زعيم حزب المحافظين البريطاني ورئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون (ارشيف)
زعيم حزب المحافظين البريطاني ورئيس الوزراء الجديد بوريس جونسون (ارشيف)
الثلاثاء 23 يوليو 2019 / 17:41

بوريس جونسون.. صحافي صعدت به لعبة تغيير المواقف

24 - إعداد - أحمد إسكندر

انتخب بوريس جونسون، الثلاثاء، زعيماً لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا ورئيساً جديداً للوزراء خلفاً لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريز ماي، ليضطلع بمهمة تنفيذ تعهده بانفصال البلاد عن الاتحاد الأوروبي بعد 3 أشهر حتى إن حدث ذلك دون اتفاق.

وعلى مدى الشهر الماضي تجول جونسون ومنافسه وزير الخارجية جيريمي هنت في البلاد سعياً للفوز بأصوات أقل من 200 ألف عضو بحزب المحافظين سيختارون زعيماً بريطانياً جديداً.

حياته
ولد بوريس جونسون عام 1964 في نيويورك، وانتقل والداه إلى بريطانيا وهو طفل صغير ودرس في كلية إيتون كوليج الشهيرة، وأظهر ميلا إلى دراسة اللغة الانجليزية والآداب الكلاسيكية.

ودرس الآداب القديمة في أوكسفورد، وانتخب رئيساً لاتحاد الطلبة عام 1984 وبدأ جونسون حياته العملية صحفياً في "ديلي تلغراف" ثم أصبح مراسلها للاتحاد الأوروبي، ونائباً للمدير، قبل أن يصبح مديراً لصحيفة "سبيكتيتور في1991.

وتزوج جونسون زوجته الأولى، أليغرا موستين أوين، عام 1987، وانفصل عنها عام 1993، ليتزوج المحامية، مارينا ويلر، وينجب منها ثلاث بنات.

عمله
مسيرته الصحافية وشهرة ففتحت له باب العمل السياسي ليُنتخب عام 2001 نائباً في مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين.

وأقيل جونسون من صحيفة التايمز بعد اتهامه بعدم الدقة في نقل التصريحات، كما فُصل من منصب الناطق باسم حزب المحافظين عام 2004، بسبب كذبه بشأن علاقاته النسائية، ولكن هذه المصاعب كلها لم تقض على مستقبله السياسي، مثلما فعلت مع غيره.

واستطاع أن يواجه العواصف التي اعترضت طريقه، ويتغلب عليها، بفضل بلاغته وقدرته على اللعب بالكلمات وتغيير المواقف الحرجة والصعبة لصالحه في كل مرة.

وعين جونسون عام 2004 وزيراً للدولة مكلفاً بالفنون، ثم اضطر إلى الاستقالة، بعد انكشاف علاقته الغرامية مع بترونيلا وايت، ولكنه عاد إلى الحكومة عام 2005، في منصب وزير للدولة مكلف بالتربية.

وألف بوريس جونسون العديد من الكتب، من بينها كتاب عن حياة رئيس الوزراء البريطاني السابق، ونستون تشرتشل، وكتاب عن تاريخ روما، وآخر عن مدينة لندن.

الخارجية
عينته رئيسة الحكومة البريطانية السابقة تيريزا ماي، وزيراً للخارجية في عام 2016 واستقال في 2018 احتجاجاً على سياستها في ما يتعلق بتدبير ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وكان جونسون مرشحاً لرئاسة الوزراء بعد ديفيد كاميرون عام 2016 لأنه القائد الأبرز في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه انسحب في آخر لحظة، بعدما تخلى عنه زميله، وزير العدل مايكل غوف، ورشح نفسه لكنه خسر في نهاية المطاف.

واكتسب بوريس جونسون شهرة كبيرة وكثيراً من الأنصار عندما كان رئيساً لبلدية لندن، وبعدما تزعم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، توقع المراقبون توليه منصب رئيس الوزراء، وقيادة حزب المحافظين، بعد استقالة ديفيد كاميرون.

ولكنه في المقابل، اكتسب خصوماً ومعارضين ينتقدون مواقفه وتصريحاته المثيرة، ويرون أنه غير جدير بتولي المناصب العليا في الدولة، فقد وصفه نائب رئيس الوزراء السابق نك كليغ، بأنه "دونالد ترامب، مع قاموس".

تصريحات مثيرة
عرف عن بوريس جونسون تصريحاته المثيرة، وميله إلى الدعابة وتوجيه النقد الحاد، وهو ما جعل كثيرين يصابون بالدهشة بعد توليه وزارة الخارجية في حكومة ماي.

ومن أبرز التصريحات المحرجة لرئيس الوزراء الجديد، تلك التي قال فيها إن "أصول الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الكينية، جعلته يكره تراث بريطانيا وتاريخها".

وشبه جونسون المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية هيلاري كلينتون، "بممرضة سادية تعمل في مصحة للأمراض العقلية".

