سوريون في أحد شوارع منبج السورية (أرشيف)
سوريون في أحد شوارع منبج السورية (أرشيف)
الجمعة 9 أغسطس 2019 / 15:14

الاتفاق الأمريكي-التركي على المنطقة الآمنة.. تمنيات لا أكثر

رأى الصحافيان مارتن تشولوف وجوليان بورجر أن الاتفاق الأمريكي-التركي على منطقة آمنة في الأجزاء التي يسيطر عليها الأكراد شرق الفرات شمال شرقي سوريا قد يكون محض تمنيات.

مع عدم وجود التزام من ترامب حيال سوريا، وخفض قواتنا إلى الحد الأدنى، هناك القليل الذي يمكننا فعله لدعم منطقة آمنة

وكتب الصحافيان في "غادريان" البريطانية إن عدم توفر تفاصيل محددة بشأن "الطريق الذي ربما يسلكه" الممر الآمن المفترض، وعمقه داخل الأراضي السورية يعني أنه من المستبعد أن يشكل حلاً لمشاكل المنطقة. وأضافا أن عدم الوضوح دفع بعض المراقبين إلى الادعاء بأن الولايات المتحدة تشتري الوقت ولم تلتزم بخطة يمكن أن تختبر بجدية روابطها المتعثرة فعلاً مع أكراد المنطقة.

تمنيات لا أكثر
وقال مسؤول أمريكي سابق: "إنه اتفاق سيتواصل الحديث في شأنه. هذا أمر جيد، ولكن مع عدم وجود التزام من ترامب حيال سوريا، وخفض قواتنا إلى الحد الأدنى، هناك القليل الذي يمكننا فعله لدعم منطقة آمنة. لذلك يبدو الاتفاق تمنيات لا أكثر".

واقترحت تركيا أن تستخدم المنطقة المنشأة حديثًا لإعادة اللاجئين السوريين داخل حدودها إلى بلادهم. ولكن مسؤولين أكراداً كباراً اعتبروا إن مثل هذه التحركات هي بمثابة إعادة تشكيل ديموغرافي للحدود التي يسيطر عليها الأكراد والتي تريد أنقرة تحويلها إلى معقل عربي.

التركيبة السكانية
وقال جهاد عمر، الرئيس المشارك لمكتب العلاقات الدبلوماسية في المجلس الديمقراطي السوري: "نحن ندرك نية الحكومة التركية، وهي تغيير التركيبة السكانية في سوريا مثلما فعل نظام البعث في الستينيات من خلال بناء الحزام العربي...إنه شيء نعارضه لأنه إبادة جماعية ضد الأكراد".

وأضاف: "تحاول تركيا تكرار نفس سيناريو عفرين (وهي بلدة تقع في شمال غرب سوريا كانت معقلًا كرديًا حتى توغل تركي في يناير من العام الماضي)". ويشكل الرهاب الكردي ركيزة أساسية للحكومة التركية.

سجنان لداعش
وأخفق الإعلان أيضاً في تسليط الضوء على التداعيات المحتملة على معسكرين كبيرين للاعتقال وسجنين يحتجز فيهما أكثر من 130 ألف من مقاتلي داعش أو أنصارهم المشتبه فيهم – وهم بقايا ما يسمى "الخلافة" المنهارة.
وكان مصير المنشأتين محور قلق عميق لدى الدول الإقليمية والغربية خلال التعزيزات التركي. وافترضت مصادر دبلوماسية رفيعة أن الصفقة الثنائية ربما وقعت لتخفيف هذه المخاوف.

على الرغم من أن داعش لم يعد يسيطر على الأراضي، إلا أن هناك مخاوف قوية ومتنامية من أن المنظمة تستخدم المخيمات لإعادة رص صفوفها وتجديدها. كان كبار المسؤولين الغربيين قلقين من أن أعضاء داعش قد يحاولون تنظيمً أنفسهم، إذا تشتتت القوات الكردية التي تحرسهم بسبب الحرب مع الأتراك.

وتكمن الأولوية لأنقرة في محاولة ضمان عدم تقوية الجماعات الكردية، المتحالفة مع حزب العمال الكردستاني (PKK)، والتي تواصل قتالها منذ أربعة عقود داخل حدودها.

وتصر تركيا على أن الزعماء الأكراد الذين تحالفت معهم الولايات المتحدة لمحاربة داعش، تحت لواء القوات الديمقراطية السورية، متحالفون أيديولوجياً وعسكرياً مع حزب العمال الكردستاني.

قوات سوريا الديمقراطية
وقال آرون شتاين، مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد أبحاث السياسة الخارجية إن "القضية الأساسية هي أن الولايات المتحدة تدعم قوات سوريا الديمقراطية، وهي مجموعة تعتبرها تركيا منظمة إرهابية"، و" البيان (الصادر بعد الاعلان عن الاتفاق على المنطقة الآمنة) لا يتطرق إلى هذه القضية الأساسية، كما أنه لا يعالج اختلافًا أساسيًا حول مدى عمق المنطقة. لا يزال يتعين حل هذه الأمور، وبصراحة تامة، لا أرى كيفية القيام بذلك".

القضية الثانية بالنسبة لأنقرة هي اللاجئون السوريون الذين أصبح مصيرهم صاعقة للقادة على كلا الجانبين من الطيف السياسي المنقسم.

وقال سونر كاغابتاي، مدير البرنامج التركي في معهد واشنطن إن "مسألة اللاجئين تقترب بسرعة من أن تتتحول مشكلة في تركيا". وقال إنه لا يمكن المبالغة في تقدير تأثير اللاجئين على المجتمع التركي، مع أنه "التحول الديموغرافي الأهم منذ التبادل اليوناني -التركي في عشرينيات القرن العشرين".