الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.(أرشيف)
الأربعاء 24 يوليو 2019 / 12:15

ترامب يستعد لولاية ثانية بخفض الإنفاق

24- زياد الأشقر

كتب ديفيد أي. غراهام في مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، أن الرئيس دونالد ترامب أعطى توجيهاته إلى مساعديه للاستعداد لإحداث تخفيضات كبيرة في الموازنة في حال فاز بولاية رئاسية ثانية.

يريد جداراً طويلاً وجميلاً وجيشاً كبيراً ، وكلاهما يحتاج إلى إنفاق أكثر وليس أقل

وقال خمسة أشخاص شاركوا في نقاش هذه المسألة، إن ذلك يعكس بشكل دراماتيكي الإنفاق الضخم الذي تبناه ترامب في الأشهر الثلاثين التي أمضاها في البيت الأبيض.
 
ما هدف الولاية الثانية؟ 
ويلفت مستشارو ترامب إلى أنه سيكون في وضع أفضل للحد من الإنفاق وتقليص أو إلغاء بعض الوكالات بعد العام المقبل، خصوصاً إذا استعاد الجمهوريون السيطرة على مجلس النواب. ولكن الكاتب يلفت إلى أنه "إذا كان ترامب يفكر حقاً في إجراء تخفيضات كبيرة في فترة ولايته الثانية، فسيكون ذلك غريباً جداً. لكن فكرة التحول الجاد نحو اعتماد مالية محافظة بعد 2020، بصرف النظر عن مدى احتمال حدوثها، تثير تساؤلاً أكبر: ماذا سيكون بالضبط الهدف من الولاية الثانية لترامب".

ولاحظت صحيفة "واشنطن بوست" أن وزير المالية يتفاوض حالياً على زيادة سقف الدين كي يتيح المجال أمام الولايات المتحدة لمزيد من الاقتراض. وبخلاف آراء سياسيين ديماغوجيين (بينهم ترامب) في الماضي، فإن هذا الإجراء لن يؤدي إلى زيادة الإنفاق. لكن هناك صقوراً ماليين يعملون في الوقت الإضافي في الإدارة، بينهم رئيس فريق الموظفين بالوكالة ميك مولفاني، ويبدو هذا وكأن ترامب يسايرهم أو كأنه محاولة لزرع فكرة التخفيضات في وعي الرأي العام.

الأولويات وخفض الموازنة
واعتبر أن المشكلة هي أن أياً من الأولويات التي وضعها ترامب لا يتماشى حقاً مع تخفيض الموازنة. هو يريد جداراً طويلاً وجميلاً وجيشاً كبيراً وجميلاً، وكلاهما يحتاج إلى إنفاق أكثر وليس أقل. قد لا يكون ترامب ديمقراطياً مثل روزفلت، بالضبط، لكنه يبدو أيضاً أنه ليست لديه أي خلفية إيديولوجية محددة بالنسبة لتقليص إنفاق الحكومة أو أهمية العجز. وكان أكثر من سعيد بتمديد العجز من طريق التخفيضات التي أحدثها عام 2017.

ولفت إلى أنه من الصعوبة بمكان الحسم بما إذا كان ترامب يريد إجراء تخفيضات حادة. فالاعتمادات المالية، التي تشكل ما يقرب من نصف الموازنة الفيديرالية، بشعبية كبيرة، وفق ما اكتشف كل رئيس حاول تقليصها. والأهم من ذلك، أن ترامب وعد خلال حملة عام 2016، بعدم خفض الاعتمادات. وعلى رغم أنه قد يغير رأيه في ذلك، فمن المحتمل أن يكون هذا تصرفاً غير حكيم من الناحية السياسية، لأن ناخبيه ربما يكونون مع هذه الاعتمادات، أكثر مما هو أي رئيس جمهوري عادي.

تصريحات عنصرية
وقال الكاتب إنه إذا لم يكن ترامب يرشح نفسه لولاية ثانية كي يفرض انضباطاً مالياً على الأمة، فما هي الجدوى من بقائه ولاية أخرى في البيت الأبيض؟، لافتاً إلى أن الرئيس لم يضع حتى الآن برنامجاً حقيقياً للسنوات الأربع المقبلة، على رغم أنه أشار في الأيام العشرة الأخيرة إلى أنه يعتزم تركيز حملته على التصريحات العنصرية وزرع الإنقسام بين الأمريكيين.

وقد يكون أحد الأسباب هو أن الكثير من جدول أعمال ترامب في الولاية الأولى غير مكتمل. عندما ترشح لمنصب الرئاسة، وعد بتجفيف المستنقع، وبناء الجدار وكسب الحرب التجارية، وإلغاء قانون أوباما كير للرعاية الصحية، وتعيين قضاة محافظين، واستبدال اتفاق التجارة الحرة "نافتا"، والتوقف عن سياسة الركوب بالمجان مع الحلفاء، والوقوف أمام أعداء أمريكا. فقد حقق ترامب نجاحاً كبيراً في إعادة هيكلة القضاء. لكن ما تبقى من جدول أعماله بقي عالقاً. فالجدار لم يشيد والحرب التجارية لا تزال مستمرة. وإلغاء أوباما كير بات ميتاً، واستبدال النافتا باتفاق آخر دخل عالم النسيان. ومعظم الحلفاء حتى الآن لم يرفعوا موازناتهم الدفاعية إلى الحد اللازم. وأضاف أن التوجه التصالحي نحو كوريا الشمالية يشير إلى القبول بنووية بيونغ يانغ، وهو توجه يجري اعتماده حيال إيران.