الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 14:46

النظام الإيراني.. حان موعد السقوط

24 - إعداد - أحمد إسكندر

مصير الأنظمة الدكتاتورية والقمعية أصبح محسوماً لصالح الشعوب وباتت هذه المعادلة ثابتة في مجريات الأحداث التاريخية ويعد نظام الرجعية الدينية في طهران الأسوأ لرهانه على جهل الشعب واعتماده على الفكر الديني الغوغائي.

"إيران تواجه أزمة حصانة ويرتبط استمرار جرائم النظام ارتباطًاً مباشراً بالحصانة التي يستفيد منها مسؤولو النظام الإيراني في الداخل"

تسعى ديكتاتورية النظام الإيراني واللوبيات التابعة لها بمختلف ألوانها وأصنافها والمهادنون مع هذا النظام محاولة الهروب إلى الأمام بتحميل المعارضة الإيرانية وزر التحريض وإثارة الفتنة إلا أن الحقيقة المرة أنه طوال 4 عقود من "حكم العمائم" لا تتمتع إيران بالحرية ولا الديمقراطية.

ضغط دولي
تزامناً مع إقامة المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في ألبانيا بعث نواب من مجلس الشيوخ والكونغرس الأمريكي رسائل أبدوا بها دعمهم لجهود المعارضة الإيرانية.

وأشار نواب الكونغرس برسائلهم للمعارضة إلى أن التطورات الأخيرة أثبتت أن الدكتاتورية الحاكمة في إيران هي السبب الرئيس لزعزعة أمن المنطقة وفرض النظام الإيراني قبضته الحديدة وقمعه لأبسط الحقوق وانتهاك الإنسانية للشعب الإيراني للبقاء في سدة الحكم أسباب كافية للقضاء عليه.

ويثير النظام الإيراني الحروب باعتباره أكبر دولة راعية للإرهاب في العالم من خلال دعمه وتمويله للمنظمات الإرهابية وطوال العقود الأخيرة عمل على زعزعة الأمن والاستقرار الدوليين وضحية الرئيسية أجيال من الشعب الإيراني عانت تحت نظام استبدادي قمعي.

احتجاجات
مع تزايد الضغوط الدولية على النظام الإيراني باشرت الجاليات الإيرانية تنظيم تظاهرات وتجمعات في المملكة المتحدة، وأمريكا، وفرنسا، وألمانيا، للتعبير عن دعمها للاحتجاجات الشعبية المستمرة والإضرابات في الداخل الإيراني بإشراف من أحزاب متعددة والمدافعين عن حقوق الإنسان وشخصيات معارضة بارزة في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.

ودعت الاحتجاجات حكومات تلك الدول إلى تبني سياسة حازمة تعترف بالطموحات الديمقراطية للشعب الإيراني تقوم على التعددية ووقف نشر الحروب ومشاريع التسلح النووي وتصدير الإرهاب والتطرف الإسلامي الذي يدعمه النظام الإيراني.

وتأتي هذه المظاهرة في الوقت الذي أصبحت فيه قضية إيران مصدر قلق دولي كبير مع تصعيد النظام الإيراني أجواء التوتر في المنطقة.

اقتصادياً

استمراراً لخط توجيه الضغط الأقصى على النظام الإيراني ومنعه من مغامرة الحصول على السلاح النووي، أعلنت الحكومة الأمريكية عن عقوبات جديدة استهدفت ضرب شبكة دولية يستخدمها من أجل شراء وتهريب المعدات والمواد النووية وعلاقة وثيقة بطبيعة الانتشار النووي والتهريب.

وشكل إعلان وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات الجديدة ضد 5 أفراد و7 شركات تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني وقضايا الانتشار النووي صفعة جديدة للمساعي الخامنئية بالتسلح النووي.

وأعلن مكتب مراقبة الأصول الخارجية "O.F.A.C" في وزارة الخزانة الأمريكية أن النظام سعى للعمل ضمن شركات وهمية للتغطية مساعيه لتجهيز المواد الحساسة من عناصر محظورة في البرنامج النووي الإيراني.

