النائبة الأمريكية إلهان عمر (أرشيف)
النائبة الأمريكية إلهان عمر (أرشيف)
الأربعاء 7 أغسطس 2019 / 21:16

شخص ما فعل شيئاً ما!

شخص ما فعل شيئاً ما.. التعبير الفاضح للنائبة إلهان عمر، الجهادي فعل شيئاً ما، وهذا الشيء البسيط هو القتل

لم يجد الإعلام الأمريكي، والغربي على حد سواء، شبهة في حديث النائبة الأمريكية الديموقراطية، صومالية الأصل، إلهان عمر، مع قناة الجزيرة القطرية، وهي قناة لا تخفي دعمها للإرهاب، وضيوف القناة، يمثلون القوة الناعمة للإرهاب. قالت إلهان عمر في قناة الجزيرة فيما معناه، إن الرجال البيض العنصريين الأمريكيين، أشد خطراً من الجهاديين. هل علينا أن نخاف من ترامب ومؤيديه أكثر من الجهاديين المتأسلمين؟

التعليق الذي يتفادى تعمية النائبة الأمريكية إلهان عمر، هو لماذا لا يكون الخوف من الاثنين معاً، من عنصرية الرجل الأبيض، ومن جهاد المتأسلم؟ الاثنان يعتمدان أيديولوجيا تدمير الآخر، وإبادته. بهذا المعنى لا تختلف إلهان عمر كثيراً عن دونالد ترامب. الإعلام الأمريكي لم يهتم بتمرير الجهاد المتأسلم، في كلمات إلهان عمر، وتحصينه من النبذ، لكنه اهتم بتصريح إلهان، بأن اليهود ينومون العالَم مغناطيسياً.

اعتاد الغرب على تجاوزات المتأسلمين، وعلى تصريحاتهم العنترية، بعد العمل سوياً فترة من الزمن، فمكاسب أمريكا والغرب، وإسرائيل أيضاً لا تنفصل عن تلك المكاسب، أكبر من أن تسبب تصريحات جوفاء، عداوة حقيقية للمتأسلمين السياسيين. على سبيل المثال، قادة حماس، والإخوان المسلمون، صرحوا مراراً بكلمات عن اليهود، مليئة بالعنصرية، ومعادة السامية.

محمد مرسي الإخواني الراحل، ورئيس مصر لسنة واحدة مظلمة، كئيبة، 2012، صرَّح في سب مباشر 2010، بأن الصهاينة، يقصد اليهود، أحفاد القردة والخنازير. في الغالب يأتي الاعتذار الذليل لاحقاً، اعتذر محمد مرسي، واعتذرتْ أيضاً إلهان عمر. نلاحظ أن أمريكا والغرب وإسرائيل، أيدوا مجيء محمد مرسي رئيساً لمصر 2012، رغم تصريحاته 2010، وحاربوا الشعب المصري، والجيش المصري، كمداً وحسرةً على هروب الحكم من أيدي الإخوان المسلمين.

يبدو أن اعتذار نائبة ولاية مينيسوتا، إلهان عمر، لم يكن كافياً، فأعلنتْ، إمعاناً في خطب الود، عن عزمها زيارة إسرائيل، والأراضي الفلسطينية المحتلة، هي ونائبة ولاية ميشيغان، فلسطينية الأصل، رشيدة طليب، إلا أن منظمة، أو جماعة "شورات هادين" الإسرائيلية، اليمينية، غير الحكومية، طالبتْ محكمة إسرائيلية، بمنع دخول إلهان عمر ورشيدة طليب، لإسرائيل.

من جانبه ذكر سفير إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية، رون ديرمر، أن إسرائيل لن تمنع دخول النائبتين الأمريكيتين إليها، احتراماً للكونغرس الأمريكي، وتقديراً للتحالف الكبير بين إسرائيل وأمريكا. سادت حالة من عدم اليقين أمام مصير الزيارة المستقبلية، ولم تعلق النائبة إلهان، أو النائبة رشيدة، إلى حين كتابة هذه السطور.

عندما قال الرئيس دونالد ترامب عن النائبة إلهان عمر: أعيدوها إلى وطنها. يقصد دولة الصومال، الغارقة في الفوضى والفشل والإرهاب. الغريب أن رد إلهان عمر لم يكن الرد الحقيقي على الرئيس الأمريكي، وهو أن أمريكا هي التي صنعتْ حركة "الشباب الصومالي"، وهي حركة جهادية متأسلمة، شبيهة تنظيم "القاعدة"، أي أن أمريكا هي مَنْ صنعتْ الفوضى والفشل والإرهاب في بلد إلهان عمر، سواء أكانت أمريكا أوباما، أو أمريكا ترامب.

كان رد إلهان عمر على الرئيس دونالد ترامب، بعيداً عن الحقيقية، واستعراضياً إلى حد كبير، وهو أنها اصطحبتْ السيدة العجوز نانسي بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في الكونغرس، إلى غانا بمناسبة الذكرى السنوية لتجارة الرقيق الأمريكية، ثم أخذتْ السيدة العجوز مطية لها، وقالت: قال أعيدوها، فعادتْ معي.

قبل شهور قليلة قالت إلهان عمر، أمام منظمة "كير" الأمريكية المتأسلمة، المدعومة بأموال قطرية: شخص ما فعل شيئاً ما. هذا الوصف كانت تقصد به أكبر عملية إرهابية في القرن الواحد والعشرين، وهي أحداث 11 سبتمبر(أيلول) التي راح ضحيتها ثلاثة آلاف شخص في برجي التجارة العالمية بمانهاتن. شخص ما فعل شيئاً ما. التعبير الفاضح للنائبة إلهان عمر. الجهادي فعل شيئاً ما، وهذا الشيء البسيط هو القتل.

تركيز دونالد ترامب على نائبات من أصول غير أمريكية، أو ما عُرف باسم "الفريق"، إلهان عمر، رشيدة طليب، أيانا بريسلي، ألكسندريا أوكاسيو كورتيز، من أجل حملته الانتخابية 2020. "الفريق" على قدر كبير من المُراهَقَة، وحب الظهور، وضحالة المعرفة.

بعض الديمقراطيين صرَّحوا بأن "الفريق" هدية لدونالد ترامب في انتخابات 2020، وأن حب "الفريق" لوسائل التواصل الاجتماعي، يُقزِّم المجال الرئاسي الديموقراطي لانتخابات 2020. كما بدأ الغمز واللمز داخل الحزب الديموقراطي، بأن "الفريق" هو الذي يقود الحزب الديمقراطي، والسيدة العجوز نانسي بيلوسي، زعيمة الحزب الديموقراطي، ضعيفة الشخصية.

سيحاول دونالد ترامب ضرب "الفريق"، بأقوى المرشحين الديموقراطيين لرئاسة 2020، وينتظر التعليق، وستُحسب درجات السخونة والبرودة في تعليقات المرشح القوي الديمقراطي، وبالطبع "الفريق" سيكون بعيداً عن الصمت، أو الحكمة، وستخرج من "الفريق"، تعليقات تتجاوب مع فتور، أو حماس المرشح الديمقراطي القوي.