشارات معاكسة تماماً عندما اتخذت إجراءات عقابية بحق شركة صينية متهمة بمواصلة شراء النفط الإيراني، وهذا ما يدفع إليه دعاة التشدد الأقصى بوجه إيران داخل إدارة ترامب.

ومن جهتها تعتبر "مجموعة الأزمات الدولية"، أن استراتيجية ترامب بفرض الضغوط القصوى على إيران لم ينتج عنها حتى الآن سوى ارتفاع المخاطر إلى الحد الأقصى وتحقيق الحد الأدنى من النتائج، وأمام هذه الوقائع يواصل العديد من المراقبين التساؤل عن الهدف الذي يريد دونالد ترامب تحقيقه، خاصة وأنه سمح للسناتور الجمهوري راند بول بالاتصال بوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف.

هل سيمهد هذا الأمر للتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران وهو التعبير الذي يستخدمه ترامب؟ تقول سوزان مالوني إن "ترامب يعتقد ذلك لكنه واهم جداً إذا كان يعتقد أنه سيكون من السهل التوصل إلى اتفاق حول أمور شديدة التعقيد"، أما جواب باربرا سلافين فهو قاطع "الأمور سائرة نحو الفشل".

هل يكون الهدف ربما زيادة الضغوط بشكل متواصل لإضعاف النظام وربما إسقاطه كما يأمل بعض صقور إدارة ترامب؟، قد يكون بإمكان الولايات المتحدة تشديد العقوبات ضد الشركات الأجنبية التي تواصل الاتجار مع طهران، وتشديد الضغوط على البرنامج النووي المدني الإيراني الشرعي، وربما زيادة الضغوط على بعض الشخصيات مثل محمد جواد ظريف مثلاً، لكن كثيرين يعتبرون أن ذروة العقوبات تحققت مع إنهاء الاستثناءات بشأن بيع النفط الإيراني.

وتقول باربرا سلافين بهذا الصدد "لم يعد هناك الكثير من المجالات على الصعيد الاقتصادي"، وختمت سلافين بالقول "إذا كان الهدف الوحيد هو إضعاف إيران والقضاء على الاتفاق النووي، فسيعني ذلك تصرف إيران أكثر فأكثر كدولة مارقة".