مقاتلان من داعش قبل إجلاء التنظيم وعائلاته من الباغوز.(أرشيف)
مقاتلان من داعش قبل إجلاء التنظيم وعائلاته من الباغوز.(أرشيف)
الثلاثاء 13 أغسطس 2019 / 14:19

هذه الإجراءات تحمي شمال سوريا من عودة داعش

كتب محرر صفحة الرأي لدى موقع "ذا ديفينس بوست" الأمريكي عن خطوات ينبغي اتخاذها للقضاء على فلول تنظيم داعش، الذين يحاولون الانتفاض مجدداً في شمال شرق سوريا.

من شأن وضع سياسي أن يحمي شمال شرق سوريا من تهديدات تركية متواصلة بغزو مناطق تقع شرق نهر الفرات

ونقل عن مركز "روجوفا" للمعلومات، مركز دراسات فكرية تابع لأكراد سوريا، أن داعش مثل خطراً على العالم كله، وعلى شمال شرق سوريا خاصة. ونتيجة له، كان من المناسب أن يهزم ميدانياً على يد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، بالشراكة مع التحالف الدولي.

ولكن رغم هزيمته، ما يزال داعش يمثل تهديداً خطيراً، حسب كاتب المقال. فقد بقي في سوريا خمسة أعوام، فرض خلالها بأسلوب عنيف فكره على المجتمع، وحظي بدعم علني وسري من قطاعات في المجتمع الدولي.

خلايا نائمة
ويرى الكاتب أنه، في الوقت الحالي، يواجه شمال شرق سوريا تمرداً متصاعداً من قبل خلايا نائمة تابعة لداعش، فضلاً عن عبء وجود آلاف من مقاتلي التنظيم وأسرهم في قبضة قسد، واستمرار دعم داعش من قطاعات من السكان.

ويتأكد هذا الرأي بالذات عبر تهديدات يمثلها أفراد في داعش من الذين أجبروا على الاستسلام إلى قوات قسد عند هزيمة التنظيم في آخر معاقله في بلدة الباغوز السورية.

وحسب الكاتب، يبدو أن داعش لا زال موجوداً، ويعيد دون شك بناء قوته، ويرسل مهاجمين من الذئاب المنفردة إلى أوروبا، ويسعى لتنفيذ مزيد من الهجمات في جميع أنحاء العالم.

المرحلة الحاسمة
وباعتقاد الكاتب، لم تنته الحرب على الإرهاب، والمرحلة المقبلة هي الأكثر أهمية. ولا بد من اقتلاع داعش من جذوره في المنطقة التي نشأ منها. وفيما اعتمد العالم على شمال شرق سوريا لقيادة المعركة ضد داعش، تحتاج اليوم تلك المنطقة لمساعدة العالم في المرحلة المقبلة الحاسمة.

وبرأي كاتب المقال، هذا يعني تولي مسؤولية آلاف المقاتلين الأجانب الموجودين في عهدة قسد، وحل أزمة إنسانية في معسكر الهول، مقر 11,500 من نساء وأطفال داعش. وتعتبر تلك المعتقلات والمخيمات بمثابة قنابل موقوته، حيث يعيش أشد متطرفي داعش، حيث يخططون معاً، وتلقن أمهات متطرفات عقيدة داعش لأطفالهن.

استعادة
ووفقاً للكاتب، تحتاج دول العالم إما لاستعادة مواطنيها ومحاسبتهم وفقاً لقوانينها، أو دعم محكمة دولية خاصة بمقاتلي داعش في شمال شرق سوريا. ولا يمكن لتلك الدول التخلي عن هؤلاء ليشكلوا عبئاً على إدارة حكم ذاتي، وإغماض أعينهم والتحلي عبثاً بأمل بأن تحل المشكلة من تلقاء نفسها.

لكن، وحسب الكاتب، هناك أيضاً حاجة لوضع برنامج أوسع من أجل دعم شمال شرق سوريا. وسوف تحقق إعادة التطوير السلام والاستقرار في المنطقة، ما يمكن اللاجئين من مغادرة معسكرات بدأت تتحول سريعاً لبؤر إرهابية، ولأخذ موقعهم في مجتمع ديمقراطي في شمال شرق سوريا. وهناك أيضاً حاجة لوضع برامج تعليمية، ودعم نفسي للتصدي لعقيدة داعش ومحوها.

تهديدات متواصلة
ويشير الكاتب لطرح أفكار رائعة في شمال شرق سوريا من أجل التغلب على داعش، بدءاً من محاكمة دولية لمقاتلي التنظيم، وصولاً لبرامج تعليمية خاصة بالنساء في محافظتي الرقة ودير الزور. وينبغي أن تحظى تلك البرامج بدعم دولي، وهو ما لن يتحقق سوى بمنح شمال شرق سوريا وضعاً سياسياً، معترفاً به كشريك أساسي ومشروع في مكافحة داعش.

وحسب الكاتب، من شأن وضع سياسي أن يحمي شمال شرق سوريا من تهديدات تركية متواصلة بغزو مناطق تقع شرق نهر الفرات. فقد أدى غزو تركيا لمنطقة عفرين، وتنصيب وكلاء جهاديين لها هناك، لزعزعة استقرار المنطقة، والسماح لقانون الشريعة، ولسريان عمليات ابتزاز وخطف وتعذيب وعنف قائم على نوع الجنس، في منطقة كانت علمانية. ومن شأن تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بغزو المنطقة من جديد، أن يزعزع أيضاً استقرار مناطق تحررت من داعش، ما يوفر أوضاعاً مثالية لعودة التنظيم.

فتح الحدود
وعلى نطاق أوسع، يرى كاتب المقال أنه عند منح شمال شرق سوريا – منطقة خاضعة حالياً لحصار تركي وسوري نظامي – وضعاً سياسياً، سوف يفتح حدوده أمام التجارة والاستثمارات. كما سيمكن ذلك شمال شرق سوريا ليأخذ مكانه حول طاولة المفاوضات بشأن مستقبل المنطقة، وللدفاع عن مصالح أربعة ملايين نسمة يقيمون فيها، ولطرح برنامجه الديمقراطي العلماني باعتباره أفضل ضمانة ضد الإرهاب، وعنف الدولة في المنطقة.