تجمع لمناصري إيران في أفريقيا (أرشيف)
تجمع لمناصري إيران في أفريقيا (أرشيف)
الأربعاء 24 يوليو 2019 / 00:24

القارة السمراء.. مسرح دموي جديد للأذرع الإيرانية

في خضم الأحداث التي تشهدها المنطقة من أزمة ناقلات النفط واستمرار الصراع المسلح في سوريا، لا تألوا إيران جهداً في الاستثمار بمناطق مختلفة من القارة الأفريقية، قد تراها مستقبلاً نقاط قوة يمكن تحويلها إلى منافذ لإشعال النزاعات المسلحة من أجل إنشاء مجموعات مسلحة تنشر تعتمد عليها طهران في دعم أجدتها.

ويمكن للمتابع في الشؤون الإيرانية خلال العقود الماضية، الانتباه إلى أن الحرب الأهلية في لبنان التي اندلعت في أواخر السبعينيات، من أبرز نتائجها كان انتشار لعدد كبير من الموالين لإيران ولخطها السياسي - الديني، في مناطق متعددة من أفريقيا، من بينها كينيا وزيمبابوي ونيجيريا والكاميرون والسنغال والصومال وجيبوتي وجنوب أفريقيا، الأمر الذي ساعد على تغلغل العقلية الإيرانية في تلك المناطق الغنية بالموارد الطبيعية.



وما انطلاق ما سمي "الثورة الإسلامية" في إيران، رأت طهران أن استغلال ورقة الدين قد تكون العامل الأكثر ربحاً في محاولة أدلجة الشباب الشيعي كان يكون بنادق بين أيديها، وكان لنجاح مشروع تشكيل وتقوية ميليشيا حزب الله في لبنان دليلاً كانت طهران تحتاج إليه من أجل استنساخ المشروع نفسه في الدول الأفريقية للإمساك بعنق السلطات تحت تهديد السلاح والأزمات.



وفي حين قد يبقى العامل السياسي هو الأسهل لإدارة رؤوس السلطة، إلا أن الورقة الاقتصادية تبقى الأعظم بالنسبة لإيران التي تدرك مسبقاً أن عقوبات اقتصادية وتشديد على التعاملات المصرفية من بين العديد من القرارات الأخرى ضدها ستكون لها بالمرصاد.



وعليه، فإن نيجيريا تشهد اليوم تحركات مشبوهة عدة تعمد إلى تخريب الاقتصاد والاستئثار بالسلطة داخل هذه الدولة التي تعتبر من أهم الدول المنتجة للنفط في القارة.

وما بدر من الجماعات الموالية لإيران في هذه الدولة الأفريقية خلال السنوات الماضية، يؤكد خلوها من أي غاية سوى تدمير النظام السياسي كي تسلم الدولة مفاتيحها للنظام الملالي، ويتربع على لائحة تلك الجماعات، تلك المعروفة باسم "جماعة الزكزاكي" التي لا تنفك تحاول اختلاق الأحداث الأمنية واستهداف قوات الأمن لبسط سيطرتها على الدولة.



وتعود تسمية تلك المجموعة إلى رجل دين شيعي إبراهيم الزكزاكي، الذي تم اعتقاله عام 2015 في نيجيريا على خلفية نشاطه الإرهابي والداعي إلى القتل والانقلاب، بمعية من النظام الإيراني الذي استغل الوضع الاقتصادي للشباب وهيمن على الدراسات الدينية والعلمية من أجل استقطاب أكبر عدد من الموالين له للعمل على نشر "الثورة الإسلامية الإيرانية" أينما حلت.

وكانت وسائل إعلام ذكرت سقوط 7 قتلى أمس الإثنين بعد أن غرر نظام الملالي بهم للاشتباك مع عناصر الشرطة في نيجيريا، الأمر الذي شكّل حلقة جديدة في النزاع الذي تحاول إيران استغلاله مع تزايد الضغوطات عليها بسبب أزمة الملف النووي وعدم رضوخها للدخول في مفاوضات جديدة.