مشروع هتلر
وفي خضم حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، وصف جونسون الاتحاد الأوروبي بأنه "مشروع زعيم النازية، أدولف هتلر"، الذي حاول، على حد تعبيره، "إنشاء دولة أوروبية واحدة".

واشتهر جونسون بالإثارة والاستعراض في عمله السياسي منذ أن انتخب رئيساً لبلدية العاصمة لندن عام 2008، وكان من بين أهم قرارته منع المشروبات الكحولية في وسائل النقل العام.

وكان له خلال رئاسة بلدية لندن السابق، دور كبير في نجاح الألعاب الأولمبية عام 2012، التي حرص على أن تكون من أنجح الدورات في تاريخ الألعاب.

عُرف عنه مظهره الملفت للانتباه واستخدام دراجته الهوائية، كما أنه طرح مشروعاً ضخماً لتشجيع استعمال الدراجات في لندن، ليشجع نحو 90 ألف شخص على استعمال الدراجة في الذهاب إلى العمل وقضاء مصالحهم.

الانفصال

شكل ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي تحدياً لرئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي وأطاح بها من رئاسة الحكومة في حين قدم بوريس جونسون نفسه باعتباره منقذ عملية بريكست، وهو يستعرض حزمه مردداً "حيث هناك عزيمة، يكون هناك حل". وقارن حل مشكلات بريطانيا بعد بريكست بنزول أول إنسان على القمر.

تلقى جونسون دعماً خلال مسيرة نحو منصب رئيس وزراء بريطانيا بدعم منافسة ورئيسة سابقة لمجلس العموم هي أندريا ليدسوم وقالت لهيئة الإذاعة البريطانية "بي.بي.سي" "هو الأقدر على إخراجنا من الاتحاد الأوروبي في نهاية أكتوبر.

ويقول جونسون، الذي سبق له تولي رئاسة بلدية لندن ووزارة الخارجية، إنه سيُخرج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بحلول 31 أكتوبر تشرين الأول سواء تم التوصل إلى اتفاق مع بروكسل بشأن تسهيل عملية الخروج أم لا، وهو ما قد يشعل خلافا مع البرلمان.

الملف الإيراني
أثارت تصريحات بوريس جونسون الرافضة لمساندة الولايات المتحدة حالياً إذا شنت عملاً عسكرياً ضد إيران، ردود فعل قوية، مع توقع البعض بعدول جونسون عن تصريحاته وتغييرها في حال توليه رئاسة الوزراء في بريطانيا.

وأدلى جونسون بتصريحاته في وقت تشهد فيه العلاقة بين بريطانيا وإيران توتراً حاداً إثر محاولة الأخيرة السيطرة على ناقلة نفط بريطانية، بعد احتجاز السلطات البريطانية في جبل طارق لسفينة إيرانية كانت متجهة نحو سوريا في انتهاك للعقوبات الأوروبية المفروض.

وكانت مجلة "نيوز وويك" الأمريكية، ذكرت في تقرير لها، أن تاريخ جونسون معروف بالازدواجية السياسية يشير إلى أنه يمكن أن يغير لهجته الخاصة بإيران بمجرد توليه منصب رئيس الوزراء.

وأكدت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها، أن الجهود الدبلوماسية البريطانية أحادية الجانب لنزع فتيل الأزمة الإيرانية فشلت فشلاً وتشير الصحيفة، إلى أن الدبلوماسية البريطانية لم تفلح إلى الآن في إطلاق سراح المعتقلة البريطانية من أصول إيرانية نازانين زاغاري راتكليف في سجون طهران منذ 3 أعوام، وذلك يضع علامة استفهام كبيرة حول كيفية الطريقة التي سيتعامل به بوريس جونسون مع النظام الإيراني خلال المرحلة القادمة.

روسيا وسوريا
شكل تبديل رأي جونسون حيال اثنت ين من القضايا الأبرز والأكثر خطورةً علامة فارقة، تحديداً موقفه من الحرب الأهلية السورية والحرب الباردة الجديدة مع روسيا بوتين.

أشار جونسون إلى ضرورة عقد صفقات معها (روسيا) في مقالات صحافية له سبقت تعيينه غير المتوقع في منصب وزير الخارجية، وتحدث في حينه عن ضرورة "وضع عقلية الحرب الباردة جانباً". ورحب جونسون بعد ذلك، بطريقة انضمام المقاتلات الروسية إلى مهاجمة المقاتلين في سوريا إلى جانب قوات الرئيس السوري بشار الأسد.

ويمثل رئيس الوزراء البريطاني المقبل شخصاً شديد الحماسة للمواجهة، ودعا سابقاً الحشود للتظاهر أمام السفارة الروسية احتجاجاً على قصف الكرملين لمدينة حلب كما أنه أطلق مبتهجاً الاتهامات بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لارتكابه جرائم حرب.

وصرح جونسون علانية أنه ليس من المعجبين بالأسد الذي وصفه بـ"الدكتاتور المتوحش" الذي يقصف شعبه بالبراميل المتفجرة، وبأن سجون بلاده تغص بالمعارضين الخاضعين للتعذيب.