من موقع انفجار معهد الأورام في مصر (أرشيف)
من موقع انفجار معهد الأورام في مصر (أرشيف)
الثلاثاء 6 أغسطس 2019 / 21:00

الإخوان السفاحون…. لم يرحموا المرضى

مصر تحارب الإرهاب الإخواني نيابةً عن كلّ العالم، ويدّ الله مع يد المصريين في تلك الحرب الشرسة التي نثقُ أن النصر فيها قد اقترب

شكراً لكريم المنبت والأخلاق ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة سمو الشيخ محمد بن زايد، على دعمه المعهد القومي المصري الأورام بمبلغ هائل من أجل ترميمه وإعادة تشغيله، بعد فاجعة التفجير التي جرت بالأمس بإيعاز من جماعة الإخوان الذميمة وبيد أحد ذيولها: حركة حسم الإرهابية. والشكر موصول لخالد الذكر الشيخ زايد آل نهيان، طيّب الله ثراه، وجازاه خيراً بعدد أفئدة شعب مصر، لأنه أوصى أولاده بمصر خيراً، ولم ينسوا وصيته أبداً.

وماذا نقول عن فاجعة اليوم؟! يا قلمُ جُدْ عليّ بما أكتب. فالحلقُ جافٌّ والقلبُ مصدوعٌ واللسان حائرٌ لا يجد من الكلمات ما يُهدئ الحَزَن. حتى الفقراء يا ربُّ، الذين لا يجدون كفافَ يومهم؟! وحتى مرضى السرطان من الفقراء؟! وماذا حين يجتمع المرضُ بالفقر؟ وماذا حين يكون المرضُ هو السرطان، والفقرُ هو العوزُ والجدبُ؟! حتى الأطفال يا ربُّ الذين فتك السرطانُ بطفولتهم، وبالكاد يتلقّفون أنفاساً متقطعة تربطهم بالحياة بخيط رهيف تدعو أمهاتهم في كل صلاة فجر ألا ينقطع سريعاً، حتى يعيشوا يوماً آخر. حتى العجائز الذين لا يقوون على ابتلاع قرص الدواء إلا بشقّ الأنفس، ويخضعون لجلسات الإشعاع الكيماوي الذي ينخرُ العظام وينحرُ الضلوع؟! حتى أهالي مرضى السرطان الذين يحملون مع ذويهم من الأسى والشقاء، ما لا يقلُّ عن عذابات ذويهم؟! حتى أولئك المُختبرين بالويل، لم يسلموا من دموية الإرهاب الإخواني الأسود، ولم يُستثنوا من قائمة ضحاياهم الطولى! من أي صِنف من البشر قُدُّ الكائنُ الإرهابي؟ من صخر؟ الصخور تُذيبُها قطراتُ الماء. من حديد؟ الحديد ينصهر ويخضعُ تحت وطأة الهجير. بل قُدَّت قلوبهم من حمم السعير التي لا تخمد إلا بالتهام كل جماد وكلَّ حيٍّ دون أن ترفَّ لها عينٌ ولا يخفق لها قلب.

حادثٌ إرهابي مروّع في قلب القاهرة الطيبة، هزّ أركان العالم وأبكى عيون العالمين. لم يستهدف الإرهابُ ثكنةً عسكرية في سيناء كعادة يد الإخوان السوداء في استهداف جيشنا المصري الباسل الذي أذلّ ظلامهم وأطفأ إظلامهم واستخلص جسدَ مصرَ الطيب من بين أنيابهم المعقوفة. ولم يستهدف الإرهابُ كنيسة كعادة يد الإخوان السوداء في استهداف المسيحيين الذين وقفوا جبهةً صلبةً مع المسلمين في ثورتنا الشريفة في 30 يونيو (حزيران) 2013  لنهدر معاً في الميادين والشوارع أمواجاً شعبية هادرة لا تعرف أسماءنا ولا عقائدنا، فجميع الأسماء (مصري)، وجميع العقائد (وطني)، نهتف ضد الإخوان وضد المرشد حتى أسقطناهم عن عرش بلادنا. هذه المرّة قرر الإخوان أن يصلوا بالدناءة وانعدام المروءة إلى المنتهى الأقصى والأقسى. استهدفوا ما كانوا يستهدفون فانتهى بهم الأمرُ بترويع وقتل وتفجير وإحراق أشد الناس وهناً وضعفًا وقلّة حيلة. ضحاياهم هذه المرة كانوا مرضى المعهد القومي الأورام في شارع القصر العيني بوسط القاهرة، لينالوا الشهادة الكريمة بأجساد واهنة مربوطة إلى أنابيب المحلول وخيوط الإشعاع الكيماوي وعقاقير السرطان. سيارة مسروقة تم تفخيخها، منزوعة اللوحات المرورية، ذات زجاج داكن يخفي ما بداخلها من أوغاد ارتزاقيين، سارت عكس اتجاه السير. اصطدمت السيارة المثقلة باالمواد المتفجرة بالسيارات الأخرى التي تسير في اتجاه السير الطبيعي، فوقع الانفجار المروع أمام معهد الأورام، وأزهق عشرات أرواح البائسين من مرضى السرطان من الأطفال والشيوخ والنساء وذويهم من الزائرين وتركت أضعافهم مصابين ومحترقين ندعو اللهَ أن يمنَّ عليهم بالشفاء العاجل.

أولئك الأوغاد مرّوا يومًا من هنا! أولئك الأوغاد سرقوا عرش بلادي عامًا من أتعس وأنكد وأسود سنوات تاريخ مصر الممتد منذ فجر التاريخ الإنساني وحتى اليوم وغداً وبعد غد. أولئك الأوغاد سرقوا النوم من عيوننا عاماً كاملاً، ولم يرحلوا إلا بعدما بخّوا سموم الفرقة بين أبناء الشعب المصري، لكن الشعب المصري سرعان ما جمع شتات نفسه واتسق وانسجم وعاد واحداً صحيحاً غير قابل للقسمة ولا الاقتسام ولا الانقسام.

نقفُ وراء الدولة المصرية، ورئيسنا المستنير صفًّا واحدًا، لا نكتفي بشجب الطائفية ونبذ الإرهاب ومحاربة الفكر الظلامي، بل نصارعه ونصرعه ونجتثُّ جذوره المسمومة من أرضنا. مصرُ تحاربُ الإرهاب الإخواني نيابةً عن كلّ العالم، هذا حقٌّ، ولكن يدّ الله مع يد المصريين في تلك الحرب الشرسة التي نثقُ أن مداها قد اقترب بإذن الله.

اللهم ارحم شهداءنا الكرام، واربط على قلوب ذويهم بالصبر، ومدّ يد الرحمة للمصابين بالشفاء العاجل، وانصرنا نصراً مبيناً وعاجلا على وجه الإرهاب الأسود، وأجز خيراً كلَّ من يدعم مصر في حربها الصعبة. اللهم آمين.