(أرشيف)
(أرشيف)
الجمعة 2 أغسطس 2019 / 16:11

إنهاء معاهدة الأسلحة النووية المتوسطة.. عودة إلى الحرب الباردة

مثلت معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى "آي إن إف" الموقعة في 1987 والتي أعلنت واشنطن وموسكو رسمياً التخلي عنها، اليوم الجمعة، متبادلين الاتهامات بالمسؤولية عن ذلك، إحدى المعاهدات الكبرى لنزع التسلح المبشرة بنهاية الحرب الباردة.

وعند توقيع المعاهدة من الرئيس الأمريكي رونالد ريغان ونظيره السوفياتي ميخائيل غورباتشيف في واشنطن، وصفت بـ"التاريخية" وفاتحة عهد جديد في العلاقات بيت الكتلتين الشرقية والغربية.

تعهد تاريخي
ومع أنه كان قد تم إبرام معاهدات من قبل مثل اتفاقية الحد من الأسلحة الاستراتيجية "سالت 1" في 1972 و"سالت 2" في 1979 للحد من القاذفات الجديدة للصواريخ البالستية. فإن معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى، مثلت تعهداً من القوتين العظميين للمرة الأولى بتدمير فئة كاملة من الصواريخ النووية.

ونصت المعاهدة على تدمير الصواريخ التي يتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر في السنوات الثلاث التالية لدخولها حيز التنفيذ.

ونصت في الإجمال على تدمير 2692 صاروخاً تم تدميرها قبل 1991، أي كل الصواريخ المتوسطة المدى تقريباً، وهي تشكل أكثر بقليل من 4% من مجموع الترسانة النووية للبلدين في 1987.

إجراءات صارمة
ومن النقاط الجديدة التي وردت في المعاهدة وضع إجراءات للتحقق من عمليات التدمير في كل دولة، من قبل مفتشين من الدولة الأخرى.

وبين الصواريخ الأمريكية التي تقضي المعاهدة بتدميرها، صواريخ "بيرشينغ 1 ايه" و"بيرشينغ 2" التي كانت محور أزمة الصواريخ الأوروبية في ثمانينات القرن الماضي.

وهذه الأزمة التي تلت نصب الاتحاد السوفياتي صواريخ نووية "اس اس-20" موجهة إلى العواصم الأوروبية، رد عليها حلف شمال الأطلسي بنشر صواريخ "بيرشينغ" في أوروبا موجهة إلى الاتحاد السوفياتي.

ذروة الحرب الباردة
في 1983، وبعد عام على توليه منصبه، تهجم الرئيس ريغان على الاتحاد السوفياتي ووصفه بأنه "امبراطورية الشر". كانت الحرب الباردة في ذروتها بعد عقد السبعينات الذي ساده بعض الانفراج بين الكتلتين.

لكن وصول ميخائيل غورباتشيف إلى السلطة في 1985 شهد بدء عهد جديد اتسم باتباع سياسات البيريسترويكا (إعادة الهيكلة) التي شكلت بداية انفتاح الاتحاد السوفياتي على الحوار مع الولايات المتحدة.

واحتاج الأمر إلى ثلاث قمم بين غورباتشيف وريغان بين 1985 و1987 للتوصل إلى توقيع معاهدة الحد من الصواريخ النووية المتوسطة المدى.

انسحاب واتهامات
وانسحبت واشنطن رسمياً من هذه المعاهدة الجمعة متهمة موسكو بانتهاكها وبأنها "المسؤولة الوحيدة" عن هذا "الفشل".

في المقابل عزت روسيا نهاية المعاهدة إلى "مبادرة" الولايات المتحدة، وجددت اقتراحها عدم نشر صواريخ تحظرها المعاهدة إذا قامت واشنطن بالأمر ذاته.