تظاهرة للمطالبة بمراقبة بيع السلاح في الولايات المتحدة.(أرشيف)
تظاهرة للمطالبة بمراقبة بيع السلاح في الولايات المتحدة.(أرشيف)
الأربعاء 7 أغسطس 2019 / 11:41

إف بي آي مطالب بقمع العنصريين البيض في أمريكا

حان الوقت لكي يقضي مكتب التحقيقات الفيدرالي(FBI)على العنصريين البيض في الولايات المتحدة، هذا ما يراه ريش لوري، كاتب عمود سياسي، ومدير تحرير مجلة "ناشونال ريفيو" الأمريكية المحافظة، الذي لفت إلى أنه عند لحظة ما في نهاية ستينيات القرن الماضي، كان بعض الأمريكيين يعتقدون أن FBI كان يدير منظمة كو كلوكس كلان( KKK) اليمينية المتطرفة.

يجب مراقبة مواقع تبث من خلالها بروباغندا المتعصبين البيض مثل منتدى 8Chan . ويفترض بـ FBI التحقيق مع كل من يعبر عن تعاطفه مع الإرهاب

لكن حسب لوري، اخترق FBI منظمة KKK وقضى عليها في نهاية الأمر. وقد أطلق على تلك العملية اسم كوينتيلبرو – وايت هيت.

ومع تصاعد العنف الناجم عن العنصريين البيض مجدداً، يرى الكاتب أنه ينبغي استلهام ما قام بعض مكتب التحقيقات الفيدرالي في محاربته للمتطرفين العنصريين، وحتى لو تعذر تكرار نفس الأساليب.

مشكلة قومية بيضاء
ويرى كاتب المقال أنه لو كان هناك أدنى شك في أن أمريكا تواجه مشكلة القومية البيضاء، فإن الهجوم المروع على متجر وولمارت في مدينة إل باسو، في تكساس، يؤكد وجود هذه المشكلة. وعلى هذا الأساس، ينبغي التعامل مع هؤلاء المتطرفين باعتبارهم إرهابيين محليين، وهم يستلهمون من أعمال سابقة لمرحلة فوضى شريرة، ويهللون عند ارتفاع أعداد القتلى، عبر رسائل على الانترنت.

وحسب الكاتب، لا شك في أنه لو عانت أمريكا من سلسلة من المجازر على أيدي متشددين إسلاميين، فإنها ستبذل كل ما لديها من قوة للقضاء على ذلك الخطر، ولديها هذه الامكان. وينبغي أن يكون الرد على العنصريين المتطرفين بنفس الهمة والعزيمة، مع الاعتراف بأنهم يمثلون خطراً مختلفاً وأكثر صعوبة في مكافحته، مما كانت عليه منظمة كلان القديمة.
ويشير كاتب المقال لأمر أصدره الرئيس ليندون جونسون، في عام 1964، إلى مدير FBI في حينه، إدغار هوفر، بشأن ملاحقة عناصر الكلان كما فعل مع الشيوعيين. واستهدفت عملية كوينتيلبرو – وايت هيت، والتي استمرت حتى عام 1971 وشارك فيها 26 مكتباً ميدانياً، أشخاصاً خطرين وعنيفين، لا عقيدتهم في حد ذاتها.

جهد شامل
وفي تأريخه للـ FBI، كتب تيم واينر إن "ما قام به مكتب التحقيقات الفيدرالية كان شاملاً وغير مشروط. فقد عرض مبالغ مجزية على مخبرين محتملين عن KKK، وعرض رشاوى مباشرة على أعضاء في التنظيم ممن كان بوسعهم أن يلعبوا أدوار عملاء مزدوجين داخل مؤسسات رسمية وقوات شرطة محلية. وزرع هؤلاء أجهزة تنصت على مكالمات هاتفية، ونفذوا عمليات سرقة قوائم عضوية التنظيم".

ووفقاً لمسؤول في FBI: "تطلبت العملية توظيف مئات من المخبرين عن KKK، حيث حينما كان يجتمع 10 أشخاص، كان ستة منهم ينقلون، في اليوم التالي، ما جرى أثناء الاجتماع". وقد وصل الأمر لدرجة أن أحد المخبرين أصبح كاتب خطب روبرت شيلتون، زعيم KKK في أمريكا.

وحسب شيلتون نفسه: :في عام 1971، تقلص عدد أعضاء التنظيم إلى 4,300 عضو، فيما قدر عددهم بحوالي 14 ألف شخص في 1964. لقد ضربنا برنامج FBI لقمع التمرد، وأضعفنا لقرابة عشر سنوات".

عقبات عملية
وحسب الكاتب تقف عقبات عملية أمام محاولات FBI لتكرار عمليته السابقة ضد تنظيم KKK، وخاصة لأنه كان تنظيماً فيما يعتبر المتعصبون البيض الحاليين مجهولين يبثون الكراهية بشكل مجاني عبر الانترنت.

لكن على FBI للتركيز بشكل مكثف على هذا التهديد. وفي هذا السياق، ينبغي أن ينتهج مكتب التحقيقات الفيدرالي أسلوباً استخباراتياً. كما يجب مراقبة مواقع تبث من خلالها بروباغندا المتعصبين البيض مثل منتدى 8Chan . ويفترض بـ FBI التحقيق مع كل من يعبر عن تعاطفه مع الإرهاب – كما فعل مع متطرفين إسلاميين مشبوهين- ومراقبة مثل هؤلاء الأشخاص وفق الأطر القانونية.