وقال وزير الخزانة الأمريكية استيو منوتشين إن "النظام الإيراني لا يمكن أن يدعي حسن النية في الساحة الدولية، بينما يواصل شراء وتخزين المنتجات لأجهزة الطرد المركزي".

وتحدث المستشار الأمني للبيت الأبيض جون بولتون عن جولة جديدة من العقوبات الأمريكية مشيراً إلى أن أحد أسوأ الأخطاء التي أحدثها الاتفاق مع النظام الإيراني هو "السماح للنظام الإيراني بتطبيق برنامج لتخصيب اليورانيوم".

داخلياً
في الداخل الإيراني أفادت تقارير نقلت عن أعضاء في المعارضة الإيرانية أن الاحتجاجات والإضرابات من قبل مختلف شرائح المواطنين الإيرانيين ضد النظام متواصلة وآخذة في الارتفاع.

وذكرت التقارير أنه تم خلال الأسبوع الماضي تنفيذ 11 حركة احتجاجية في طهران وغيرها من المدن الإيرانية في ظل إجراءات قمعية يستخدمها النظام الإيراني من اعتقالات والفصل التعسفي عن العمل في محاولة للحيلولة دون اتساع نطاق الاحتجاجات.

ونظم مراقبو الزراعة الذين قدموا من جميع انحاء البلاد إلى طهران تجمعاً احتجاجياً وتجمعات أخرى من قبل متقاعدي حكوميين ومدنيين في شيراز وجابهار وكجساران وشهدت محافظة خوزستان اقوى الاحتجاجات المطالبة بإسقاط النظام الإيراني.

مجزرة 1988
وتتزامن الاحتجاجات أخيراً مع الذكرى الواحدة والثلاثين لنهاية حرب الثمان سنوات مع العراق التي ضغط المجلس الأعلى للثورة الإيرانية على النظام الإيراني للقبول بالتهدئة فيما عرف "حركة السلام" التي قادتها منظمة مجاهدي خلق.

وفي المؤتمر العام السنوي الذي عقد هذا العام في للمعارضة الإيرانية في ألبانيا قدمت منظمة مجاهدي خلق للعالم شهادات حية لناجين من المجزرة في محاكمة نقلها الإعلام العالمي ووثقها المتابعون والمشاركون في المؤتمر في خطوة انتصاف ودعوة للعدالة والقصاص العادل لقوات المجاهدين التقدمية التي لم يسمح رسمياً لها بالنشاط والفعالية وتعرضت للاستهداف من قبل مكاتب خامنئي وهيئاتها مع قوات ما يسمى بحزب الله التي نفذت مجزرة 1988 وأسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من مناصري المعارضة الإيرانية (قوات المجاهدين التقدمية).

ونشر موقع المجلس الأعلى للمعارضة الإيرانية "منظمة مجاهدي خلق" شهادات حية عن معاناة السجناء الذين تم اعتقالهم ابتداء على أساس الشبهة وكانت التحقيقات معهم تستغرق دقائق فقط إن لم يقدم فيها المتهم توبته موثقة بالصوت والصورة ويعلن مقاطعته للمعارضة.

وأشارت منظمة العفو الدولية في تقريرها الصادر في أبريل (نيسان) 2019 عن التوجهات والحريات في إيران "إيران تواجه أزمة حصانة ويرتبط استمرار الجرائم في إيران ارتباطاً مباشراً بالحصانة التي يستفيد منها مسؤولو النظام الإيراني في الداخل".

ونوهت المنظمة إلى أنه بسبب هذه الحصانات التي يمنحها نظام ولاية الفقيه لأتباعه وتكثيفه لممارسات القمع داخلياً ولمعارضيه على الساحة الإقليمية والعالمية، أدى إلى تفاقم سياسة تصدير الإرهاب ونشر الحرب التي يتبعها هذا النظام. في كل مكان.