تظاهرة مناهضة للقومية البيضاء في نيويورك (أرشيف)
تظاهرة مناهضة للقومية البيضاء في نيويورك (أرشيف)
الجمعة 9 أغسطس 2019 / 12:54

ما هي تحديات مواجهة الإرهاب الأبيض في أمريكا؟

24- زياد الأشقر

عن تفاقم ظاهرة القومية البيضاء في الولايات المتحدة، كتب مايك جيغليو في مجلة "أتلانتيك" الأمريكية، أنه إبان الحرب على داعش، كان يسمع في بعض الأحيان مسؤولين أمريكيين وخبراء يتنفسون الصعداء لكون هذا التنظيم قد أعلن "خلافة" بحدود معروفة في سوريا والعراق.

التغيير الجوهري في الطريقة التي تنظر بها أمريكا إلى التطرف القومي الأبيسيساعد فعلاً في محاربته، وتحرير موارد إنفاذ القانون لمعالجة هذه المشكلة المتصاعدة

في حينه اعتبر داعش حالة يمكن للقوات المسلحة الأمريكية أن تقضي عليها. لكن الكاتب يلفت إلى أنه يصعب إلحاق الهزيمة بالإيديولوجيا، وهذه هي المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة في تعاطيها التهديد الناجم عن الإرهاب الأبيض اليوم.

مواجهة داعش
وقال جيغليو إنه بمواجهة داعش، نشرت أمريكا طائرات بلا طيار، وجيوشاً بالوكالة، وشنت مئات ومئات من الغارات الجوية. ومات المتطرفون الذين كانوا يتحكمون بحياة ملايين الناس. لكن الإيديولوجيا التي ألهمت داعش، لا تزال حية. فقد كانت الجهود التي تقودها الولايات المتحدة والمعروفة باسم "مواجهة التطرف العنيف"، والتي تستهدف أساساً المتعاطفين مع داعش والقاعدة على الإنترنت، ذات فائدة قابلة للنقاش. وقصفت الطائرات الأمريكية دعاة داعش، تماماً كما قتلت غارة جوية بتوجيه من إدارة أوباما قبل سنوات في اليمن أحد رسل القاعدة الأكثر فاعلية، المواطن الأمريكي أنور العولقي.

ومع ذلك، بقيت مقاطع الفيديو التابعة له على موقع يوتيوب حتى عام 2017، واستمرت الأفكار الأساسية نفسها في تأجيج الهجمات الإرهابية طوال الحرب الأمريكية على الإرهاب التي استمرت عقدين.

وتذكر الكاتب الشغف الجدي الذي أظهره أحد زعماء القاعدة في منزله بجنوب تركيا حيث كان يستمع أمامه إلى من سماه "الشيخ". وكان أسامة بن لادن قتل قبل ما يقرب ثلاثة أعوام، لكن الرجل كان متأكداً من أنه ما أن يسمع خطابه حتى يتفتح ذهنه.

وأشار إلى أن إطلاق النار في نهاية الأسبوع الماضي في إل باسو بولاية تكساس، حيث قتل مسلح كان يستهدف المهاجرين 22 شخصاً في متجر ولمارت، هو الأحدث في سلسلة من حوادث تذكر الأميركيين بأنهم يتعرضون للهجوم من أتباع إيديولوجية متطرفة أخرى. وسارعت السلطات الأمريكية إلى وصفه بأنه عمل إرهابي داخلي، وسط مجموعة متزايدة من الأصوات التي تدعو إلى معاملة التطرف الإسلامي والتطرف القومي الأبيض على أنهما تهديدان متماثلان. ويطلق مكتب التحقيقات الفيديرالي "أف بي آي" على هذه الحوادث وصف إرهاب محلي، لكن عبارة "الإرهاب الأبيض" أكثر دقة.

وكتب رود روزنشتاين نائب وزير العدل في إدارة ترامب حتى مايو (أيار)، على تويتر إن "الكثيرين من القتلة هم من الذئاب المنفردة الذين تلقوا تعليماً على الكراهية عبر الإنترنت، على غرار داعش...يجب ردع العنصريين قبل أن يطلقوا النار، كما نفعل مع الإرهابيين والمجرمين العنيفين الآخرين".

وأضاف الكاتب أن الخبراء الذين يركزون على كلا النوعين من التطرف-الإسلامي والقومي الأبيض- يرون أن التغيير الجوهري في الطريقة التي تنظر بها أمريكا إلى التطرف الأخير سيساعد فعلاً في محاربته، وتحرير موارد إنفاذ القانون لمعالجة هذه المشكلة المتصاعدة.

وقال مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي كريستوفر راي أمام الكونغرس الشهر الماضي، إن المكتب اعتقل نحو 100 إرهابي محلي في الأشهر التسعة الأخيرة، بزيادة عن العام الماضي، وأن غالبية المشتبه فيهم كانوا مدفوعين بنظرية تفوق العنصر الأبيض. ومنذ احداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001، قتل المتطرفون اليمينيون على الأراضي الأمريكية عدداً أكبر مما قتله الإرهابيون الإسلاميون.